لا تقتصر المحاولات الأمريكية والعراقية فيما يخص السعي لإجهاض المقاومة العراقية على النواحي العسكرية والخطط الحربية ، ولكنها تمتد إلى جوانب أخري سياسية وحتى إعلامية .
فبالإضافة إلى حصار السياسيين العراقيين السنة ومنعهم من كشف الفضائح الطائفية التي تجري بحق السكان السنة والتوقيف والقتل لأسباب طائفية ، والضغط على الحكومات العربية لعدم استضافة أي من هؤلاء السياسيين ، وأخرها توجيه تهم غريبة إلى الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة العلماء السنة في العراق وإصدار قرار اعتقال في حقه دفعته للبقاء في الأردن وعدم العودة لبلاده ، بدأت محاولات أخري لحصار السنة ومنع المقاومة إعلاميا ، عبر منع بث الفضائيات السنية على الأقمار الصناعية العربية .
ولأن القمر الصناعي المصري يحمل أغلب الفضائيات العراقية التي انتشرت كالنار منذ عامين ، وعليه قرابة 30 فضائية عراقية غالبيتها من الفضائيات المحسوبة على قوي وأحزاب شيعية ، باستثناء حوالي خمس قنوات سنية ، فقد بدت حملة “خيرة” لمنع هذه الفضائيات السنية من البث بدعوى أنها تؤيد الإرهاب (المقاومة) ، وتنشر تقارير عن حالات القتل والتعذيب للسنة العرب وتحرض بالتالي على العنف !!.
آخر هذه المحاولات الغريبة التي قامت بها حكومة المالكي العراقية ، كانت السعي للضغط على الحكومة المصرية والاستقواء بأمريكا لمنع بث قناة (الزوراء) العراقية السنية على القمر الصناعي المصري (نايل سات) رغم أن البث على القمر المصري مسألة اقتصادية و”بيزنيس” لا علاقة له بالسياسة.
البداية كانت بإصدار الحكومة العراقية قرار بغلق مقري محطتي “الزوراء ” و”صلاح الدين” السنيتين في نوفمبر الماضي 2006 ، حيث قامت قوات الأمن العراقية يوم 5 نوفمبر 2006 بإغلاق مكاتب قناتي “الزوراء” و”صلاح الدين” الفضائيتين ، حيث أكد ناطق باسم وزارة الداخلية العراقية أن سبب الإغلاق يعود إلى “السياسة الإعلامية التي تنتهجها القناتان في تغطيتهما للأحداث الجارية على الساحة العراقية”، وكانت رئاسة مجلس النواب العراقي طالبت في وقت سابق بإغلاق قناة الزوراء الفضائية على خلفية الاتهامات الموجهة للقناة بعدم الحيادية ، حيث أشار بيان رئاسة مجلس النواب العراقي المرقم (96) إلى أن هذا الطلب يأتي بناء على “ابتعاد قناة الزوراء في عملها عن المهنية” .
ثم بدأت المرحلة الثانية بمنع بث قناة الزوراء تحديدا على القمر الصناعي المصري ، بيد أن الرفض المصري دفع العراقيين لنقل الطلب إلى الجانب الأمريكي لإبلاغه لمصر خصوصا أن القناة تحرض – حسبما قيل – المقاومة على قتل قوات الاحتلال الأمريكية أيضا والشيعة ، وقال مشعان الجبوري مالك قناة “الزوراء” في برنامج “الاتجاه المعاكس” على قناة “الجزيرة” أن وقف بث قناته جاء بتحريض أمريكي ، ووصف قناته بأنه كانت لسان حال السنة في العراق الذين يتعرضون لحرب إبادة على يد الشيعة
حيث أكدت مصادر إعلامية مصرية وعراقية أن القاهرة رفضت طلبا لحكومة العراق وللسفير الأمريكي في مصر بحظر بث قناة “الزوراء” العراقية السنية على القمر الصناعي المصري “نايل سات” ، التي تتهمها أمريكا وحكومة “المالكي” العراقية بمساندة المقاومة العراقية ، بيد أنها أكدت أن الضغوط المكثفة المستمرة دفعت إدارة القمر المصري لتشكيل فريق إعلامي يدرس مدي مخالفة القناة لشروط البث على القمر المصري .
