المتابع لأحوال باكستان هذه الأيام لا يخطئه المكر الكبار الذي يدار على شعبها الطيب من أجل لملمة شعث العلمانية وترميم بنية الطغمة المتغربة في هذا البلد الكبير.
الجنرال الانقلابي برفيز مشرف فاجأ الكثيرين بالمرور على دولة الإمارات العربية المتحدة ليلتقي رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو من أجل إيجاد حل لمشكلة باكستان الداخلية، والمفاجأة لم تكن في استعداد مشرف لتقاسم السلطة، وإنما في مدى خضوع الرئيس الباكستاني لرغبات الغرب، بل إلى الأوامر الأمريكية التي تدفع به في اتجاه التنازل حتى لا تصل الأوضاع إلى حالة تخرج عن السيطرة الأمريكية في البلد النووي المسلم الوحيد.
الجميع يدرك أن بوتو لم تكن طرفاً في الأزمة الداخلية الباكستانية، وليست زعيمة مناضلة يتوجب التفاوض معها متى شعر النظام بالاضطراب والرغبة في التعاطي مع مشكلات الشعب الباكستاني، لأنها بالأساس لم يكن لها دخل بما يحدث في باكستان، فأزمة كبير القضاة المسلم الذي سعى مشرف للإطاحة به لم يكن محسوباً على فريق بوتو العلماني أو حزبها المسمى بـ”حزب الشعب”، كما أن ما عجل بخروج الرئيس الباكستاني يتلمس مواطن القوة ودعائم السلطة إلى عواصم متنفذة في الشأن الباكستاني كان نزقه في معالجة قضية المسجد الأحمر واعتداؤه على حرمة المسجد وتلطيخه بدماء شهداء المسجد من المصلين المعتصمين..
الاحتجاجات ضد مشرف جميعها دينية، ودوافعها تفريطه في سيادة البلاد ومنح الأمريكيين نفوذاً يضاهي نفوذ المحتلين في بلاده دونما حاجة لذلك، وسماحه لهم بقتل أبناء شعبه أثناء القصف الأمريكي على المناطق الحدودية مع أفغانستان والتي كثيراً ما أخطأت هدفها ناهيك عن مشروعيتها بالأساس والتي هي محل نظر، لانتهاكها الأعراف والقوانين الدولية التي لا تسمح بملاحقة المطلوبين داخل حدود دولة أخرى ذات سيادة.. تلك السيادة التي داسها مشرف من أجل احتفاظه بالكرسي.
استهداف المدارس الدينية.. تفريطه في قضية كشمير.. انطلاق الطائرات الأمريكية من قواعد منحها للأمريكيين للاعتداء على الشعب الأفغاني الجار المسلم.. تصفية المتدينين من الجيش والاستخبارات، ثم محاولته لتصفيتهم للقضاء.. إقامة حكم ديكتاتوري بغيض بدعم سافر من الغرب.. الاعتداء على المسجد الأحمر.. كل هذا ليس التطهر منه عبر التعاون مع بنظير بوتو العلمانية العتيدة الموالية للغرب ذاته صاحب كل هذه المصائب..
التطهر من هذه الموبقات لا يكون بطبيعة الحال عبر التلاقي مع بوتو المتهمة دوماً بالفساد وبالسرقة إبان حكمها، وهو الذي دفع الرئيس الباكستاني السابق اسحق خان إلى إطاحتها..
الصفقة إذن مدارها حول عودة النظام الديمقراطي، والذي لا يراد له أن يعود إلا عبر بوتو ليظل المفتاح في الحافظة الغربية، لا الأحزاب الإسلامية في باكستان التي مارست جهوداً كبيرة من أجل وقف ظلم مشرف والسعي لإطاحته، أو على الأقل من أجل تخليه عن قيادة الجيش كإحدى المطالب العادلة، والتي لا يبدو أن مشرف سيمنحها إلا لتلك الراعية لمصالح الغرب ورغباته.. لبنظير بوتو!!
إنها صفقة يجري إعدادها الآن، والضحية هو الشعب الباكستاني المسالم، فهل في القوم من ينتبه إلى خطورتها ويطلق صرخة في الداخل الباكستاني لكي لا تصادر إرادة المسلمين في كل مرة لحساب المرتزقة؟!
