منذ انطلاق الخطة الأمريكية الجديدة التي سميت (خطة تأمين بغداد) يوم 14-2-2007 ، والتفجيرات والقتلى من القوات الأمريكية والعراقية لا تهدأ ، والطائرات الأمريكية لا تتوقف عن السقوط بأيدي المقاومة كالعصافير (9 طائرات في غضون أقل شهرين !) ، ومع ذلك فالقادة الأمريكيون يقولون أن الخطة تسير سيرا حسنا !.
الخطة الجديدة ورغم الحديث عن أن لها هدفا إنسانيا متمثلا في إعادة المهجرين من منازلهم ، موجهة – كالعادة – نحو مناطق تمركز السنة العرب بدعوى أن هذه المناطق هي التي تشهد كثافة في وجود المقاومة العراقية ، ولكن الجديد فيها هذه المرة أنه واكبها نوع من (التفاهم) مع الحكومة أو بمعني أصح (فرق الإعدام) الشيعية في العاصمة العراقية بغداد ، ما نتج عنه اختفاء أو غياب هذه الفرق عن الأنظار ، وهرب أو انتقال قادتها خاصة مقتدي الصدر إلي إيران لحين انتهاء عمليات التصفية الأمريكية للمقاومة أو ما يسمي الخطة الأمنية !.
ومن الواضح أن هذه الخطة الأمريكية الجديدة بمثابة ورقة التوت الأخيرة لستر العورة الأمريكية في العراق بعدما اقترب عدد القتلى من جنود الاحتلال ـ رسميا ـ من الـ 3150 وأصبحت قصص تفجير عربات الاحتلال وقنص جنوده وإسقاط طائراته أمورا اعتيادية دفعت مسئولي الحزب الديمقراطي الأمريكي في الكونجرس لوصف ما يجري بأنه أسوأ مما حدث في فيتنام !.
فالخطة الجديدة لتأمين العاصمة بغداد هي جزء من الإستراتيجية الأمريكية الجديدة التي اقترحها (الرئيس الأمريكي) بوش كحل أخير لضمان انسحاب مشرف من العراق بدلا من الخروج المهين الآن ، وهدفها الأساسي هو “الانتقام” والبحث عن أي نصر عسكري على جثث آلاف الأبرياء في أقل وقت ممكن (10 أشهر)، وهدفها التركيز على معاقل المسلمين السنة – خاصة محافظة الأنبار – بعمليات مكثفة وقوات غزيرة بهدف وقف الهجمات على قوات الاحتلال أو تخفيفها ، وفي الوقت نفسه السعي للانسحاب تدريجيا من المدن العراقية وتسليمها للجيش العراقي بحيث تتوافر ظروف الانسحاب المشرف .
ووفقا لهذا – إستراتيجية الرئيس الأمريكي جورج بوش التي أعلنها الشهر الماضي بشأن العراق – واكب تأمين بغداد ، بدأ نشر نحو 3200 جندي أمريكي، وصلوا إلى العراق قبل نحو أسبوعين، في محيط العاصمة بغداد، ضمن ما يزيد على 20 ألف جندي أمريكي إضافي (لاحظ أن العدد الإضافي يقارب عدد الجنود الأمريكيين القتلى منذ بداية الاحتلال وفقا للإحصاءات الأمريكية ) ، بهدف دعم قوات الشرطة العراقية، لحفظ الأمن في بغداد، خلال الأسابيع القادمة.
اعتراف أمريكي
وقد اعترف بهذا الهدف ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي عندما قال أن الولايات المتحدة تريد إنهاء مهمتها في العراق و”العودة بشكل مشرف” – وفق كلماته – على الرغم من تراجع التأييد للحرب في الداخل والشكوك التي تساور حلفاء واشنطن بشأنها.
حيث قال تشيني في خطاب أدلى به على متن حاملة الطائرات الأميركية كيتي هوك في قاعدة يوكوسوكا البحرية بالقرب من طوكيو : “نحن نعلم أننا إذا غادرنا العراق قبل استكمال المهمة فان العدو سيلاحقنا. وأريدكم أن تدركوا أن الشعب الأميركي لن يؤيد سياسة التقهقر” ، ولخص المهمة الحالية بقوله : “نريد استكمال المهمة ونريدها أن تتم بالشكل الصحيح ونريد أن نعود بشكل مشرف”.
والمشكلة الآن أن جنرالات أميركيين يخشون من فشل الحملة الجديدة كحملات سابقة جرت العام الماضي ويقولون: إن المقاتلين المقاومين سيبدلون على الأرجح من تكتيكاتهم العسكرية ، وهو ما اعترف به الجيش الأمريكي ، وإن تحجج بأن المقاومة تتلقي أسلحة حديثة من إيران !!.
