تطل علينا الذكرى الرابعة لسقوط بغداد .. أربع سنوات مضت علي تلك المأساة .. عاش خلالها شعب العراق أسوأ فترات حياته.. بعد أن تحولت شعارات الديمقراطية والحرية التي رفعتها قوات الاحتلال عشية الغزو إلى مستنقعات للموت والدمار والخراب، وبقايا أطلال..
تكشفت كل الأكاذيب التي قادت من أجلها إمبراطورية الشر الأمريكية حربها الظالمة ضد العراق، وتهاوت كل المزاعم.. ومع ذلك فمازال الجسد العراقي ينزف كل يوم بعد أن أصبحت الحرب الطائفية هي عنوان ما يجري في أرض الرافدين.
وتحولت بغداد الرشيد إلى حقل ألغام ينفجر عند كل صباح.. وعلي مدي النهار والليل، ليتواصل مسلسل نزيف العراق الذي أصبح مع نهاية العام الرابع أكثر إيلاما للجسد العربي المثخن بالجراح
اربع سنوات تحتاج منا الى محطات متعددة ونظرات متكاثرة للوقوف على بعض ماجرى ويجري على ارض العراق ، نتذكر فيها الابرياء الذي قضوا على تربة العراق الطيبة ، شباب بعمر الورود قتلهم الاحتلال بدم بارد ، ونساء حوامل قتلهن وهن يتجهن الى المستشفيات لغرض الولادة , فتحرق سيارة الاسعاف بمن فيها ، اطفال يحملون حقائبهم على اكتافهم البريئة قتلوا وهم على مقاعد الدراسة فاختلط الدم بالعلم ، وأطفال آخرون قتلوا وهم يلعبون في حديقة البيت أو وهم يلهون ببراءة في باب الدار .
ولست أنسى ذلك الطفل البريء الذي كان يلعب الكرة هو واصدقاءه في ساحة امام دارهم ، في مدينة بعقوبة وقبل المغرب بساعة واحدة ، فينما كان يلعب محمد واصدقاؤه سمع دوي اطلاق نار قريب من دبابة امريكية – والعراقيون بحكم تجريتهم حتى الاطفال يعرفون أنواع العيارات النارية من دويها وصوتها – وبعد لحظات وانا كنت اقف انا واصدقائي قريبا منهم اذا بالصياح يتعالى : جرح محمد ؟!
ركضنا باتجاه الطفل واذا به مضرج بالدماء ، نقل الطفل الى مستشفى بعقوبة العام ثم تم نقله الى مستشفى الجملة العصبية في بغداد ، وفي اليوم الثاني عرفنا ان الطفل قد أصيب بالشلل التام!!!
فماهو الجرم الذي أخذ به هذا الطفل البريء وغيره وغيره الآلآف.
حدثني صديق لي ، فقال: لا أنسى أطفالي وهم يتصارخون أمامي عيني حينما دمر المحتل باب بيتي ليعتقلني وكان الأمر بعد منتصف الليل بساعتين ، في تلك الليلة الهادئة ، وبينما أطفالي ينامون كالأزهار حينما تغرب الشمس ، وإذا بقنبلة تقتلع الباب من أساسه ، وإذا بجنود الاحتلال فوق رأسي ورأس أولادي وهم يصرخون ، يقول ، ثم انهالوا علي بالضرب ، ألقوني أنا وأولادي وزوجتي على الأرض ، ووضع الجندي الأمريكي حذاءه على رأسي أمامهم ، دمروا أثاث بيتي وأطفالي يتصارخون وهم سكارى ويضحكون علينا ، سبحان الله يضيف صاحبي لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن أكون في مثل هذا الموقف الذليل ، ولم أكن أعرف مدى همجية هؤلاء المجرمين إلا حينما رأيتهم بأم عيني، وهذا كان في بداية الاحتلال ؟؟ ثم وضعوا الكيس الأسود في رأسي ، واقتادوني بالضرب إلى إحدى المدرعات ، وأصوات أولادي تهز ضميري ووجودي !!!
وبعدها أخذوني إلى معتقل المطار في بغداد ، ثم إلى معتقل بوكة في البصرة لأكثر من سنتين بغير تهمة ، وحرموني من عائلتي عاماً كاملاً ، وتسببوا بتركي للوظيفة ، وهجرت بعدها من قبل الميليشيات الشيعية إلى أرض الله الواسعة وأنا اليوم أعاني من مشاكل الإقامة وعدم توافر فرص العمل وهكذا حال الملايين مثلي ، ولا نعرف ماذا نفعل بينما يرتع المسؤولون بالعراق بخيرات البلاد؟!
