كتب إبراهيم الغنيمى
لم يفت المحللون الاقتصاديون , ما قد تخلفه عملية اغتيال الحريري من آثار على الاقتصاد اللبناني والعربي , مثلما تحدث نظراؤهم السياسيون عن تداعيات اغتيال السياسي اللبناني الثري على الساحتين المحلية والإقليمية , فقد توقع أكثر من خبير تداعيات فادحة , وحالة من عدم الاستقرار يشهدها لبنان في أعقاب غياب الحريري .. ومن بين هؤلاء الدكتور حمدي عبد العظيم عميد أكاديمية السادات للعلوم الإدارية ؛ الذي التقاه “المسلم” , وأجرى معه هذا الحوار الذي تمحور حول لبنان ما بعد الحريري , والذي توقع فيه الدكتور عبد العظيم حالة من عدم الاستقرار يشهدها لبنان خلال الأسابيع القادمة وقد تزداد سوءا في حال شهدت الأراضي اللبنانية اضطرابا بين الطوائف المختلفة من سنة وشيعة ودروز ومارون وغيرهم 0
وأكد فيه أن اغتيال الحريري له دلالة اقتصادية تتمثل في ضرب فكرة الاقتصاد الليبرالي الذي تبناه الراحل في انتهاج الاقتصاد الحر القائم على التوسع في الخصخصة وتدعيم سوق المال والبورصة اللبنانية وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وعودة للمهاجرين المستثمرين اللبنانيين من بلاد المهجر0
وأشار إلى أن الحريري نجح أيضا في الحصول على تمويل من المؤسسات المالية العالمية للبنان سواء الصندوق أو البنك الدولي أو الهيئات المانحة التابعة للأمم المتحدة وان المساعدات للبنان زادت في الفترة التي تولاها.
نص الحوار :
س / هل معنى ذلك أن الحريري تم إجهاض أفكاره الخاصة بإعادة التعمير ؟
ج / ما حدث هو مقصود وفعليا لإجهاض مشروعات الحريري خاصة فيما يعرف بمشروعات إعادة الإعمار في لبنان والتي حوربت من جهات داخلية وخارجية تسعى لإزاحة لبنان وإشعال الطائفية الضارة باقتصاديات الدولة اللبنانية 00
س / لماذا توقف أو سيتوقف مشروع إعادة الإعمار ؟
ج / الحريري بعد نجاحه في جذب الاستثمار الخارجية وفى ظل الفساد الذي كان موجودا في لبنان قبل وصول الحريري للسلطة أدى إلى تربح العديد على حساب الاقتصاد اللبناني , والحريري من جانب آخر قام بإجراء برامج لمكافحة الفساد لإجراء إصلاحات توقف انهيار الليرة اللبنانية ( لكن الفساد الداخلي كان أقوى من الحريري ولم تظهر إنجازاته في الإعمار ) 0
س / ما هو الأثر على الليرة اللبنانية بعد اغتياله ؟
ج / من المؤكد أن قيمة العملة اللبنانية ستتعرض لاهتزاز , لأن الاغتيال له مساوئه الكثيرة , وذلك إذا ما أخذنا بالاعتبار توافر الحريري على شخصية تتمتع بقبول سياسي واقتصادي0
وبالطبع , فإن ذلك سوف يؤثر على قيمة العملة اللبنانية وبالتالي انخفاض قيمتها , ومن المتوقع كذلك أن تزداد معدلات التضخم مع إصابة البنوك اللبنانية بشلل مالي وهيكلي بسبب سحب الودائع من البنوك وانخفاض السيولة واهتزاز المراكز المالية للبنوك وصعوبة سيطرة البنك المركزي اللبناني على المصارف اللبنانية
س / السياحة “الإسرائيلية” هل تنتعش على حساب لبنان ومدى تأثر السياحة اللبنانية؟
ج /لبنان بلد سياحي واغلب دخله القومي يرتكز عليها , ومعلوم أن السياحة اللبنانية قد ازدهرت مؤخرا خاصة السياحة الوافدة من الخليج (السعودية والإمارات) والحادث الأخير من شانه أن يعرض حركة السياحة لانتكاسة , ما يؤدي بدوره إلى انخفاض معدل نمو الدخل اللبناني وارتفاع معدلات البطالة من جديد.
