خلق الله الأرض وقدر فيها أقواتها فأساء الناس ما أفاء الله به عليهم, وانتشرت المجاعات هنا وهناك, من دون أن تلقى اهتماماً مكافئاً لفداحتها..
في ذيل أخبار أمس كانت معظم الفضائيات تتحدث عن تحذير الأمم المتحدة من وفاة 12000 شخص شهرياً في الصومال نتيجة موجة الجفاف العاصفة بها.. نعم اثنا عشر ألف مسلم في الحقيقة, لا مبالغة في الأصفار الموضوعة آنفاً. وهي آبدة من أوابدنا الإسلامية التي كانت تستأهل حراكاً تعبوياً عالي التأثير, ونشاطات تستأثر بساعات طويلة في فضائياتنا العربية غير التي ننفقها في العبث.
منذ أسابيع فاتت كان مهرجان الدقيق يقام في إحدى المدن الأوربية ينثر المحتفلون به أطناناً من الدقيق على أصدقائهم في الطرقات حتى صُبغت أسطح المنازل باللون الأبيض كما الأشخاص العابثون الذين خرجوا من الاحتفال ليبدؤوا مرحلة تنظيف العجائن من أجسادهم!! كل عام يحدث هذا, وكل عام يقام في إسبانيا مهرجان الطماطم حيث يلهو الناس بجنون بآلاف الأطنان منها.. يتقاذفونها.. ويستمر الهدر العبثي..
على بعد مئات الكيلو مترات كان الغزاويون يصطفون أمام المخابز رجاء الحصول على أرغفة تقيم أودهم أثناء أزمة الخبز التي عصفت بهم قبل أسبوع ونيف.
أزمة خبز غزة تهون كثيراً عند مقارنتها بأزمة الجفاف الصومالية التي تردي الآلاف وسط صمت مطبق من العالم “الحر” و”العبد”.
وإذا كانت أوربا بعيدة النسب ومخالفة للعقيدة, فدعونا منها إلى النظام العربي العام الذي اجتمع وانفض في الخرطوم دونما أن يستشعر بأدنى مسؤولية تجاه عرب الصومال برغم أن إغاثتهم ليست قضية تزعج الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً, وإذا كان النظام العربي مأزوماً مضغوطاً فدعونا منه هو الآخر, ولنتصارح بشأن شعوبنا العربية, هذه الشعوب تنفق مليارات الدولارات في الفراغ والعبث, أليس إنفاق 150 مليون دولار في صداق مغنية أمر يستحق التوقف ملياً عنده؟ أليس وصول أجر بعض المغنين العرب في الحفلات الغنائية لمائة وخمسين ألف دولار في الحفلة الواحدة (ما بين 30 ـ 60 دقيقة) هو جريمة يرتكبها الجمهور الذي اقتُطع الأجر من تذاكره؟ أليست رسائل الـ SMS التي تقوم عليها قنوات فضائية عديدة عابثة ولولاها ما استطاعت شراء أغاني الفيديو كليب التي تبثها طوال 24 ساعة هي ضرب من ضروب العبث التي تستأهل طلب الحجر الصحي على أصحابها؟ (يوضح مدير عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان في لقائه مع العربية أن 90% من رسائل الـ SMS تتلقاها هذه القنوات المستضافة بمعظمها في دبي من دول خليجية).
إن آبدة الصومال تستوجب ليس إطلاق حملة لجمع الأموال وفك إسار الإغاثة التي لفتها الولايات المتحدة حول أعناقنا وتركت إخواننا في الصومال نهباً للمنظمات التنصيرية المتعددة فحسب, بل تستوجب إعادة النظر في مجمل وجوه إنفاقنا لاسيما وقوات الاحتلال قد غدت على تخومنا بالفعل.
بقلم: أمير سعيد
في ذيل أخبار أمس كانت معظم الفضائيات تتحدث عن تحذير الأمم المتحدة من وفاة 12000 شخص شهرياً في الصومال نتيجة موجة الجفاف العاصفة بها.. نعم اثنا عشر ألف مسلم في الحقيقة, لا مبالغة في الأصفار الموضوعة آنفاً. وهي آبدة من أوابدنا الإسلامية التي كانت تستأهل حراكاً تعبوياً عالي التأثير, ونشاطات تستأثر بساعات طويلة في فضائياتنا العربية غير التي ننفقها في العبث.
منذ أسابيع فاتت كان مهرجان الدقيق يقام في إحدى المدن الأوربية ينثر المحتفلون به أطناناً من الدقيق على أصدقائهم في الطرقات حتى صُبغت أسطح المنازل باللون الأبيض كما الأشخاص العابثون الذين خرجوا من الاحتفال ليبدؤوا مرحلة تنظيف العجائن من أجسادهم!! كل عام يحدث هذا, وكل عام يقام في إسبانيا مهرجان الطماطم حيث يلهو الناس بجنون بآلاف الأطنان منها.. يتقاذفونها.. ويستمر الهدر العبثي..
على بعد مئات الكيلو مترات كان الغزاويون يصطفون أمام المخابز رجاء الحصول على أرغفة تقيم أودهم أثناء أزمة الخبز التي عصفت بهم قبل أسبوع ونيف.
أزمة خبز غزة تهون كثيراً عند مقارنتها بأزمة الجفاف الصومالية التي تردي الآلاف وسط صمت مطبق من العالم “الحر” و”العبد”.
وإذا كانت أوربا بعيدة النسب ومخالفة للعقيدة, فدعونا منها إلى النظام العربي العام الذي اجتمع وانفض في الخرطوم دونما أن يستشعر بأدنى مسؤولية تجاه عرب الصومال برغم أن إغاثتهم ليست قضية تزعج الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً, وإذا كان النظام العربي مأزوماً مضغوطاً فدعونا منه هو الآخر, ولنتصارح بشأن شعوبنا العربية, هذه الشعوب تنفق مليارات الدولارات في الفراغ والعبث, أليس إنفاق 150 مليون دولار في صداق مغنية أمر يستحق التوقف ملياً عنده؟ أليس وصول أجر بعض المغنين العرب في الحفلات الغنائية لمائة وخمسين ألف دولار في الحفلة الواحدة (ما بين 30 ـ 60 دقيقة) هو جريمة يرتكبها الجمهور الذي اقتُطع الأجر من تذاكره؟ أليست رسائل الـ SMS التي تقوم عليها قنوات فضائية عديدة عابثة ولولاها ما استطاعت شراء أغاني الفيديو كليب التي تبثها طوال 24 ساعة هي ضرب من ضروب العبث التي تستأهل طلب الحجر الصحي على أصحابها؟ (يوضح مدير عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان في لقائه مع العربية أن 90% من رسائل الـ SMS تتلقاها هذه القنوات المستضافة بمعظمها في دبي من دول خليجية).
إن آبدة الصومال تستوجب ليس إطلاق حملة لجمع الأموال وفك إسار الإغاثة التي لفتها الولايات المتحدة حول أعناقنا وتركت إخواننا في الصومال نهباً للمنظمات التنصيرية المتعددة فحسب, بل تستوجب إعادة النظر في مجمل وجوه إنفاقنا لاسيما وقوات الاحتلال قد غدت على تخومنا بالفعل.
بقلم: أمير سعيد
Hijri Date Correction:
1