يموت معظم الناس فيغيبون, ويحضر الشهداء فيُستشهدون, ويشهدون, ينمو أثرهم ويستمر جهدهم بعد ارتقائهم.. وفي صدر طاولة اجتماع الحكومة الفلسطينية أمس باجتماعها الأول كنا نخال الشيخ أحمد ياسين رحمه الله جالساً بين تلاميذه, يذكّرهم ـ كما كان وهو بين أظهرهم ـ ألّا “خارطة للطريق” غير تلك التي ارتقينا فداء لها.. بصوته الضعيف كأنا نسمعه يردد “فلسطين وقف إسلامي من النهر إلى البحر لا نملك أن نفاوض عليه”.. وعن يمينه كان إسماعيل هنية يقر لمعلمه ممتناً بأنه لولا كرسي الشيخ المتحرك ما سكن على كرسي الحكومة, هذا التواصل لعلنا نراه مرتسماً في هذه الصورة الخيالية, التي نود ألا تغاير الحقيقة قِيد أنملة, فهذا برنامج حماس الذي انتخبت على أساسه, برنامج الشيخ ياسين وكوكبة الشهداء الآخرين والثلة الثابتة الذين ساروا بطريق نضالي فقضى منهم من قضى شهيداً وانتظر من ينتظر يعاين بنفسه بعد أعوام قليلة هذه القناعة الشعبية العريضة ببرنامجهم المقاوم, وبأيديهم النظيفة, ونفوسهم المخلصة.
مضت سنتان ونيف على ارتقاء الشيخ الجليل, وبدا الأثر جلياً لهذا الارتقاء؛ فالأماجد يبقون في الأذهان وتبقى سيرتهم وتضحياتهم في ذاكرة شعوبهم تستلهم ما في حياتهم الممتدة من معانٍ عظيمات, وعليه فقد أثمر ارتقاء الشيخ هذه الشعبية الجارفة, فيما ظلت شعبية قاتله تتآكل وتذبل وتموت, وظل أصحاب الدعوة الصادقة ينمون ويزيدون مثلما لفت إلى ذلك منذ أربعة عشر قرنا نظر أبي سفيان رضي الله عنه لما حدثه عن سنة ازدياد أتباع الأنبياء, وأصحاب كاديما يتآكلون بسرعة لم تجاوز عدة أشهر, وهذا شأن الشهادة وذاك أثر الدناءة.. يرتقي هذا في السماء, وتسوخ أقدام ذاك في الأرض..
لقد استقر أولمرت على كرسي شارون بعد أن ذابت سيرته.. أما كرسي الشيخ ياسين فأبى أن يحمل أحداً دونه..
لقد أراد الصهاينة غياباً لـ”صقور حماس”, وظنوا أن بأيديهم محو ما زرعه هؤلاء في نفوس خلفائهم, واطمأنوا الآن إلى أن الخلفاء ليس بمقدورهم إلا أن يلينوا مواقفهم وربما يفلحوا في شيء مما يريدون, لكن أتراهم قادرين على تجفيف دماء الشهداء؟!
مضت سنتان ونيف على ارتقاء الشيخ الجليل, وبدا الأثر جلياً لهذا الارتقاء؛ فالأماجد يبقون في الأذهان وتبقى سيرتهم وتضحياتهم في ذاكرة شعوبهم تستلهم ما في حياتهم الممتدة من معانٍ عظيمات, وعليه فقد أثمر ارتقاء الشيخ هذه الشعبية الجارفة, فيما ظلت شعبية قاتله تتآكل وتذبل وتموت, وظل أصحاب الدعوة الصادقة ينمون ويزيدون مثلما لفت إلى ذلك منذ أربعة عشر قرنا نظر أبي سفيان رضي الله عنه لما حدثه عن سنة ازدياد أتباع الأنبياء, وأصحاب كاديما يتآكلون بسرعة لم تجاوز عدة أشهر, وهذا شأن الشهادة وذاك أثر الدناءة.. يرتقي هذا في السماء, وتسوخ أقدام ذاك في الأرض..
لقد استقر أولمرت على كرسي شارون بعد أن ذابت سيرته.. أما كرسي الشيخ ياسين فأبى أن يحمل أحداً دونه..
لقد أراد الصهاينة غياباً لـ”صقور حماس”, وظنوا أن بأيديهم محو ما زرعه هؤلاء في نفوس خلفائهم, واطمأنوا الآن إلى أن الخلفاء ليس بمقدورهم إلا أن يلينوا مواقفهم وربما يفلحوا في شيء مما يريدون, لكن أتراهم قادرين على تجفيف دماء الشهداء؟!
Hijri Date Correction:
1