وحتى حينما زادت عمليات المقاومة والتفجيرات ، برر متحدث باسم الجيش الأميركي هذا بقوله أن تفجيرات مثل تلك التي وقعت في بغداد بعد الخطة الأمنية “كانت متوقعة” ، و”كنا نعرف أنهم سيضربون مجددا وسيحاولون إسقاط اكبر عدد من الضحايا وإحداث اكبر إضرار واكبر تأثير إعلامي ممكن”.
لماذا بغداد فقط ؟!
وما يؤشر لحالة التخبط الأمريكي ويشير إلي أن خطة بوش الجديدة في العراق هي مجرد محاولة لستر العورة العسكرية الأمريكية التي كشفتها المقاومة العراقية الإسلامية أن الخطة أو الإستراتيجية الأمريكية تركز فقط على بغداد والمثلث السني تحديدا ، ودون المدن العراقية الأخرى في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب ، ما يؤكد أن الهدف هو إظهار هدوء العاصمة والسيطرة الأمنية فيها ويوفر فرصة لادعاء واشنطن أنها قضت على المقاومة فتنسحب بشرف من العراق في نهاية العام الجاري !!.
بعبارة أخري خطة بغداد هي جزء من الإستراتيجية الأمريكية الأخيرة التي طرحها الرئيس بوش للهرب من العراق بشرف ردا على خطة بيكر / هاميلتون ، بحيث يكون هدفها النهائي هو الانسحاب وترك مهمة الأمن في العراق لمحور الاعتدال العربي (مصر والسعودية والأردن) من جهة ، والسعي للانتقام من المقاومة العراقية بتركيز الكثافة النيرانية بعد زيادة القوات الأمريكية تجاه المعاقل السنية .
فخطة بوش الجديدة في العراق التي تحدث عنها الرئيس بوش في إستراتيجيته تدور حول أجل محدد لبقاء القوات الأمريكية ككل مع بقاء قرابة 5 ألاف جندي بشكل دائم في شمال العراق غالبا ، بحيث تنتهي الخطة مع بدء الانسحاب في نوفمبر 2007 ، وهو ذات الموعد المحدد لتسليم القوات العراقية مهمة الأمن في المدن العراقية .
وهناك تسريبات في الصحف الأمريكية عن اتفاق سري بين بوش وقادة الحزب الديمقراطي المعارضين والمسيطرين على الكونجرس، بحيث يوافقون على إعطاء بوش تفويضا من الكونجرس بإرسال قوات إضافية ودعم قدره 7 مليارات دولار وقوات أخرى ، لإنقاذ ماء الوجه الأمريكي في العراق وعدم التضحية بخروج أمريكا من العراق مهزومة، ولكن بشرط ألا تستمر المهمة طويلا وتنتهي في غضون عشرة أشهر .
وربما لهذا تحدى بوش قادة الحزب الديمقراطي المعارضين لخطته الجديدة في أن يقدموا البديل لخطته، وحذرهم من أن سمعة ومصداقية الولايات المتحدة على المحك وأنها لو انسحبت مهزومة فسوف يترتب على هذا تداعيات كبيرة على النفوذ الأمريكي في العالم كله.
ولذلك حددت خطة بوش – التي تعتبر خطة تأمين بغداد هي الشق الأول منها – على شقين :
(الأول) سرعة سحب القوات الأمريكية من العراق قبل انتهاء العام الجاري، ولكن بعد معركة فاصلة عنيفة أشبه بالمجزرة المتوقعة ضد المدنيين (خصوصا في بغداد والأنبار معاقل السنة وضد جماعة مقتدى الصدر إن أمكن ) تركز على سلسلة عمليات عسكرية متواصلة وقصف عنيف لمراكز المقاومة وتحرك عسكري تسانده القوة الجديدة التي طلبها بوش من الكونجرس (21 ألف جندي) ، وهو ما بدأ تنفيذه عبر نشر 20 ألف جندي أمريكي كدفعة أولي سوف ترتفع نهاية الشهر الجاري إلي 45 ألف .
(الثاني) هو محاولة توريط دول “محور الاعتدال” العربية (مصر والأردن والسعودية ودول الخليج الأخرى) في المستنقع العراقي بتحمل جزء من المسئولية في وقف أعمال المقاومة العراقية السنية قبل الانسحاب الأمريكي بدعوى السيطرة بالمثل على قوى التطرف التي تمثلها بعض الميليشيات الشيعية خصوصا ميليشيا الصدر، وتوفير قدر من الهدوء في العراق قبل الانسحاب، مع التهديد بأن أمريكا سوف تنسحب في كل الأحوال وتترك السنة تحت رحمة الميليشيات الشيعية المتطرفة ليتحول العراق لحرب أهلية تطال هذه الدول الخليجية “المعتدلة”!