وعلى صعيد آخر نلاحظ أن “إسرائيل” مستفيدة تماما من السياحة الهاربة من لبنان والمتوقع أن تشهد السياحة “الإسرائيلية” ازدهاراً في المستقبل القريب على حساب لبنان وبعد التقارب المصري “الإسرائيلي” المترافق مع مؤتمر شرم الشيخ الأخير, حيث ينتظر أن يعود النشاط مجدداً لمنفذي رفح وطابا على الحدود المصرية
س / هل الاستثمار الأجنبي سيتأثر باغتيال الحريري , وما هو الموقف بالنسبة للاستثمار الخليجي , وماذا عن الأمير الوليد بن طلال تحديداً؟
ج / من المتوقع أن يؤدي اغتياله إلى هروب الاستثمارات الأجنبية الموجودة حاليا بلبنان وأيضا عزوف راس المال الذي كان يرغب في الاستثمار بالداخل , وتغييره لوجهته الاستثمارية إن إلى “إسرائيل” أو أمريكا أو أوروبا , كما أن التداعيات السلبية المتوقعة يمكن حصرها في زيادة معدلات تحويلات اللبنانيين للخارج وازدياد حركة هجرة رؤوس أموال اللبنانيين الذين يعيشون في المهجر والذين سبق أن رغبوا في عودة أموالهم إلى موطنهم الأصلي (لبنان) بعد حركة الاستقرار التي شهدتها في عهد الحريري ونفس الوضع ينطبق على الاستثمارات الخليجية لاسيما استثمارات الأمير الوليد بن طلال , الذي هو بالأساس مستثمر يرغب في الربح وتعنيه قضية الأمن لاستثماراته سواء في لبنان أو غيرها , غير أن الأمير كونه يحمل الجنسية اللبنانية قد يجعله ذلك غير راغب في خروج أمواله من لبنان.
س : هل تتوقع انهيار اتفاق الطائف وعودة الصراع وانتهاء مشروع إعادة الإعمار ومن المسئول في رأيك عن اغتيال الحريري ؟
ج / سعى الحريري إلى عقد مؤتمر الطائف للوحدة الوطنية وتوزيع الثروة والسلطة في لبنان ونجح في ذلك ولكن الاضطرابات الأخيرة قد تعمل على عودتها مرة أخرى واشتعال الصراعات الطائفية مرة أخرى , ومن غير المستبعد حقيقة أن يكون الموساد “الإسرائيلي” والـCIA ضالعين في تدبير حادث اغتيال الحريري بغية زعزعة الاستقرار في المنطقة وعودة الصراع اللبناني لخدمة المصالح “الإسرائيلية” , وإعادته إلى دوامة الصراعات والحروب الاقتصادية خاصة بعد الحديث حول حق “إسرائيل” في الحصول على الماء والغاز , وما من شك أن عملية اغتيال الحريري هي إحدى الضربات الموجهة للاقتصاد اللبناني.
لم يفت المحللون الاقتصاديون , ما قد تخلفه عملية اغتيال الحريري من آثار على الاقتصاد اللبناني والعربي , مثلما تحدث نظراؤهم السياسيون عن تداعيات اغتيال السياسي اللبناني الثري على الساحتين المحلية والإقليمية , فقد توقع أكثر من خبير تداعيات فادحة , وحالة من عدم الاستقرار يشهدها لبنان في أعقاب غياب الحريري .. ومن بين هؤلاء الدكتور حمدي عبد العظيم عميد أكاديمية السادات للعلوم الإدارية ؛ الذي التقاه “المسلم” , وأجرى معه هذا الحوار الذي تمحور حول لبنان ما بعد الحريري , والذي توقع فيه الدكتور عبد العظيم حالة من عدم الاستقرار يشهدها لبنان خلال الأسابيع القادمة وقد تزداد سوءا في حال شهدت الأراضي اللبنانية اضطرابا بين الطوائف المختلفة من سنة وشيعة ودروز ومارون وغيرهم 0
وأكد فيه أن اغتيال الحريري له دلالة اقتصادية تتمثل في ضرب فكرة الاقتصاد الليبرالي الذي تبناه الراحل في انتهاج الاقتصاد الحر القائم على التوسع في الخصخصة وتدعيم سوق المال والبورصة اللبنانية وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وعودة للمهاجرين المستثمرين اللبنانيين من بلاد المهجر0
وأشار إلى أن الحريري نجح أيضا في الحصول على تمويل من المؤسسات المالية العالمية للبنان سواء الصندوق أو البنك الدولي أو الهيئات المانحة التابعة للأمم المتحدة وان المساعدات للبنان زادت في الفترة التي تولاها.