وكان قد تردد أن قناة “الزوراء” العراقية تم وقف بثها على القمر المصري “نايل سات” اعتبارًا من منتصف ديسمبر الماضي 2006 ، بعد ضغوط مارسها السفير الأمريكي بالقاهرة من جانبه، بيد أن مصادر في وزارة الإعلام المصرية ومسئول بفضائية عراقية بالقاهرة قالوا أن القناة لا تزال تبث برامجها على القمر بصورة عادية ولم يتم منع بثها لأنه ليس من حق إدارة القمر المصري منع بث القناة طالما تقوم بدفع الإيجار الشهري الذي يقدر بحوالي 32 ألف دولار شهريا .
ضغوط بقتل الدبلوماسيين !
ورغم أن أمين بسيوني رئيس مجلس إدارة النايل سات قال : إن الأقمار الصناعية ليست رقيبة على القنوات التي تحملها، لذا لا يجب أن يكون القمر الصناعي المصري طرفاً في الخلاف حول القناة، ومن حق الطرف المتضرر من المادة التي تبثها “الزوراء” أن يرد عبر قنواته أو منابره الإعلامية ، فقد استمرت عمليات الضغط على مصر لحصار الفضائيات السنية بزعم حصار المقاومة التي تنشر هذه الفضائيات أعمالها .
واللافت أنه سبق لـ “أنس الفقي” وزير الإعلام المصري أن أكد في هذا الخصوص أن قرار البث مسألة “بيزنس”، وليس له أي خلفيات سياسية، وأن قناة “الزوراء” لديها عقد وتدفع المقابل المادي الذي ينص عليه ، وأشار الوزير ضمنا إلى أن الولايات المتحدة حاولت التدخل ودياً من خلال فرانسيس ريتشاردوني سفيرها الحالي في مصر لمنع البث، ولم تتلق مصر طلباً رسمياً من الولايات المتحدة أو من الحكومة العراقية الحالية في هذا الصدد .
وقد نشر موقع “المصريون” على الانترنت تفاصيل أخري حول هذه المعركة بشأن الفضائيات العراقية السنية منها أن السفير فرانسيس ريتشارد دوني تحدث إلى وزير الإعلام أنس الفقي وطالبه بوقف بث تلك القناة، بزعم أنها تمثل السلاح الأخير في يد من وصفهم بـ “المتمردين” السنة في العراق ، وأن “الفقي” رفض التجاوب مع طلب السفير في البداية، مؤكدًا له أن بث القناة على “النايل سات” عملية تجارية بحتة لا دخل للسياسة فيها وأن تكاليف تشغيل القمر الصناعي المصري يتطلب تأجير كل القنوات الخالية .
بيد أن الجديد كان تهديدات من أنصار “جيش المهدي” الشيعي التابع لمقتدى الصدر بمهاجمة أفراد البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد وقتلهم – حسبما قال موقع “المصريون” – مما شكل قوة ضغط على مصر دفعتها للتراجع عن موقفها بهذا الصدد، واتخذ على إثره قرار سيادي في منتصف ديسمبر الماضي بوقف بث القناة على النايل سات ، رغم أن القناة لا تزال تبث حتى الآن بصورة عادية .
وقد اعترف وزير الإعلام المصري بهذه التهديدات من قبل جيش المهدي في حديث إلى لورانس بينتاك مدير مركز “أدهم” للصحافة الالكترونية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والذي نشر هذا الحديث في موقع “جلف نيوز”.
وحسب الموقع المذكور، فإن طلب الإدارة الأمريكية من مصر وقف بث القناة جاء بعد أن دعا “الجيش الإسلامي” في العراق التابع للسنة بالقيام بعمليات انتقامية ضد الجيش الأمريكي في العراق بعد أن أيدت محكمة التمييز العراقية الحكم بإعدام الرئيس السابق صدام حسين واثنين من معاونيه فيما يعرف بقضية الدجيل .
“الزوراء” تنشر أخبار السنة
وقناة ” الزوراء” التي تبث برامجها من بغداد ، مملوكة للسياسي العراقي مشعان الجبوري، فيما تعود ملكية قناة “صلاح الدين” إلى اثنين من رجال الأعمال في تكريت حيث تبث برامجها من هناك .
وتركز قناة “الزوراء” منذ بضعة أشهر على قضايا السنة في العراق، وتعرض مشاهد لعمليات التعذيب التي يتعرضون لها، سواء على أيدي قوات الاحتلال أو ميليشيات الشيعة، كما تعرض في شريطها السفلي (السبتايتل) أخبار أشبه بالشعارات ضد الشيعة و”الصفويين” – إشارة للإيرانيين- وتتهمها المواقع العراقية الشيعية بأنها تحرض السنة على قتل الشيعة وتعلمهم كيفية تنفيذ العمليات العسكرية .
