أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري، كثير المشاغل والأعمال، خاصة وأنني أعمل في مجال الكومبيوتر، ولكن للأسف بدأ عملي يؤثر على صلاتي، وبدأت أؤجل الصلاة مرة بعد أخرى، حتى صارت الصلوات تفوتني في كثير من الأحيان.
ومع تكرار امتناعي عن الصلاة لانشغالي، استسهلت الموضوع، وبات تركي للصلاة أمراً عادياً (والعياذ بالله).
وكنت أمنّي نفسي بأن أصلي بعد انتهاء عملي، وأمنيها بعد ذلك بالتزامي القريب بالصلاة، إلى أن رأيت مناماً ذلت يوم.
حيث رأيت أن يدي اليمنى قد قطع منها إصبع السبابة (إصبع التشهّد) وكأني أذكر أيضاً أنه خرج دود من إصبعي، لا أذكر تماماً إن حدث هذا، ولكن أذكر أنه كان مقطوعاً، وكنت متضايقاً جداً لهذا الأمر، واستيقظت فزعاً من منامي.
بدأت أفكر في معنى هذا المنام ولم أجد له تعبيراً، إلى أن زارنا أحد أقربائي ممن أتوسم فيهم الدين والخير دائماً، فأخبرته عن منامي، فسألني: ” هل تتهاون في الصلاة”، جبنت وتعجّبت، وجاوبته مرغماً وكأنما أحسسته يعلم من منامي حقائق عني، وقلت ” نعم”.
فقال: ” انظر.. هذه رؤية تحذيرة من الله عز وجل، وقد منّ الله عليك أن أراك رؤية تعبّر عن تهاونك في الصلاة، فتمسّك بصلاتك ما استطعت، وتهاون في أي شيء، في العمل، في الأكل، في النوم، في أي شيء، ولكن لا تتهاون في الصلاة”.
ثم جلس فحدثني حديثاً ليناً وسهلاً عن الصلاة، مكانتها في الإسلام وأنها عماد الدين، ومعنى أن أقف بين يدي ربي خمس مرات في اليوم. ثم تركني وهو يبتسم لي ويقول” إنني أغبطك على حب الله لك أن أراك رؤية تحذرك من معصية كبيرة، ولم يأخذك بها”.
ومن ذلك اليوم وأنا ولله الحمد محافظ على صلاتي محافظة كبيرة. وأسأل الله أن يديمها عليّ نعمة، وأن يثبتني في الدين. إنه القادر على كل شيء.