لقد حدد الكاتب هدف هذه المقالة بناء على المعلومات التي تم جمعها من خلال استعراض عدد من الكتابات التي قدمتها المرأة السعودية الناقدة لجهود تغريب أو (أمركة المرأة السعودية) في عدد من المجلات المتخصصة كـ(مجلة الأسرة، ومجلة حياة، ومجلة منارات) ومن ثم؛ فإن هدف المقالة: أن تحدد المداخل المستخدمة في الصحف السعودية لتمرير الأفكار المتعلقة بقضايا المرأة؟
وقد اعتمد الكاتب على أداة (مسارات البرهنة ضمن التحليل الظاهري للمضمون) حيث تم رصد وتصنيف الأدلة والبراهين التي اشتملت عليها الموضوعات المنشورة عن قضايا المرأة في الصحف السعودية والتي تهدف بشكل ظاهر إلى إقناع الجمهور بوجه نظر الصحيفة أو الصحفي أو الكاتب. وتم اختيار العينة وفق معيار: (الصحف الأكثر اهتماما بقضايا المرأة من وجهة نظر الكاتب وخبراته) وتمثلت في:
1. صحف سعودية محلية (الرياض وعكاظ والوطن).
2. صحف سعودية دولية (الشرق الأوسط).
وقد تم اختيار مفردات العينة من خلال البحث في مواقع الصحف، بإدخال كلمة (المرأة) في محرك البحث واعتماد الـ(30) مادة الأولى ضمن مفردات العينة التي تخضع للتحليل الظاهري ضمن أداة مسارات البرهنة (المسارات العقلية، والمسارات العاطفية) الهادفة إلى الإقناع. وتكشف مؤشرات الجدول (أدناه) عن الحقائق التالية:
1. ينطلق اهتمام الصحف السعودية بقضايا المرأة من مكانه قضية المرأة في التغيير الاجتماعي، والتوجهات التحديثية التي تعبر عنها الصحف بدون تحفظ، وربط ذلك بالحديث عن الإصلاح.
2. اتضح للكاتب أن هناك توافقا وانسجاما يمكن التعبير عنه بالتكامل الوظيفي في المداخل التي تعتمد عليها الصحف –عينة الدراسة- لتحقيق أهدافها من تبني قضايا المرأة.
3. تبين استغلال الصحف للاهتمامات الرسمية للدولة، فعندما يكون هناك تحرك حكومي أو مناسبة رسمية، أو تصريح رسمي يتعلق بأي جانب من جوانب الإصلاح فإن الصحف تستثمر ذلك كمدخل لتمرير أهدافها والإيحاء للجمهور بأن ذلك مرتبط بأنشطة الدولة، مثال ذلك: قضية مكافحة الفقر، فقد تزامن مع الاهتمام الحكومي بهذه القضية (ربط الفقر بقضايا المرأة وخروجها للعمل) وأيضا ما يتبع بعض كلمات المسئولين في الدولة من التأويل والتعليق والتفسير.
4. اتضح من التحليل؛ تدني الاهتمام بالرؤية الدينية لقضايا المرأة، رغم التطمين على مراعاة الخصوصية أحيانا، مع فتح المجال أما اجتهادات لغير المتخصصين الشرعيين لتوسيع دائرة المباح والفصل في اختلافات العلماء، والإفتاء –أحيانا- في قضايا معاصرة بحاجة إلى دراسة فقهية متعمقة.
5. استخدمت الصحف مجموعة من المداخل يمكن إجمالها كما في الجدول (أدناه) مع بيان تفصيلي لأساليب كل مدخل، وبدون تعليقات من الكاتب لفتح المجال أمام القارئ الكريم ليتذكر الشواهد والبراهين طبقا لخبراته السابقة عن الصحافة السعودية وقضايا المرأة، والمداخل على النحو التالي:
|
1 |
مدخل الرفاهية الاجتماعية |
1. ربط الرفاهية بالدور الإيجابي للمرأة في الإنتاج المادي. |
2. ربط التقدم الاقتصادي بإدماج المرأة في العمل الصناعي. |
|||
3. ربط قضايا المرأة بما يسمى (خطط التنمية المستدامة العالمية). |
|||
4. ربط رقي المرأة بتوفر احتياجاتها المادية، وقدرتها على التحرر. |
|||
2 |
مدخل مكافحة الفقر |
1. ربط مكافحة الفقر بمعدل خروج المرأة من بيتها للعمل الخارجي. |
|
2. تخويف المرأة غير العاملة خارج منزلها بالفقر وسوء معاملة الولي. |
|||
3. ربط مكافحة الفقر بتغير في ثقافة المجتمع نحو المرأة. |
|||
3 |
مدخل العدالة |
1. المطالبة بنفس الفرض الوظيفية للرجل. |
|
2. استحداث مفهوم البطالة في صفوف الفتيات وتهويل أرقامها. |
|||
3. اتهام المجتمع بظلم المرأة وهضم حقوقها. |
|||
4 |
مدخل الكفاءة |
1. المطالبة بفتح التخصصات العلمية بدون استثناء أمام الفتاة. |
|
2. تضخيم بعض النماذج النسائية التي تقدمت في مجالات "غير نسائية". |
|||
3. التركيز على ما يسمى القدرات المهدرة عند المرأة. |
|||
5 |
مدخل المشاركة |
1. المطالبة بتفاعل المرأة مع الموقف الاجتماعي للرجل. |
|
2. المطالبة بمشاركتها في صنع القرار، والسخرية من غيابها عن ذلك. |
|||
3. التلويح بالاتفاقات الدولية في إطار التمكين. |
التوصيات:
إن استمرار وسائل الإعلام أو بعضها في مصادمة (النظام الأخلاقي للمجتمع السعودي) لا يعني فقط إثبات وترسيخ الوجود لنظام أخلاقي مغاير؛ وإنما يعني التطلع والعمل الدائم للتغيير (أي: ترويج هذا النظام الأخلاقي الجديد والدعوة إليه ومخادعة العامة بتصوير توافق اجتماعي حوله) وعليه فإن علينا جميعا التفكير بشتى الطرق المشروعة لإضعاف هذا المصدر الذي يُغذي التصادم مع نظامنا الأخلاقي ويهدد هذا الكيان الذي يجمعنا لأنه ينخر في الأسس التي قام عليها اجتماعنا ووحدتنا، مع التأكيد على أن نظامنا الأخلاقي يسمح لمن لا يلتزم به أن يعيش في كنفه دون أن يجاهر بمعصيته أو يخطط لها وينظمها.