وقد جاء إغلاق الحكومة العراقية لقناتي “الزوراء ” و”صلاح الدين” ضمن ما يسمي “قانون مكافحة الإرهاب” الذي طبق فعلياً على وسائل الإعلام العاملة في العراق رغم اعتراض العديد من المنظمات الإعلامية على تطبيقه ، وكانت السلطات العراقية قد أغلقت منذ ما يقارب السنتين مكتب قناة ” الجزيرة” الإخبارية في بغداد ، كما قامت قبل حوالي شهرين بغلق مكتب قناة ” العربية” الفضائية لمدة شهر واحد قبل أن تسمح بمعاودة فتح مكتب القناة في بغداد .
وقد تردد أن السعودية تدخلت لدى الحكومة المصرية لإعادة بث قناة “الزوراء” على النايل سات، التي تقوم بدور كبير في الكشف عن ممارسات المليشيات الشيعية ضد السنة في العراق ، ما دعا وزير الإعلام لتكوين فريق من المراقبين يراقب أداء القناة ومدى التزامها بأخلاقيات وأسس عمل أجهزة الإعلام العربية وفي حالة المخالفة سيتم وقفها نهائيًا .
وتقول مواقع شيعية عراقية – في معرض التحريض والهجوم على قناة الزوراء – أن هناك إقبال خليجي كبير خصوصا في السعودية على مشاهدة قناة ” الزوراء ” العراقية وأن بعض علماء السنة يصفونها بأنها ” قناة المجاهدين ” وأنها ” تعلم فنون الجهاد وما أحوج شباب الأمة في أيامنا لها !.
وتشير إلى أن ظاهرة اهتمام الشباب السعودي بمشاهدة ” قناة الزوراء ” أصبحت ظاهرة متفشية في معظم المناطق السعودية المختلفة ، كما وزعت بيانات في بعض المساجد وأخري على منتديات الانترنت تحث السعوديين على مشاهدة “قناة الزوراء ” التي يقال أنها تستقطب الشباب السعودي المتدين من أهل السنة ، باعتبار أنها تجربة إعلامية على صعيد العمل الفضائي في دعم المقاومة وبعث روح الجهاد عند الشباب السعودي .
30 فضائية عراقية على القمر المصري
واللافت هنا هو تزايد عدد الفضائيات العراقية عموما على القمر الصناعي المصري حيث تتراوح ما بين 26 و30 محطة فضائية ، منها خمسة فقط سنية ( الزوراء – صلاح الدين – الرافدين – بغداد تي .في – الشرقية ) ، والباقي قنوات شيعية أو غنائية أو يملكها سنة ولكنها لا تشارك في الجدال السياسي الدائر ، وهذا غير قرابة 5 قنوات أخري كردية وعراقية على القمر الأوروبي ، وأن قسم كبير من هذه الفضائيات “طائفي” يركز على قضايا طائفية أو حركات انفصالية ، غير فضائيات أخري تعبر عن مختلف التوجهات السياسية والطائفية والعرقية .
ومن أبرز هذه القنوات الشيعية العراقية قنوات : الفرات والمسار وبلادي وآفاق والفيحاء ، وهي قنوات تعود إلى رموز كتلة “الائتلاف العراقي الموحد” بزعامة عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وأحزاب الدعوة (شيعية) .
وهناك قناة عشتار “مسيحية” التي تبث إرسالها من عينكاوا، وهي تختص بالشأن الآشوري والكلداني السرياني، ومديرها العام هو الإعلامي جورج منصور، وقناة آشور “مسيحية” التي تبث إرسالها من أربيل، وهي تختص أيضاً بالشأن الآشوري والكلداني السرياني، وقناة كردسات “كردية” التي تبث إرسالها من السليمانية، وهي ناطقة باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وقناة كردستان “كردية” التي تبث إرسالها من السليمانية، وهي ناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقناة تركمان إيلي “تركمانية” التي تبث إرسالها من كركوك، وهي ناطقة باسم الجبهة التركمانية العراقية، وقناة بيت نهرين “مسيحية آشورية” وقناة بابل “شيعية” وقناة المسار “شيعية” وقناة الغدير “شيعية” وقناة زاكروس “كردية” وقناة الحرية وقناة السلام وقناة المربد، وغيرها.