نص الحوار :
س / هل معنى ذلك أن الحريري تم إجهاض أفكاره الخاصة بإعادة التعمير ؟
ج / ما حدث هو مقصود وفعليا لإجهاض مشروعات الحريري خاصة فيما يعرف بمشروعات إعادة الإعمار في لبنان والتي حوربت من جهات داخلية وخارجية تسعى لإزاحة لبنان وإشعال الطائفية الضارة باقتصاديات الدولة اللبنانية 00
س / لماذا توقف أو سيتوقف مشروع إعادة الإعمار ؟
ج / الحريري بعد نجاحه في جذب الاستثمار الخارجية وفى ظل الفساد الذي كان موجودا في لبنان قبل وصول الحريري للسلطة أدى إلى تربح العديد على حساب الاقتصاد اللبناني , والحريري من جانب آخر قام بإجراء برامج لمكافحة الفساد لإجراء إصلاحات توقف انهيار الليرة اللبنانية ( لكن الفساد الداخلي كان أقوى من الحريري ولم تظهر إنجازاته في الإعمار ) 0
س / ما هو الأثر على الليرة اللبنانية بعد اغتياله ؟
ج / من المؤكد أن قيمة العملة اللبنانية ستتعرض لاهتزاز , لأن الاغتيال له مساوئه الكثيرة , وذلك إذا ما أخذنا بالاعتبار توافر الحريري على شخصية تتمتع بقبول سياسي واقتصادي0
وبالطبع , فإن ذلك سوف يؤثر على قيمة العملة اللبنانية وبالتالي انخفاض قيمتها , ومن المتوقع كذلك أن تزداد معدلات التضخم مع إصابة البنوك اللبنانية بشلل مالي وهيكلي بسبب سحب الودائع من البنوك وانخفاض السيولة واهتزاز المراكز المالية للبنوك وصعوبة سيطرة البنك المركزي اللبناني على المصارف اللبنانية
س / السياحة “الإسرائيلية” هل تنتعش على حساب لبنان ومدى تأثر السياحة اللبنانية؟
ج /لبنان بلد سياحي واغلب دخله القومي يرتكز عليها , ومعلوم أن السياحة اللبنانية قد ازدهرت مؤخرا خاصة السياحة الوافدة من الخليج (السعودية والإمارات) والحادث الأخير من شانه أن يعرض حركة السياحة لانتكاسة , ما يؤدي بدوره إلى انخفاض معدل نمو الدخل اللبناني وارتفاع معدلات البطالة من جديد.
وعلى صعيد آخر نلاحظ أن “إسرائيل” مستفيدة تماما من السياحة الهاربة من لبنان والمتوقع أن تشهد السياحة “الإسرائيلية” ازدهاراً في المستقبل القريب على حساب لبنان وبعد التقارب المصري “الإسرائيلي” المترافق مع مؤتمر شرم الشيخ الأخير, حيث ينتظر أن يعود النشاط مجدداً لمنفذي رفح وطابا على الحدود المصرية
س / هل الاستثمار الأجنبي سيتأثر باغتيال الحريري , وما هو الموقف بالنسبة للاستثمار الخليجي , وماذا عن الأمير الوليد بن طلال تحديداً؟
ج / من المتوقع أن يؤدي اغتياله إلى هروب الاستثمارات الأجنبية الموجودة حاليا بلبنان وأيضا عزوف راس المال الذي كان يرغب في الاستثمار بالداخل , وتغييره لوجهته الاستثمارية إن إلى “إسرائيل” أو أمريكا أو أوروبا , كما أن التداعيات السلبية المتوقعة يمكن حصرها في زيادة معدلات تحويلات اللبنانيين للخارج وازدياد حركة هجرة رؤوس أموال اللبنانيين الذين يعيشون في المهجر والذين سبق أن رغبوا في عودة أموالهم إلى موطنهم الأصلي (لبنان) بعد حركة الاستقرار التي شهدتها في عهد الحريري ونفس الوضع ينطبق على الاستثمارات الخليجية لاسيما استثمارات الأمير الوليد بن طلال , الذي هو بالأساس مستثمر يرغب في الربح وتعنيه قضية الأمن لاستثماراته سواء في لبنان أو غيرها , غير أن الأمير كونه يحمل الجنسية اللبنانية قد يجعله ذلك غير راغب في خروج أمواله من لبنان.
س : هل تتوقع انهيار اتفاق الطائف وعودة الصراع وانتهاء مشروع إعادة الإعمار ومن المسئول في رأيك عن اغتيال الحريري ؟
ج / سعى الحريري إلى عقد مؤتمر الطائف للوحدة الوطنية وتوزيع الثروة والسلطة في لبنان ونجح في ذلك ولكن الاضطرابات الأخيرة قد تعمل على عودتها مرة أخرى واشتعال الصراعات الطائفية مرة أخرى , ومن غير المستبعد حقيقة أن يكون الموساد “الإسرائيلي” والـCIA ضالعين في تدبير حادث اغتيال الحريري بغية زعزعة الاستقرار في المنطقة وعودة الصراع اللبناني لخدمة المصالح “الإسرائيلية” , وإعادته إلى دوامة الصراعات والحروب الاقتصادية خاصة بعد الحديث حول حق “إسرائيل” في الحصول على الماء والغاز , وما من شك أن عملية اغتيال الحريري هي إحدى الضربات الموجهة للاقتصاد اللبناني.
Hijri Date Correction:
1