أمام العالم كله تهدد “إسرائيل” باحتلال غزة و التنكيل بسكانها. أمام العالم يتكلم ” أيهود أولمرت” عن عملية واسعة النطاق لـ”تأديب” الفلسطينيين بتهمة المقاومة. أمام العالم تغير الطائرات “الإسرائيلية” على المنازل الفلسطينية في جوف الليل، مخلفة ما تخلفه من ذعر و دمار و اغتيال يذهب ضحيته دائما أولئك الذين اعتقدوا أن “المجتمع الدولي” سيعرف كيف يدافع عن دمهم الذي أهدره الصهاينة. أمام العالم “الديمقراطي والمتحضر” يموت الفلسطينيون كل يوم بشتى الطرق و سيموتون اليوم لأن “إسرائيل” تريد أن تقول لنفس العالم أن “حياة” صهيوني واحد أهم عندها من حياة الفلسطينيين وكل العرب جميعا، و هي لن تتردد في أن تقتلهم جميعا لأجل أن ترسل رسالتها بأن الدم الصهيوني أهم من كل دماء شعوب العالم مجتمعة !! لهذا السبب، أحسسنا بالخجل الكبير “من دمنا” الذي لم يعد يغضب ولم يعد يثور أمام كل هذا العار القائم أمامنا. فقد سقطت أمطار الصيف على رؤوس كل الذين ينتقلون عبر المحطات التلفزيونية بين الفضائيات الماجنة التي تعرض أجساد النساء الرخيصات اللائي يرقصن على ذقون كل العرب العرب ـ من المحيط إلى الخليج ـ!
“إسرائيل” تدافع عن نفسها بدمنا !
حين فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية، ثارت ثائرة الجميع، بمن فيهم الفلسطينيين من حركة فتح الذين لم يستطعموا طعم الخسارة، مع أن الأخطاء الرهيبة وغير المغتفرة التي ارتكبتها حركة فتح هي التي جعلت الشعب الفلسطيني ـ حتى أولئك الذين لم يكونوا تابعين لحركة حماس ـ يقررون تغييرا من وضعهم المزري عبر منح أصواتهم لحركة كانت في النهاية الوحيدة على الساحة السياسية القادرة على خلق التوازن في ظل كل حالات التردي التي يعيشها الفلسطينيون.. لم يكن غريبا مثلا أن تكتب الصحفية الإيطالية “سيلفيا كاروتي” في أكثر من موقع أوروبي على الانترنت أن فوز حماس كان فوزا للفلسطينيين الشرفاء وهي الرؤية التي استغربنا أن السلطة الفلسطينية رفضت الاعتراف بها وكأن الحكومة أو السلطة كحكومة جزء لا يتجزأ من حركة فتح وحدها لا يمكن مقاسمتها فيها إلى الأبد! كان التناقض الذي تفجر ـ فيما بعد ـ بين الفلسطينيين يوحي أن الأيدي الأجنبية أرادت من البداية أن تساوم الفلسطينيين على قضيتهم، على شهدائهم وعلى أسراهم، على لاجئيهم، وعلى مستقبلهم أيضا، لأن الضغوطات الدولية أرادت أن تصنع من الفلسطينيين “مسيحا” على الطريقة اللاهوتية، بأن يطعن ويظل يقول لطاعنه “أسامحك من كل قلبي!”، بيد أن الطعنات تراكمت على مدى سنوات تجاوزت السبعين عاما، لهذا لم يكن أبدا على الفلسطينيين أن يمارسوا دور “الدجاجة العربية” في هذه الأرض كي يذبحها كل المجرمين الذين أرادوا أن يصنعوا تفوقهم بدماء جيل من الأبرياء وأجيال من الشهداء. لقد سقطت حركة فتح في الفخ الصهيوني حين هددت بحمل السلاح في وجه حماس لأنها فازت في الانتخابات، ولم تسأل السلطة الفلسطينية لحظة واحدة لماذا “انقلب” الشعب الفلسطيني على فتح وعلى السلطة على حد سواء؟ فقد جرت الانتخابات في ظروف جد طبيعية، واعترفت الأمم المتحدة عبر موقعها على الانترنت أن حماس فازت بالانتخابات بطريقة ديمقراطية، ولهذا كان على الذين اعترضوا ذلك الفوز الديمقراطي أن يسألوا لماذا فازت حماس بهكذا أصوات؟ ولماذا تبدو حماس بالرغم من كل هذه الضغوطات المفروضة عليها وبرغم من الحصار العربي والدولي وبالرغم من حالة الترهيب والإرهاب الصهيوني عليها، لماذا تبدو قريبة من الفوز بالرئاسيات لو كانت ثمة انتخابات رئاسية ستجرى الآن.. في هذا الوقت وفي هذا الظرف؟ لو طرحوا السؤال لعرفوا أن أسباب التردي السياسي داخل السلطة الفلسطينية لم يكن سببه حركة حماس، وأن الأموال الرهيبة التي تم “نهبها” من صندوق السلطة لم تنهبها حماس، والأغرب أن جريدة الواشنطن بوست كانت أول جريدة كشفت و بالوثائق الأموال الرهيبة التي “اختفت” من صندوق السلطة في السنوات الماضية، وأن ” الساسة الجاهزون” استفادوا من أموال الفلسطينيين كي يبنوا قصورهم و يتنزهوا في بلاد العالم على حساب الفلسطينيين البسطاء. هذا الكلام نشرته أيضاً الصحف الغربية على مواقعها عبر الانترنت ولم يكن المقصود به “الدفاع ” عن حماس التي بدت غير مرغوب فيها من البداية، بل تم نشر تلك الحقائق لأجل القول أن السلطة الفلسطينية تسببت في ما آل إليه الفلسطينيون من إفلاس سياسي واجتماعي واقتصادي وأن الإحساس بالإحباط ليس سببه الاحتلال فقط، بل سببه احتلال الداخل وبالتالي عدم توزيع الـ”خيرات القليلة” بالتساوي، بأقل تساوي ممكن. لم تكن حركة حماس سببا في عمليات المساومة التي كان يحضرها بعض الزعماء العرب، ويتناولون الغذاء أو العشاء على شرف الدم الفلسطيني في مصافحات حارة مع الصهاينة الذين سرعان ما يعودون إلى مواقعهم لتهديد عملية السلام بالنسف، عبر كل المحاولات الإجرامية التي يقومون بها. حماس لم تكن سببا في الوضع الاقتصادي المزري، بالرغم من أن السلطة لم تتردد في التوقيع على اتفاقيات و معاهدات مع الصهاينة و بالرغم من أن الصهاينة أنفسهم يقومون بنسفها و الإعلان بعدم الالتزام بها كلما تغيرت الحكومة “الإسرائيلية” تتبرأ الجديدة من أي اتفاقيات سابقة لتبدأ في عملية إبادة للفلسطينيين أمام أعين ومسمع نفس المجتمع الدولي الصامت وغير المكترث. ومع ذلك، حماس تدفع الثمن اليوم، ثمن وصولها إلى الحكومة وتدفع ثمن كل الأخطاء التي لم ترتكبها والتي وجدت نفسها مضطرة إلى تصليحها قدر الإمكان، بعدم الاستسلام للصهاينة اليهود ولصهاينة العالم كله. اليوم، نفس السيناريو يتكرر. من جرائم شارون إلى جرائم أولمرت، لا فرق بين الأسماء، المهم أن الدم الفلسطيني هو المطلوب، وأن الضحية الفلسطينية يجب أن تكون ضحية إلى الأبد ليصبح لطعم ” النصر الصهيوني” ملذة يستطعمها اليهود المجرمون في الداخل وفي الخارج بأنهم “انتصروا على أدولف هتلر” حين وضعوا الشعب الفلسطيني في محرقة العار الدولي بحيث لم يعد بإمكان أحد أن يقول لـ”إسرائيل” ” لماذا ” إلا بالمقاومة والمقاومة فقط وهو الشيء الذي تدركه حركة حماس وكل الحركات المقاومة في فلسطين باعتبار أن التجارب أثبتت أن الصهاينة لا يتفاوضون على شيء إلا ليأخذوا كل شيء، وأن المقاومة التي استطاعت أن تعيد القضية الفلسطينية كقضية عادلة إلى السطح هي التي تستطيع أن تعيد للشعب الفلسطيني والعربي ما تبقى من دمه، وشرفه وكرامته.. تجارب تؤكدها المقاومة في العراق التي جعلت جورج دابليو بوش يعترف أنه “أخطأ” في تقدير خسائر الحرب، و قبله بأربع و أربعين سنة اعترف الجنرال الفرنسي شارل ديجول أن المقاومة المسلحة الجزائرية قصمت ظهر فرنسا و أحبطت مشروع “الجزائر الفرنسية” !