فهل بدأت مرحلة جديدة أخرى لحصار سنة العراق عبر منع الفضائيات السنية من بث أخبارهم وما يتعرضون له من أعمال قتل ، بحجة حصار المقاومة ؟!
فبالإضافة إلى حصار السياسيين العراقيين السنة ومنعهم من كشف الفضائح الطائفية التي تجري بحق السكان السنة والتوقيف والقتل لأسباب طائفية ، والضغط على الحكومات العربية لعدم استضافة أي من هؤلاء السياسيين ، وأخرها توجيه تهم غريبة إلى الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة العلماء السنة في العراق وإصدار قرار اعتقال في حقه دفعته للبقاء في الأردن وعدم العودة لبلاده ، بدأت محاولات أخري لحصار السنة ومنع المقاومة إعلاميا ، عبر منع بث الفضائيات السنية على الأقمار الصناعية العربية .
ولأن القمر الصناعي المصري يحمل أغلب الفضائيات العراقية التي انتشرت كالنار منذ عامين ، وعليه قرابة 30 فضائية عراقية غالبيتها من الفضائيات المحسوبة على قوي وأحزاب شيعية ، باستثناء حوالي خمس قنوات سنية ، فقد بدت حملة “خيرة” لمنع هذه الفضائيات السنية من البث بدعوى أنها تؤيد الإرهاب (المقاومة) ، وتنشر تقارير عن حالات القتل والتعذيب للسنة العرب وتحرض بالتالي على العنف !!.
آخر هذه المحاولات الغريبة التي قامت بها حكومة المالكي العراقية ، كانت السعي للضغط على الحكومة المصرية والاستقواء بأمريكا لمنع بث قناة (الزوراء) العراقية السنية على القمر الصناعي المصري (نايل سات) رغم أن البث على القمر المصري مسألة اقتصادية و”بيزنيس” لا علاقة له بالسياسة.
البداية كانت بإصدار الحكومة العراقية قرار بغلق مقري محطتي “الزوراء ” و”صلاح الدين” السنيتين في نوفمبر الماضي 2006 ، حيث قامت قوات الأمن العراقية يوم 5 نوفمبر 2006 بإغلاق مكاتب قناتي “الزوراء” و”صلاح الدين” الفضائيتين ، حيث أكد ناطق باسم وزارة الداخلية العراقية أن سبب الإغلاق يعود إلى “السياسة الإعلامية التي تنتهجها القناتان في تغطيتهما للأحداث الجارية على الساحة العراقية”، وكانت رئاسة مجلس النواب العراقي طالبت في وقت سابق بإغلاق قناة الزوراء الفضائية على خلفية الاتهامات الموجهة للقناة بعدم الحيادية ، حيث أشار بيان رئاسة مجلس النواب العراقي المرقم (96) إلى أن هذا الطلب يأتي بناء على “ابتعاد قناة الزوراء في عملها عن المهنية” .
ثم بدأت المرحلة الثانية بمنع بث قناة الزوراء تحديدا على القمر الصناعي المصري ، بيد أن الرفض المصري دفع العراقيين لنقل الطلب إلى الجانب الأمريكي لإبلاغه لمصر خصوصا أن القناة تحرض – حسبما قيل – المقاومة على قتل قوات الاحتلال الأمريكية أيضا والشيعة ، وقال مشعان الجبوري مالك قناة “الزوراء” في برنامج “الاتجاه المعاكس” على قناة “الجزيرة” أن وقف بث قناته جاء بتحريض أمريكي ، ووصف قناته بأنه كانت لسان حال السنة في العراق الذين يتعرضون لحرب إبادة على يد الشيعة
حيث أكدت مصادر إعلامية مصرية وعراقية أن القاهرة رفضت طلبا لحكومة العراق وللسفير الأمريكي في مصر بحظر بث قناة “الزوراء” العراقية السنية على القمر الصناعي المصري “نايل سات” ، التي تتهمها أمريكا وحكومة “المالكي” العراقية بمساندة المقاومة العراقية ، بيد أنها أكدت أن الضغوط المكثفة المستمرة دفعت إدارة القمر المصري لتشكيل فريق إعلامي يدرس مدي مخالفة القناة لشروط البث على القمر المصري .
وكان قد تردد أن قناة “الزوراء” العراقية تم وقف بثها على القمر المصري “نايل سات” اعتبارًا من منتصف ديسمبر الماضي 2006 ، بعد ضغوط مارسها السفير الأمريكي بالقاهرة من جانبه، بيد أن مصادر في وزارة الإعلام المصرية ومسئول بفضائية عراقية بالقاهرة قالوا أن القناة لا تزال تبث برامجها على القمر بصورة عادية ولم يتم منع بثها لأنه ليس من حق إدارة القمر المصري منع بث القناة طالما تقوم بدفع الإيجار الشهري الذي يقدر بحوالي 32 ألف دولار شهريا .