الجنرال الانقلابي برفيز مشرف فاجأ الكثيرين بالمرور على دولة الإمارات العربية المتحدة ليلتقي رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو من أجل إيجاد حل لمشكلة باكستان الداخلية، والمفاجأة لم تكن في استعداد مشرف لتقاسم السلطة، وإنما في مدى خضوع الرئيس الباكستاني لرغبات الغرب، بل إلى الأوامر الأمريكية التي تدفع به في اتجاه التنازل حتى لا تصل الأوضاع إلى حالة تخرج عن السيطرة الأمريكية في البلد النووي المسلم الوحيد.
الجميع يدرك أن بوتو لم تكن طرفاً في الأزمة الداخلية الباكستانية، وليست زعيمة مناضلة يتوجب التفاوض معها متى شعر النظام بالاضطراب والرغبة في التعاطي مع مشكلات الشعب الباكستاني، لأنها بالأساس لم يكن لها دخل بما يحدث في باكستان، فأزمة كبير القضاة المسلم الذي سعى مشرف للإطاحة به لم يكن محسوباً على فريق بوتو العلماني أو حزبها المسمى بـ”حزب الشعب”، كما أن ما عجل بخروج الرئيس الباكستاني يتلمس مواطن القوة ودعائم السلطة إلى عواصم متنفذة في الشأن الباكستاني كان نزقه في معالجة قضية المسجد الأحمر واعتداؤه على حرمة المسجد وتلطيخه بدماء شهداء المسجد من المصلين المعتصمين..
الاحتجاجات ضد مشرف جميعها دينية، ودوافعها تفريطه في سيادة البلاد ومنح الأمريكيين نفوذاً يضاهي نفوذ المحتلين في بلاده دونما حاجة لذلك، وسماحه لهم بقتل أبناء شعبه أثناء القصف الأمريكي على المناطق الحدودية مع أفغانستان والتي كثيراً ما أخطأت هدفها ناهيك عن مشروعيتها بالأساس والتي هي محل نظر، لانتهاكها الأعراف والقوانين الدولية التي لا تسمح بملاحقة المطلوبين داخل حدود دولة أخرى ذات سيادة.. تلك السيادة التي داسها مشرف من أجل احتفاظه بالكرسي.
استهداف المدارس الدينية.. تفريطه في قضية كشمير.. انطلاق الطائرات الأمريكية من قواعد منحها للأمريكيين للاعتداء على الشعب الأفغاني الجار المسلم.. تصفية المتدينين من الجيش والاستخبارات، ثم محاولته لتصفيتهم للقضاء.. إقامة حكم ديكتاتوري بغيض بدعم سافر من الغرب.. الاعتداء على المسجد الأحمر.. كل هذا ليس التطهر منه عبر التعاون مع بنظير بوتو العلمانية العتيدة الموالية للغرب ذاته صاحب كل هذه المصائب..
التطهر من هذه الموبقات لا يكون بطبيعة الحال عبر التلاقي مع بوتو المتهمة دوماً بالفساد وبالسرقة إبان حكمها، وهو الذي دفع الرئيس الباكستاني السابق اسحق خان إلى إطاحتها..
الصفقة إذن مدارها حول عودة النظام الديمقراطي، والذي لا يراد له أن يعود إلا عبر بوتو ليظل المفتاح في الحافظة الغربية، لا الأحزاب الإسلامية في باكستان التي مارست جهوداً كبيرة من أجل وقف ظلم مشرف والسعي لإطاحته، أو على الأقل من أجل تخليه عن قيادة الجيش كإحدى المطالب العادلة، والتي لا يبدو أن مشرف سيمنحها إلا لتلك الراعية لمصالح الغرب ورغباته.. لبنظير بوتو!!
إنها صفقة يجري إعدادها الآن، والضحية هو الشعب الباكستاني المسالم، فهل في القوم من ينتبه إلى خطورتها ويطلق صرخة في الداخل الباكستاني لكي لا تصادر إرادة المسلمين في كل مرة لحساب المرتزقة؟!