بل أن اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الأمريكية رايس بقادة أجهزة مخابرات أربع دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات والأردن ، تردد إعلاميا أنه تناول هذه الخطط الأمريكية في العراق، وكيفية مساندة دول محور الاعتدال العربي للخطة الأمريكية في العراق بحيث يتوافر انسحاب أمريكي مشرف !!.
ولكن الخطورة تتمثل في أن يكون الهدف الأمريكي للرئيس الأمريكي الجريح بوش – بعد هزائم العراق وأفغانستان – هو توجيه ضربة لإيران وخلط أوراق المنطقة العربية بما يعرض الدول العربية لمخاطر رد إيراني عشوائي انتقامي بدعوى وجود قواعد أمريكية في الخليج أو الانتقام من مساندة بعض هذه الدول للمخطط الهجومي على إيران .
فما يجري حاليا – عبر خطة تأمين بغداد وما سيليها – لا يعدو أن يكون محاولة من بوش لاستعادة هيبة إدارته قبل رحيله وبهدف توفير الغطاء لبدء عمليات الانسحاب الأمريكية مع نهاية هذا العام، خصوصا أن هناك توقعات أخرى بأن بوش يستعد لحرب أعنف مع إيران لضرب مفاعلاتها النووية ونفوذها في العراق، ومن الصعب القيام بهذه المعركة مع طهران وهو يرهن قواته في العراق أمام صواريخ إيران وأنصارها في العراق .
ولكن الذي لا يضعه القادة العسكريون الأمريكيون في حسبانهم هو أن المقاومة العراقية أثبتت في الأيام الأولي لتنفيذ خطة تأمين بغداد أنها لا تزال قوية وأنها رقم صعب أمام الاحتلال ، ما قد يفشل مخطط إدارة بوش في العراق كله وليس فقط تأمين بغداد ، وربما يفشل حتى الخطط الأمريكية للقيام بحروب جديدة في المنطقة .
فهل تصبح خطة تأمين بغداد هي بالفعل هي ورقة التوت الأخيرة للعورة الأمريكية في العراق ؟ ، أم ستنزعها المقاومة ليخرج جيش الاحتلال من العراق موسوما بالعار !
الخطة الجديدة ورغم الحديث عن أن لها هدفا إنسانيا متمثلا في إعادة المهجرين من منازلهم ، موجهة – كالعادة – نحو مناطق تمركز السنة العرب بدعوى أن هذه المناطق هي التي تشهد كثافة في وجود المقاومة العراقية ، ولكن الجديد فيها هذه المرة أنه واكبها نوع من (التفاهم) مع الحكومة أو بمعني أصح (فرق الإعدام) الشيعية في العاصمة العراقية بغداد ، ما نتج عنه اختفاء أو غياب هذه الفرق عن الأنظار ، وهرب أو انتقال قادتها خاصة مقتدي الصدر إلي إيران لحين انتهاء عمليات التصفية الأمريكية للمقاومة أو ما يسمي الخطة الأمنية !.
ومن الواضح أن هذه الخطة الأمريكية الجديدة بمثابة ورقة التوت الأخيرة لستر العورة الأمريكية في العراق بعدما اقترب عدد القتلى من جنود الاحتلال ـ رسميا ـ من الـ 3150 وأصبحت قصص تفجير عربات الاحتلال وقنص جنوده وإسقاط طائراته أمورا اعتيادية دفعت مسئولي الحزب الديمقراطي الأمريكي في الكونجرس لوصف ما يجري بأنه أسوأ مما حدث في فيتنام !.
فالخطة الجديدة لتأمين العاصمة بغداد هي جزء من الإستراتيجية الأمريكية الجديدة التي اقترحها (الرئيس الأمريكي) بوش كحل أخير لضمان انسحاب مشرف من العراق بدلا من الخروج المهين الآن ، وهدفها الأساسي هو “الانتقام” والبحث عن أي نصر عسكري على جثث آلاف الأبرياء في أقل وقت ممكن (10 أشهر)، وهدفها التركيز على معاقل المسلمين السنة – خاصة محافظة الأنبار – بعمليات مكثفة وقوات غزيرة بهدف وقف الهجمات على قوات الاحتلال أو تخفيفها ، وفي الوقت نفسه السعي للانسحاب تدريجيا من المدن العراقية وتسليمها للجيش العراقي بحيث تتوافر ظروف الانسحاب المشرف .