ضغوط بقتل الدبلوماسيين !
ورغم أن أمين بسيوني رئيس مجلس إدارة النايل سات قال : إن الأقمار الصناعية ليست رقيبة على القنوات التي تحملها، لذا لا يجب أن يكون القمر الصناعي المصري طرفاً في الخلاف حول القناة، ومن حق الطرف المتضرر من المادة التي تبثها “الزوراء” أن يرد عبر قنواته أو منابره الإعلامية ، فقد استمرت عمليات الضغط على مصر لحصار الفضائيات السنية بزعم حصار المقاومة التي تنشر هذه الفضائيات أعمالها .
واللافت أنه سبق لـ “أنس الفقي” وزير الإعلام المصري أن أكد في هذا الخصوص أن قرار البث مسألة “بيزنس”، وليس له أي خلفيات سياسية، وأن قناة “الزوراء” لديها عقد وتدفع المقابل المادي الذي ينص عليه ، وأشار الوزير ضمنا إلى أن الولايات المتحدة حاولت التدخل ودياً من خلال فرانسيس ريتشاردوني سفيرها الحالي في مصر لمنع البث، ولم تتلق مصر طلباً رسمياً من الولايات المتحدة أو من الحكومة العراقية الحالية في هذا الصدد .
وقد نشر موقع “المصريون” على الانترنت تفاصيل أخري حول هذه المعركة بشأن الفضائيات العراقية السنية منها أن السفير فرانسيس ريتشارد دوني تحدث إلى وزير الإعلام أنس الفقي وطالبه بوقف بث تلك القناة، بزعم أنها تمثل السلاح الأخير في يد من وصفهم بـ “المتمردين” السنة في العراق ، وأن “الفقي” رفض التجاوب مع طلب السفير في البداية، مؤكدًا له أن بث القناة على “النايل سات” عملية تجارية بحتة لا دخل للسياسة فيها وأن تكاليف تشغيل القمر الصناعي المصري يتطلب تأجير كل القنوات الخالية .
بيد أن الجديد كان تهديدات من أنصار “جيش المهدي” الشيعي التابع لمقتدى الصدر بمهاجمة أفراد البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد وقتلهم – حسبما قال موقع “المصريون” – مما شكل قوة ضغط على مصر دفعتها للتراجع عن موقفها بهذا الصدد، واتخذ على إثره قرار سيادي في منتصف ديسمبر الماضي بوقف بث القناة على النايل سات ، رغم أن القناة لا تزال تبث حتى الآن بصورة عادية .
وقد اعترف وزير الإعلام المصري بهذه التهديدات من قبل جيش المهدي في حديث إلى لورانس بينتاك مدير مركز “أدهم” للصحافة الالكترونية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والذي نشر هذا الحديث في موقع “جلف نيوز”.
وحسب الموقع المذكور، فإن طلب الإدارة الأمريكية من مصر وقف بث القناة جاء بعد أن دعا “الجيش الإسلامي” في العراق التابع للسنة بالقيام بعمليات انتقامية ضد الجيش الأمريكي في العراق بعد أن أيدت محكمة التمييز العراقية الحكم بإعدام الرئيس السابق صدام حسين واثنين من معاونيه فيما يعرف بقضية الدجيل .
“الزوراء” تنشر أخبار السنة
وقناة ” الزوراء” التي تبث برامجها من بغداد ، مملوكة للسياسي العراقي مشعان الجبوري، فيما تعود ملكية قناة “صلاح الدين” إلى اثنين من رجال الأعمال في تكريت حيث تبث برامجها من هناك .
وتركز قناة “الزوراء” منذ بضعة أشهر على قضايا السنة في العراق، وتعرض مشاهد لعمليات التعذيب التي يتعرضون لها، سواء على أيدي قوات الاحتلال أو ميليشيات الشيعة، كما تعرض في شريطها السفلي (السبتايتل) أخبار أشبه بالشعارات ضد الشيعة و”الصفويين” – إشارة للإيرانيين- وتتهمها المواقع العراقية الشيعية بأنها تحرض السنة على قتل الشيعة وتعلمهم كيفية تنفيذ العمليات العسكرية .