“إسرائيل” تدافع عن نفسها بدمنا !
حين فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية، ثارت ثائرة الجميع، بمن فيهم الفلسطينيين من حركة فتح الذين لم يستطعموا طعم الخسارة، مع أن الأخطاء الرهيبة وغير المغتفرة التي ارتكبتها حركة فتح هي التي جعلت الشعب الفلسطيني ـ حتى أولئك الذين لم يكونوا تابعين لحركة حماس ـ يقررون تغييرا من وضعهم المزري عبر منح أصواتهم لحركة كانت في النهاية الوحيدة على الساحة السياسية القادرة على خلق التوازن في ظل كل حالات التردي التي يعيشها الفلسطينيون.. لم يكن غريبا مثلا أن تكتب الصحفية الإيطالية “سيلفيا كاروتي” في أكثر من موقع أوروبي على الانترنت أن فوز حماس كان فوزا للفلسطينيين الشرفاء وهي الرؤية التي استغربنا أن السلطة الفلسطينية رفضت الاعتراف بها وكأن الحكومة أو السلطة كحكومة جزء لا يتجزأ من حركة فتح وحدها لا يمكن مقاسمتها فيها إلى الأبد! كان التناقض الذي تفجر ـ فيما بعد ـ بين الفلسطينيين يوحي أن الأيدي الأجنبية أرادت من البداية أن تساوم الفلسطينيين على قضيتهم، على شهدائهم وعلى أسراهم، على لاجئيهم، وعلى مستقبلهم أيضا، لأن الضغوطات الدولية أرادت أن تصنع من الفلسطينيين “مسيحا” على الطريقة اللاهوتية، بأن يطعن ويظل يقول لطاعنه “أسامحك من كل قلبي!”، بيد أن الطعنات تراكمت على مدى سنوات تجاوزت السبعين عاما، لهذا لم يكن أبدا على الفلسطينيين أن يمارسوا دور “الدجاجة العربية” في هذه الأرض كي يذبحها كل المجرمين الذين أرادوا أن يصنعوا تفوقهم بدماء جيل من الأبرياء وأجيال من الشهداء. لقد سقطت حركة فتح في الفخ الصهيوني حين هددت بحمل السلاح في وجه حماس لأنها فازت في الانتخابات، ولم تسأل السلطة الفلسطينية لحظة واحدة لماذا “انقلب” الشعب الفلسطيني على فتح وعلى السلطة على حد سواء؟ فقد جرت الانتخابات في ظروف جد طبيعية، واعترفت الأمم المتحدة عبر موقعها على الانترنت أن حماس فازت بالانتخابات بطريقة ديمقراطية، ولهذا كان على الذين اعترضوا ذلك الفوز الديمقراطي أن يسألوا لماذا فازت حماس بهكذا أصوات؟ ولماذا تبدو حماس بالرغم من كل هذه الضغوطات المفروضة عليها وبرغم من الحصار العربي والدولي وبالرغم من حالة الترهيب والإرهاب الصهيوني عليها، لماذا تبدو قريبة من الفوز بالرئاسيات لو كانت ثمة انتخابات رئاسية ستجرى الآن.. في هذا الوقت وفي هذا الظرف؟ لو طرحوا السؤال لعرفوا أن أسباب التردي السياسي داخل السلطة الفلسطينية لم يكن سببه حركة حماس، وأن الأموال الرهيبة التي تم “نهبها” من صندوق السلطة لم تنهبها حماس، والأغرب أن جريدة الواشنطن بوست كانت أول جريدة كشفت و بالوثائق الأموال الرهيبة التي “اختفت” من صندوق السلطة في السنوات الماضية، وأن ” الساسة الجاهزون” استفادوا من أموال الفلسطينيين كي يبنوا قصورهم و يتنزهوا في بلاد العالم على حساب الفلسطينيين البسطاء. هذا الكلام نشرته أيضاً الصحف الغربية على مواقعها عبر الانترنت ولم يكن المقصود به “الدفاع ” عن حماس التي بدت غير مرغوب فيها من البداية، بل تم نشر تلك الحقائق لأجل القول أن السلطة الفلسطينية تسببت في ما آل إليه الفلسطينيون من إفلاس سياسي واجتماعي واقتصادي وأن الإحساس بالإحباط ليس سببه الاحتلال فقط، بل سببه احتلال الداخل وبالتالي عدم توزيع الـ”خيرات القليلة” بالتساوي، بأقل تساوي ممكن. لم تكن حركة حماس سببا في عمليات المساومة التي كان يحضرها بعض الزعماء العرب، ويتناولون الغذاء أو العشاء على شرف الدم الفلسطيني في مصافحات حارة مع الصهاينة الذين سرعان ما يعودون إلى مواقعهم لتهديد عملية السلام بالنسف، عبر كل المحاولات الإجرامية التي يقومون بها. حماس لم تكن سببا في الوضع الاقتصادي المزري، بالرغم من أن السلطة لم تتردد في التوقيع على اتفاقيات و معاهدات مع الصهاينة و بالرغم من أن الصهاينة أنفسهم يقومون بنسفها و الإعلان بعدم الالتزام بها كلما تغيرت الحكومة “الإسرائيلية” تتبرأ الجديدة من أي اتفاقيات سابقة لتبدأ في عملية إبادة للفلسطينيين أمام أعين ومسمع نفس المجتمع الدولي الصامت وغير المكترث. ومع ذلك، حماس تدفع الثمن اليوم، ثمن وصولها إلى الحكومة وتدفع ثمن كل الأخطاء التي لم ترتكبها والتي وجدت نفسها مضطرة إلى تصليحها قدر الإمكان، بعدم الاستسلام للصهاينة اليهود ولصهاينة العالم كله. اليوم، نفس السيناريو يتكرر. من جرائم شارون إلى جرائم أولمرت، لا فرق بين الأسماء، المهم أن الدم الفلسطيني هو المطلوب، وأن الضحية الفلسطينية يجب أن تكون ضحية إلى الأبد ليصبح لطعم ” النصر الصهيوني” ملذة يستطعمها اليهود المجرمون في الداخل وفي الخارج بأنهم “انتصروا على أدولف هتلر” حين وضعوا الشعب الفلسطيني في محرقة العار الدولي بحيث لم يعد بإمكان أحد أن يقول لـ”إسرائيل” ” لماذا ” إلا بالمقاومة والمقاومة فقط وهو الشيء الذي تدركه حركة حماس وكل الحركات المقاومة في فلسطين باعتبار أن التجارب أثبتت أن الصهاينة لا يتفاوضون على شيء إلا ليأخذوا كل شيء، وأن المقاومة التي استطاعت أن تعيد القضية الفلسطينية كقضية عادلة إلى السطح هي التي تستطيع أن تعيد للشعب الفلسطيني والعربي ما تبقى من دمه، وشرفه وكرامته.. تجارب تؤكدها المقاومة في العراق التي جعلت جورج دابليو بوش يعترف أنه “أخطأ” في تقدير خسائر الحرب، و قبله بأربع و أربعين سنة اعترف الجنرال الفرنسي شارل ديجول أن المقاومة المسلحة الجزائرية قصمت ظهر فرنسا و أحبطت مشروع “الجزائر الفرنسية” !