(وزير الخارجية السوري) وليد المعلم ليس لديه وقت لسماع كلمة (رئيس الوزراء اللبناني) فؤاد السنيورة إلى القمة العربية، وفق تصريحاته قبل يوم من القمة العربية في دمشق، وهو لم يأتل صبراً في الاستماع إلى (وزير الخارجية الإيرانية) منو شهر متكي لدى زيارته لدمشق في 9 مارس؛ فالمعلم لا يريد لمن لم غاب عن القمة العربية ضد الإرادة والرغبة السورية أن يوجه كلماته لبلاده، ويسعى لأن يدفع عن دمشق التهمة التي يقذفها معارضو سياستها من الدول العربية في وجهها من أنها تعرقل الوصول لحل في الأزمة اللبنانية المعقدة؛ فـ” المال الذي يوزعه رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ليس سورياً” ـ بحسب المعلم ـ، والجهد الذي يرنوه منها العرب في حلحلة الوضع اللبناني لا يكفي، ” ولا بد من أن تقوم كافة الأطراف العربية بجهد مشترك لحل الأزمة.. وأخص بالذكر الأشقاء السعوديين”.
هذه الكرة اللبنانية المشتعلة أراد المعلم بدبلوماسية أن يرميها بين يدي العرب وحلفائهم اللبنانيين، لكن تلك الإرادة جعلته يحرق الدبلوماسية السورية تجاه العرب المعارضين مع ارتفاع نبرة التشنج في الإعلام السوري الذي حاول التقليل من أدوار ركائز النظام العربي، باعتبار أن تدني تمثيلهم في القمة لن يؤثر على القمة ـ طبقاً لما قالته صحيفة تشرين البعثية السورية ـ؛ فالوزير المعلم الذي عمل سفيرا لدى واشنطن طوال عشر سنوات وشارك في محادثات “سلام” بين سوريا و”إسرائيل” وعمل على تنمية الصادرات السورية إلى الولايات المتحدة، وصرح قبل أكثر من عام بأننا “لسنا ضد الولايات المتحدة “، وعرض في العام نفسه وفيما كانت الطائرات “الإسرائيلية” تدك غزة إرادة بلاده للصلح مع “إسرائيل” قائلاً أن “الجولان ليست شرط مقدم لإجراء مفاوضات مع إسرائيل” . (16/12/2006)، قبل أن يعود ليطرحه كمقابل للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني قبل شهر من الآن.. الوزير السوري عندما سئل عن عدم اكتراث بلاده بالتمثيل المتدني لأهم الدول العربية في القمة فسر ذلك بالقول: “إن سورية لا تفرط في مبادئها من أجل رفع مستوى المشاركة”، لكن هذه المبادئ لم تمنع المعلم من التغاضي عن معلومات كشف عنها مسؤول صهيوني مقرب من المدير العام لوزارة الخارجية “الإسرائيلية” أهارون أبراموفيتش في يونيو من العام الماضي، تفيد بأن وزير الخارجية السورية وليد المعلم قام قبل أسابيع عدة بزيارة سرية إلى واشنطن، حيث اجتمع مع مسؤولين صهاينة في منزل السفير السوري لدى الولايات المتحدة في واشنطن عماد مصطفى، والتقى مع مسؤولين أميركيين.
ولدى وليد المعلم تحفظ على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة العربية في يوم انعقاد القمة العربية، والتي التقاها في شرم الشيخ على هامش مؤتمرها العام الماضي.
وسواء أكانت كونداليزا رايس جسراً إلى “إسرائيل” أو كانت المباحثات مع الأخيرة معبراً للعلاقة أقوى مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإن وزير الخارجية السوري قد قال من قبل في حديث مع صحيفة الديلي ستار: “إننا نريد إجراء مفاوضات للسلام مع إسرائيل دون شروط مسبقة وذلك حتى يتسنى لنا بدء إجراء مفاوضات للسلام مع الولايات المتحدة”.