ووفقا لهذا – إستراتيجية الرئيس الأمريكي جورج بوش التي أعلنها الشهر الماضي بشأن العراق – واكب تأمين بغداد ، بدأ نشر نحو 3200 جندي أمريكي، وصلوا إلى العراق قبل نحو أسبوعين، في محيط العاصمة بغداد، ضمن ما يزيد على 20 ألف جندي أمريكي إضافي (لاحظ أن العدد الإضافي يقارب عدد الجنود الأمريكيين القتلى منذ بداية الاحتلال وفقا للإحصاءات الأمريكية ) ، بهدف دعم قوات الشرطة العراقية، لحفظ الأمن في بغداد، خلال الأسابيع القادمة.
اعتراف أمريكي
وقد اعترف بهذا الهدف ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي عندما قال أن الولايات المتحدة تريد إنهاء مهمتها في العراق و”العودة بشكل مشرف” – وفق كلماته – على الرغم من تراجع التأييد للحرب في الداخل والشكوك التي تساور حلفاء واشنطن بشأنها.
حيث قال تشيني في خطاب أدلى به على متن حاملة الطائرات الأميركية كيتي هوك في قاعدة يوكوسوكا البحرية بالقرب من طوكيو : “نحن نعلم أننا إذا غادرنا العراق قبل استكمال المهمة فان العدو سيلاحقنا. وأريدكم أن تدركوا أن الشعب الأميركي لن يؤيد سياسة التقهقر” ، ولخص المهمة الحالية بقوله : “نريد استكمال المهمة ونريدها أن تتم بالشكل الصحيح ونريد أن نعود بشكل مشرف”.
والمشكلة الآن أن جنرالات أميركيين يخشون من فشل الحملة الجديدة كحملات سابقة جرت العام الماضي ويقولون: إن المقاتلين المقاومين سيبدلون على الأرجح من تكتيكاتهم العسكرية ، وهو ما اعترف به الجيش الأمريكي ، وإن تحجج بأن المقاومة تتلقي أسلحة حديثة من إيران !!.
وحتى حينما زادت عمليات المقاومة والتفجيرات ، برر متحدث باسم الجيش الأميركي هذا بقوله أن تفجيرات مثل تلك التي وقعت في بغداد بعد الخطة الأمنية “كانت متوقعة” ، و”كنا نعرف أنهم سيضربون مجددا وسيحاولون إسقاط اكبر عدد من الضحايا وإحداث اكبر إضرار واكبر تأثير إعلامي ممكن”.
لماذا بغداد فقط ؟!
وما يؤشر لحالة التخبط الأمريكي ويشير إلي أن خطة بوش الجديدة في العراق هي مجرد محاولة لستر العورة العسكرية الأمريكية التي كشفتها المقاومة العراقية الإسلامية أن الخطة أو الإستراتيجية الأمريكية تركز فقط على بغداد والمثلث السني تحديدا ، ودون المدن العراقية الأخرى في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب ، ما يؤكد أن الهدف هو إظهار هدوء العاصمة والسيطرة الأمنية فيها ويوفر فرصة لادعاء واشنطن أنها قضت على المقاومة فتنسحب بشرف من العراق في نهاية العام الجاري !!.
بعبارة أخري خطة بغداد هي جزء من الإستراتيجية الأمريكية الأخيرة التي طرحها الرئيس بوش للهرب من العراق بشرف ردا على خطة بيكر / هاميلتون ، بحيث يكون هدفها النهائي هو الانسحاب وترك مهمة الأمن في العراق لمحور الاعتدال العربي (مصر والسعودية والأردن) من جهة ، والسعي للانتقام من المقاومة العراقية بتركيز الكثافة النيرانية بعد زيادة القوات الأمريكية تجاه المعاقل السنية .
فخطة بوش الجديدة في العراق التي تحدث عنها الرئيس بوش في إستراتيجيته تدور حول أجل محدد لبقاء القوات الأمريكية ككل مع بقاء قرابة 5 ألاف جندي بشكل دائم في شمال العراق غالبا ، بحيث تنتهي الخطة مع بدء الانسحاب في نوفمبر 2007 ، وهو ذات الموعد المحدد لتسليم القوات العراقية مهمة الأمن في المدن العراقية .