أربع سنوات فقدنا فيها أغلى الأحبة والأصدقاء بلمحة بصر , بطيش من جندي أمريكي مستهتر .
آلمني منظر رأيته لسيارة ( همر ) لقوات الاحتلال الأمريكي ، تجوب شوارع بغداد ، والموسيقى الصاخبة يتراقص على أنغامها جنود الاحتلال ، والجندي الذي في الخلف يرمي النار على السيارات المارة على أنغام الموسيقى ! , وبينما سيارة تسير خلفهم وحاول سائقها الابتعاد عنهم ، إذا بالجندي المخمور يضربه برشقة من الرصاصات أردته قتيلاً على الفور !!!
أربع سنوات من فضائح سجن أبي غريب التي لا يمكن أن تنسى ، فلقد مارس جنود الاحتلال أنواعاً من التعذيب الوحشي والهمجي لم يعرف التأريخ مثيلاً لها ، من إطلاق الكلاب الشرسة على الأبرياء في زنزانات منفردة إلى تغطيس الأسرى بالمياه الآسنة الثقيلة ، مروراً بالصعق بالكهرباء ، ناهيك عن الاغتصاب والضرب والتعليق بالسقف و و و…. وغيرها كثير ؟!
أما جنود الجيش والشرطة الحكوميين فجرائمهما تحتاج إلى مجلدات تكتب بدم الضحايا والأبرياء ، ناهيك عن الحقد الطائفي البغيض الذي تتحدث به حكومة المالكي ومن سبقه .مصاب كبير دفع ثمنه العراقيون بالتضحيات اليومية الأليمة بلاد تنام وتصحو على القتل والدمار والظلم منذ أكثر من أربع سنوات ؟
إلا أن عزاءنا بالأبطال الذين جرعوا أمريكا وأعوانها مرّ وذل الهزيمة ، وجعلوا الدولة العظمى تبحث عن مخرج لها من وحل العراق الذي أذاقها الويلات ، ليظل عراقنا يشهد له التاريخ أن شوكته لم تنكسر وأن عزمه لن ينثني وأن صلابتها النابعة من ثوابتها الإيمانية ستذيق الطغاة دوما كأسا يتجرعونه كل ساعة يظل فيها نزف الدم البريء .. هزيمة سيكتبها التاريخ بالذل والعار لأمريكا وأعوانها في الداخل والخارج وسيكتبها بالفخر والاعتزاز لأبطال العراق ، وهذا لعمري ليس ببعيد , وإن غدا لناظره قريب .
تكشفت كل الأكاذيب التي قادت من أجلها إمبراطورية الشر الأمريكية حربها الظالمة ضد العراق، وتهاوت كل المزاعم.. ومع ذلك فمازال الجسد العراقي ينزف كل يوم بعد أن أصبحت الحرب الطائفية هي عنوان ما يجري في أرض الرافدين.
وتحولت بغداد الرشيد إلى حقل ألغام ينفجر عند كل صباح.. وعلي مدي النهار والليل، ليتواصل مسلسل نزيف العراق الذي أصبح مع نهاية العام الرابع أكثر إيلاما للجسد العربي المثخن بالجراح
اربع سنوات تحتاج منا الى محطات متعددة ونظرات متكاثرة للوقوف على بعض ماجرى ويجري على ارض العراق ، نتذكر فيها الابرياء الذي قضوا على تربة العراق الطيبة ، شباب بعمر الورود قتلهم الاحتلال بدم بارد ، ونساء حوامل قتلهن وهن يتجهن الى المستشفيات لغرض الولادة , فتحرق سيارة الاسعاف بمن فيها ، اطفال يحملون حقائبهم على اكتافهم البريئة قتلوا وهم على مقاعد الدراسة فاختلط الدم بالعلم ، وأطفال آخرون قتلوا وهم يلعبون في حديقة البيت أو وهم يلهون ببراءة في باب الدار .
ولست أنسى ذلك الطفل البريء الذي كان يلعب الكرة هو واصدقاءه في ساحة امام دارهم ، في مدينة بعقوبة وقبل المغرب بساعة واحدة ، فينما كان يلعب محمد واصدقاؤه سمع دوي اطلاق نار قريب من دبابة امريكية – والعراقيون بحكم تجريتهم حتى الاطفال يعرفون أنواع العيارات النارية من دويها وصوتها – وبعد لحظات وانا كنت اقف انا واصدقائي قريبا منهم اذا بالصياح يتعالى : جرح محمد ؟!