ويتمتع المعلم (67 عاماً) بقدرة عالية على ضبط النفس لكنه مع إحجام الزعماء العرب الرئيسيين عن حضور القمة العربية، بدا أكثر من أي وقت مضى مخاصما هذه السبيل، حتى عندما ألقى خطاباً في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي قائلاً: “سورية أعلنت منذ خمسة عشر عاماً أن خيارها الاستراتيجي هو إقامة السلام العادل و الشامل غير أن المفاوضات لم تثمر و ما زال الجولان السوري محتلاً”، ومع ذلك لم يلق استجابة مناسبة من “الإسرائيليين” الذين اكتفى أحد أعضاء الكنيست “الإسرائيلي” أوتنيل شنيلير فقط ـ وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت ـ بإرسال بطاقة معايدة إليه تحمل صورة لمرتفعات الجولان المحتلة، مكتوب عليها “هناك وقت للحب ووقت للكراهية، هناك وقت للحرب ووقت للسلام .. أتمنى لك عاماً سعيداً..” لم يبد حينها المعلم بهذا الغضب الذي تبدى به مع حلول القمة العربية وخيبة أمل بلاده في إظهار عروبة نظامها المرتبط بإيران؛ فالمعلم الذي تخرج من كلية الاقتصاد في القاهرة في العام 1963 وعمل في السلك الدبلوماسي في السعودية وغيرها، ومثل بلاده لعشر سنين كسفير لها في واشنطن وأدار مفاوضات مع الكيان الصهيوني لمدة مماثلة تقريباً ولم يزل، بدا اليوم لفرط انزعاجه مما آلت إليه أوضاع القمة العربية تحت رئاسة بلاده، مولياً ظهره تجاه الدبلوماسية وقواعدها العامة، ومستعداً لفتح جميع الجبهات في وجه سوريا في لحظة واحدة حينما قال في أعقاب اليوم الأول للقمة العربية عن بعض مسؤولي الموالاة اللبنانية الذين استقبلوا كونداليزا رايس من قبل قائلاً: ” إن من قبلها ربما اشتاق إليها وأرادها أن تعود, وهذا شأنها”!! متجاهلاً أن هذه الإشارة الخارجة عن البروتوكول الدبلوماسي المعروف والقيم العربية الأصيلة ستمس أيضاً بعض الجالسين من الدول العربية الذين حضروا بأعلى تمثيل كالرئيس الفلسطيني محمود عباس.. وزاد رأس الدبلوماسية السورية عربياً متسائلاً: ” هل لمستم من كان معزولا في هذه القمة والكل شاهد من كان معزولا”.
وقد يكون المعلم يريد من وراء تصريحاته استغلال الموقف العربي الراهن من أجل تسديد ضربة لخصومه السياسيين في لبنان تحديداً، لاسيما أن وزير الخارجية لديه حسابات خاصة مع الموالاة حين نفى من قبل اتهاما تضمنه تقرير للأمم المتحدة (ويعتقد أن خصومه يقفون خلف التقرير) بأنه هدد رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري قبل أسبوعين من اغتياله، معتبراً أن الاتهام “مخالف تماما للحقيقة”، لكنه مع ذلك يقطع بذاته خيوطاً كان قد نسجها في لبنان مع الفرقاء اللبنانيين قبل انسحاب سوريا من لبنان، كما يبدو مفرطاً في استخدام لغة شديدة اللذوعة مع خصومه السياسيين في العالم العربي في وقت ترفع القمة العربية عنوان “التضامن” شعاراً لها.