وهناك تسريبات في الصحف الأمريكية عن اتفاق سري بين بوش وقادة الحزب الديمقراطي المعارضين والمسيطرين على الكونجرس، بحيث يوافقون على إعطاء بوش تفويضا من الكونجرس بإرسال قوات إضافية ودعم قدره 7 مليارات دولار وقوات أخرى ، لإنقاذ ماء الوجه الأمريكي في العراق وعدم التضحية بخروج أمريكا من العراق مهزومة، ولكن بشرط ألا تستمر المهمة طويلا وتنتهي في غضون عشرة أشهر .
وربما لهذا تحدى بوش قادة الحزب الديمقراطي المعارضين لخطته الجديدة في أن يقدموا البديل لخطته، وحذرهم من أن سمعة ومصداقية الولايات المتحدة على المحك وأنها لو انسحبت مهزومة فسوف يترتب على هذا تداعيات كبيرة على النفوذ الأمريكي في العالم كله.
ولذلك حددت خطة بوش – التي تعتبر خطة تأمين بغداد هي الشق الأول منها – على شقين :
(الأول) سرعة سحب القوات الأمريكية من العراق قبل انتهاء العام الجاري، ولكن بعد معركة فاصلة عنيفة أشبه بالمجزرة المتوقعة ضد المدنيين (خصوصا في بغداد والأنبار معاقل السنة وضد جماعة مقتدى الصدر إن أمكن ) تركز على سلسلة عمليات عسكرية متواصلة وقصف عنيف لمراكز المقاومة وتحرك عسكري تسانده القوة الجديدة التي طلبها بوش من الكونجرس (21 ألف جندي) ، وهو ما بدأ تنفيذه عبر نشر 20 ألف جندي أمريكي كدفعة أولي سوف ترتفع نهاية الشهر الجاري إلي 45 ألف .
(الثاني) هو محاولة توريط دول “محور الاعتدال” العربية (مصر والأردن والسعودية ودول الخليج الأخرى) في المستنقع العراقي بتحمل جزء من المسئولية في وقف أعمال المقاومة العراقية السنية قبل الانسحاب الأمريكي بدعوى السيطرة بالمثل على قوى التطرف التي تمثلها بعض الميليشيات الشيعية خصوصا ميليشيا الصدر، وتوفير قدر من الهدوء في العراق قبل الانسحاب، مع التهديد بأن أمريكا سوف تنسحب في كل الأحوال وتترك السنة تحت رحمة الميليشيات الشيعية المتطرفة ليتحول العراق لحرب أهلية تطال هذه الدول الخليجية “المعتدلة”!
بل أن اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الأمريكية رايس بقادة أجهزة مخابرات أربع دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات والأردن ، تردد إعلاميا أنه تناول هذه الخطط الأمريكية في العراق، وكيفية مساندة دول محور الاعتدال العربي للخطة الأمريكية في العراق بحيث يتوافر انسحاب أمريكي مشرف !!.
ولكن الخطورة تتمثل في أن يكون الهدف الأمريكي للرئيس الأمريكي الجريح بوش – بعد هزائم العراق وأفغانستان – هو توجيه ضربة لإيران وخلط أوراق المنطقة العربية بما يعرض الدول العربية لمخاطر رد إيراني عشوائي انتقامي بدعوى وجود قواعد أمريكية في الخليج أو الانتقام من مساندة بعض هذه الدول للمخطط الهجومي على إيران .
فما يجري حاليا – عبر خطة تأمين بغداد وما سيليها – لا يعدو أن يكون محاولة من بوش لاستعادة هيبة إدارته قبل رحيله وبهدف توفير الغطاء لبدء عمليات الانسحاب الأمريكية مع نهاية هذا العام، خصوصا أن هناك توقعات أخرى بأن بوش يستعد لحرب أعنف مع إيران لضرب مفاعلاتها النووية ونفوذها في العراق، ومن الصعب القيام بهذه المعركة مع طهران وهو يرهن قواته في العراق أمام صواريخ إيران وأنصارها في العراق .
ولكن الذي لا يضعه القادة العسكريون الأمريكيون في حسبانهم هو أن المقاومة العراقية أثبتت في الأيام الأولي لتنفيذ خطة تأمين بغداد أنها لا تزال قوية وأنها رقم صعب أمام الاحتلال ، ما قد يفشل مخطط إدارة بوش في العراق كله وليس فقط تأمين بغداد ، وربما يفشل حتى الخطط الأمريكية للقيام بحروب جديدة في المنطقة .
فهل تصبح خطة تأمين بغداد هي بالفعل هي ورقة التوت الأخيرة للعورة الأمريكية في العراق ؟ ، أم ستنزعها المقاومة ليخرج جيش الاحتلال من العراق موسوما بالعار !