ركضنا باتجاه الطفل واذا به مضرج بالدماء ، نقل الطفل الى مستشفى بعقوبة العام ثم تم نقله الى مستشفى الجملة العصبية في بغداد ، وفي اليوم الثاني عرفنا ان الطفل قد أصيب بالشلل التام!!!
فماهو الجرم الذي أخذ به هذا الطفل البريء وغيره وغيره الآلآف.
حدثني صديق لي ، فقال: لا أنسى أطفالي وهم يتصارخون أمامي عيني حينما دمر المحتل باب بيتي ليعتقلني وكان الأمر بعد منتصف الليل بساعتين ، في تلك الليلة الهادئة ، وبينما أطفالي ينامون كالأزهار حينما تغرب الشمس ، وإذا بقنبلة تقتلع الباب من أساسه ، وإذا بجنود الاحتلال فوق رأسي ورأس أولادي وهم يصرخون ، يقول ، ثم انهالوا علي بالضرب ، ألقوني أنا وأولادي وزوجتي على الأرض ، ووضع الجندي الأمريكي حذاءه على رأسي أمامهم ، دمروا أثاث بيتي وأطفالي يتصارخون وهم سكارى ويضحكون علينا ، سبحان الله يضيف صاحبي لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن أكون في مثل هذا الموقف الذليل ، ولم أكن أعرف مدى همجية هؤلاء المجرمين إلا حينما رأيتهم بأم عيني، وهذا كان في بداية الاحتلال ؟؟ ثم وضعوا الكيس الأسود في رأسي ، واقتادوني بالضرب إلى إحدى المدرعات ، وأصوات أولادي تهز ضميري ووجودي !!!
وبعدها أخذوني إلى معتقل المطار في بغداد ، ثم إلى معتقل بوكة في البصرة لأكثر من سنتين بغير تهمة ، وحرموني من عائلتي عاماً كاملاً ، وتسببوا بتركي للوظيفة ، وهجرت بعدها من قبل الميليشيات الشيعية إلى أرض الله الواسعة وأنا اليوم أعاني من مشاكل الإقامة وعدم توافر فرص العمل وهكذا حال الملايين مثلي ، ولا نعرف ماذا نفعل بينما يرتع المسؤولون بالعراق بخيرات البلاد؟!
أربع سنوات فقدنا فيها أغلى الأحبة والأصدقاء بلمحة بصر , بطيش من جندي أمريكي مستهتر .
آلمني منظر رأيته لسيارة ( همر ) لقوات الاحتلال الأمريكي ، تجوب شوارع بغداد ، والموسيقى الصاخبة يتراقص على أنغامها جنود الاحتلال ، والجندي الذي في الخلف يرمي النار على السيارات المارة على أنغام الموسيقى ! , وبينما سيارة تسير خلفهم وحاول سائقها الابتعاد عنهم ، إذا بالجندي المخمور يضربه برشقة من الرصاصات أردته قتيلاً على الفور !!!
أربع سنوات من فضائح سجن أبي غريب التي لا يمكن أن تنسى ، فلقد مارس جنود الاحتلال أنواعاً من التعذيب الوحشي والهمجي لم يعرف التأريخ مثيلاً لها ، من إطلاق الكلاب الشرسة على الأبرياء في زنزانات منفردة إلى تغطيس الأسرى بالمياه الآسنة الثقيلة ، مروراً بالصعق بالكهرباء ، ناهيك عن الاغتصاب والضرب والتعليق بالسقف و و و…. وغيرها كثير ؟!
أما جنود الجيش والشرطة الحكوميين فجرائمهما تحتاج إلى مجلدات تكتب بدم الضحايا والأبرياء ، ناهيك عن الحقد الطائفي البغيض الذي تتحدث به حكومة المالكي ومن سبقه .مصاب كبير دفع ثمنه العراقيون بالتضحيات اليومية الأليمة بلاد تنام وتصحو على القتل والدمار والظلم منذ أكثر من أربع سنوات ؟
إلا أن عزاءنا بالأبطال الذين جرعوا أمريكا وأعوانها مرّ وذل الهزيمة ، وجعلوا الدولة العظمى تبحث عن مخرج لها من وحل العراق الذي أذاقها الويلات ، ليظل عراقنا يشهد له التاريخ أن شوكته لم تنكسر وأن عزمه لن ينثني وأن صلابتها النابعة من ثوابتها الإيمانية ستذيق الطغاة دوما كأسا يتجرعونه كل ساعة يظل فيها نزف الدم البريء .. هزيمة سيكتبها التاريخ بالذل والعار لأمريكا وأعوانها في الداخل والخارج وسيكتبها بالفخر والاعتزاز لأبطال العراق ، وهذا لعمري ليس ببعيد , وإن غدا لناظره قريب .