ويمضي وزير الخارجية السوري في طريق مجابهة الجميع مؤسساً لدبلوماسية الاحتراق الموتورة في وقت تبتعد فيه بلاده عن المحيط العربي وتقترب حثيثاً، وقد يكون ذلك مفهوماً بعض الشيء من النظام السوري النصيري (العلوي) الشيعي القريب من إيران، غير أنه في حين يحتفظ السنة في سوريا ببعض المناصب غير المؤثرة في هذا النظام برغم غالبيتهم الكاسحة، يصبح بعيداً جداً عن قواعد السياسة الراشدة أن يدير الوزير ظهره لهذا المحيط العربي السني ويستقبل نظاماً يدرك أنه همّش كثيراً جداً نائب الرئيس (السني) عبد الحليم خدام ما أرغمه على الخروج من سوريا، ثم وضع رأس الدبلوماسية السابق فاروق الشرع (السني أيضاً) على رف التجميد في ثلاجة هذا النظام؛ فهل يدرك الحارق أي يد يحرقها أولاً؟!
هذه الكرة اللبنانية المشتعلة أراد المعلم بدبلوماسية أن يرميها بين يدي العرب وحلفائهم اللبنانيين، لكن تلك الإرادة جعلته يحرق الدبلوماسية السورية تجاه العرب المعارضين مع ارتفاع نبرة التشنج في الإعلام السوري الذي حاول التقليل من أدوار ركائز النظام العربي، باعتبار أن تدني تمثيلهم في القمة لن يؤثر على القمة ـ طبقاً لما قالته صحيفة تشرين البعثية السورية ـ؛ فالوزير المعلم الذي عمل سفيرا لدى واشنطن طوال عشر سنوات وشارك في محادثات “سلام” بين سوريا و”إسرائيل” وعمل على تنمية الصادرات السورية إلى الولايات المتحدة، وصرح قبل أكثر من عام بأننا “لسنا ضد الولايات المتحدة “، وعرض في العام نفسه وفيما كانت الطائرات “الإسرائيلية” تدك غزة إرادة بلاده للصلح مع “إسرائيل” قائلاً أن “الجولان ليست شرط مقدم لإجراء مفاوضات مع إسرائيل” . (16/12/2006)، قبل أن يعود ليطرحه كمقابل للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني قبل شهر من الآن.. الوزير السوري عندما سئل عن عدم اكتراث بلاده بالتمثيل المتدني لأهم الدول العربية في القمة فسر ذلك بالقول: “إن سورية لا تفرط في مبادئها من أجل رفع مستوى المشاركة”، لكن هذه المبادئ لم تمنع المعلم من التغاضي عن معلومات كشف عنها مسؤول صهيوني مقرب من المدير العام لوزارة الخارجية “الإسرائيلية” أهارون أبراموفيتش في يونيو من العام الماضي، تفيد بأن وزير الخارجية السورية وليد المعلم قام قبل أسابيع عدة بزيارة سرية إلى واشنطن، حيث اجتمع مع مسؤولين صهاينة في منزل السفير السوري لدى الولايات المتحدة في واشنطن عماد مصطفى، والتقى مع مسؤولين أميركيين.
ولدى وليد المعلم تحفظ على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة العربية في يوم انعقاد القمة العربية، والتي التقاها في شرم الشيخ على هامش مؤتمرها العام الماضي.
وسواء أكانت كونداليزا رايس جسراً إلى “إسرائيل” أو كانت المباحثات مع الأخيرة معبراً للعلاقة أقوى مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإن وزير الخارجية السوري قد قال من قبل في حديث مع صحيفة الديلي ستار: “إننا نريد إجراء مفاوضات للسلام مع إسرائيل دون شروط مسبقة وذلك حتى يتسنى لنا بدء إجراء مفاوضات للسلام مع الولايات المتحدة”.