وقد جاء إغلاق الحكومة العراقية لقناتي “الزوراء ” و”صلاح الدين” ضمن ما يسمي “قانون مكافحة الإرهاب” الذي طبق فعلياً على وسائل الإعلام العاملة في العراق رغم اعتراض العديد من المنظمات الإعلامية على تطبيقه ، وكانت السلطات العراقية قد أغلقت منذ ما يقارب السنتين مكتب قناة ” الجزيرة” الإخبارية في بغداد ، كما قامت قبل حوالي شهرين بغلق مكتب قناة ” العربية” الفضائية لمدة شهر واحد قبل أن تسمح بمعاودة فتح مكتب القناة في بغداد .
وقد تردد أن السعودية تدخلت لدى الحكومة المصرية لإعادة بث قناة “الزوراء” على النايل سات، التي تقوم بدور كبير في الكشف عن ممارسات المليشيات الشيعية ضد السنة في العراق ، ما دعا وزير الإعلام لتكوين فريق من المراقبين يراقب أداء القناة ومدى التزامها بأخلاقيات وأسس عمل أجهزة الإعلام العربية وفي حالة المخالفة سيتم وقفها نهائيًا .
وتقول مواقع شيعية عراقية – في معرض التحريض والهجوم على قناة الزوراء – أن هناك إقبال خليجي كبير خصوصا في السعودية على مشاهدة قناة ” الزوراء ” العراقية وأن بعض علماء السنة يصفونها بأنها ” قناة المجاهدين ” وأنها ” تعلم فنون الجهاد وما أحوج شباب الأمة في أيامنا لها !.
وتشير إلى أن ظاهرة اهتمام الشباب السعودي بمشاهدة ” قناة الزوراء ” أصبحت ظاهرة متفشية في معظم المناطق السعودية المختلفة ، كما وزعت بيانات في بعض المساجد وأخري على منتديات الانترنت تحث السعوديين على مشاهدة “قناة الزوراء ” التي يقال أنها تستقطب الشباب السعودي المتدين من أهل السنة ، باعتبار أنها تجربة إعلامية على صعيد العمل الفضائي في دعم المقاومة وبعث روح الجهاد عند الشباب السعودي .
30 فضائية عراقية على القمر المصري
واللافت هنا هو تزايد عدد الفضائيات العراقية عموما على القمر الصناعي المصري حيث تتراوح ما بين 26 و30 محطة فضائية ، منها خمسة فقط سنية ( الزوراء – صلاح الدين – الرافدين – بغداد تي .في – الشرقية ) ، والباقي قنوات شيعية أو غنائية أو يملكها سنة ولكنها لا تشارك في الجدال السياسي الدائر ، وهذا غير قرابة 5 قنوات أخري كردية وعراقية على القمر الأوروبي ، وأن قسم كبير من هذه الفضائيات “طائفي” يركز على قضايا طائفية أو حركات انفصالية ، غير فضائيات أخري تعبر عن مختلف التوجهات السياسية والطائفية والعرقية .
ومن أبرز هذه القنوات الشيعية العراقية قنوات : الفرات والمسار وبلادي وآفاق والفيحاء ، وهي قنوات تعود إلى رموز كتلة “الائتلاف العراقي الموحد” بزعامة عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وأحزاب الدعوة (شيعية) .
وهناك قناة عشتار “مسيحية” التي تبث إرسالها من عينكاوا، وهي تختص بالشأن الآشوري والكلداني السرياني، ومديرها العام هو الإعلامي جورج منصور، وقناة آشور “مسيحية” التي تبث إرسالها من أربيل، وهي تختص أيضاً بالشأن الآشوري والكلداني السرياني، وقناة كردسات “كردية” التي تبث إرسالها من السليمانية، وهي ناطقة باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وقناة كردستان “كردية” التي تبث إرسالها من السليمانية، وهي ناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقناة تركمان إيلي “تركمانية” التي تبث إرسالها من كركوك، وهي ناطقة باسم الجبهة التركمانية العراقية، وقناة بيت نهرين “مسيحية آشورية” وقناة بابل “شيعية” وقناة المسار “شيعية” وقناة الغدير “شيعية” وقناة زاكروس “كردية” وقناة الحرية وقناة السلام وقناة المربد، وغيرها.
فهل بدأت مرحلة جديدة أخرى لحصار سنة العراق عبر منع الفضائيات السنية من بث أخبارهم وما يتعرضون له من أعمال قتل ، بحجة حصار المقاومة ؟!