ويتمتع المعلم (67 عاماً) بقدرة عالية على ضبط النفس لكنه مع إحجام الزعماء العرب الرئيسيين عن حضور القمة العربية، بدا أكثر من أي وقت مضى مخاصما هذه السبيل، حتى عندما ألقى خطاباً في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي قائلاً: “سورية أعلنت منذ خمسة عشر عاماً أن خيارها الاستراتيجي هو إقامة السلام العادل و الشامل غير أن المفاوضات لم تثمر و ما زال الجولان السوري محتلاً”، ومع ذلك لم يلق استجابة مناسبة من “الإسرائيليين” الذين اكتفى أحد أعضاء الكنيست “الإسرائيلي” أوتنيل شنيلير فقط ـ وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت ـ بإرسال بطاقة معايدة إليه تحمل صورة لمرتفعات الجولان المحتلة، مكتوب عليها “هناك وقت للحب ووقت للكراهية، هناك وقت للحرب ووقت للسلام .. أتمنى لك عاماً سعيداً..” لم يبد حينها المعلم بهذا الغضب الذي تبدى به مع حلول القمة العربية وخيبة أمل بلاده في إظهار عروبة نظامها المرتبط بإيران؛ فالمعلم الذي تخرج من كلية الاقتصاد في القاهرة في العام 1963 وعمل في السلك الدبلوماسي في السعودية وغيرها، ومثل بلاده لعشر سنين كسفير لها في واشنطن وأدار مفاوضات مع الكيان الصهيوني لمدة مماثلة تقريباً ولم يزل، بدا اليوم لفرط انزعاجه مما آلت إليه أوضاع القمة العربية تحت رئاسة بلاده، مولياً ظهره تجاه الدبلوماسية وقواعدها العامة، ومستعداً لفتح جميع الجبهات في وجه سوريا في لحظة واحدة حينما قال في أعقاب اليوم الأول للقمة العربية عن بعض مسؤولي الموالاة اللبنانية الذين استقبلوا كونداليزا رايس من قبل قائلاً: ” إن من قبلها ربما اشتاق إليها وأرادها أن تعود, وهذا شأنها”!! متجاهلاً أن هذه الإشارة الخارجة عن البروتوكول الدبلوماسي المعروف والقيم العربية الأصيلة ستمس أيضاً بعض الجالسين من الدول العربية الذين حضروا بأعلى تمثيل كالرئيس الفلسطيني محمود عباس.. وزاد رأس الدبلوماسية السورية عربياً متسائلاً: ” هل لمستم من كان معزولا في هذه القمة والكل شاهد من كان معزولا”.
وقد يكون المعلم يريد من وراء تصريحاته استغلال الموقف العربي الراهن من أجل تسديد ضربة لخصومه السياسيين في لبنان تحديداً، لاسيما أن وزير الخارجية لديه حسابات خاصة مع الموالاة حين نفى من قبل اتهاما تضمنه تقرير للأمم المتحدة (ويعتقد أن خصومه يقفون خلف التقرير) بأنه هدد رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري قبل أسبوعين من اغتياله، معتبراً أن الاتهام “مخالف تماما للحقيقة”، لكنه مع ذلك يقطع بذاته خيوطاً كان قد نسجها في لبنان مع الفرقاء اللبنانيين قبل انسحاب سوريا من لبنان، كما يبدو مفرطاً في استخدام لغة شديدة اللذوعة مع خصومه السياسيين في العالم العربي في وقت ترفع القمة العربية عنوان “التضامن” شعاراً لها.
ويمضي وزير الخارجية السوري في طريق مجابهة الجميع مؤسساً لدبلوماسية الاحتراق الموتورة في وقت تبتعد فيه بلاده عن المحيط العربي وتقترب حثيثاً، وقد يكون ذلك مفهوماً بعض الشيء من النظام السوري النصيري (العلوي) الشيعي القريب من إيران، غير أنه في حين يحتفظ السنة في سوريا ببعض المناصب غير المؤثرة في هذا النظام برغم غالبيتهم الكاسحة، يصبح بعيداً جداً عن قواعد السياسة الراشدة أن يدير الوزير ظهره لهذا المحيط العربي السني ويستقبل نظاماً يدرك أنه همّش كثيراً جداً نائب الرئيس (السني) عبد الحليم خدام ما أرغمه على الخروج من سوريا، ثم وضع رأس الدبلوماسية السابق فاروق الشرع (السني أيضاً) على رف التجميد في ثلاجة هذا النظام؛ فهل يدرك الحارق أي يد يحرقها أولاً؟!