غزة خاص بـ”المسلم” على الرغم من عمليات التوغل والاجتياح التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا ولأجزاء من شمال قطاع غزة، نجحت المقاومة الفلسطينية في إطلاق صواريخ القسام على بلدة “سديروت” اليهودية، ما أثار من جديد مسألة جدوى العملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل بذريعة إقامة حزام أمني لمنع إطلاق صواريخ القسام، ويبدو أن العملية الإسرائيلية الأخيرة قد فشلت في مهمتها لإبعاد خطر صواريخ القسام، ما يؤكد أن حل القضية لن تحسمه الآلة العسكرية الإسرائيلية.
موقع “المسلم” أجرى هذا الحوار مع “أبي عبير”، وهو أحد القادة الميدانيين لألوية الناصر صلاح الدين المسؤولة عن إطلاق صواريخ “ناصر 3” المصنعة محلياً. “أبو عبير” تحدث بصراحة عن الحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، وعن تطوير صاروخ آخر من نوع ” ناصر 4″، وعن تركيبة هذه الصواريخ، وعن المختبرات المقامة تحت الأرض، وعن المواد المستعملة في تركيبة الصاروخ، وعن إمكانية تطوير صاروخ قادر على إسقاط الطائرات الإسرائيلية، وعن من أسماهم “اللقطاء” من جنود الجيش الإسرائيلي، الذين يقتلون ويدفنون دون الإعلان عن ذلك… والمزيد المزيد.
كيف تفسر نجاح المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ باتجاه بلدة “سديروت” على الرغم من اجتياح جيش الاحتلال لقطاع غزة؟
شارون يشعر بالهزيمة من مخيم جباليا منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة، لذلك هو يتوعد بسحق المقاومة؛ لأنها شوكة في حلقه منذ ذلك الحين، ولكن رغم الاجتياح المتواصل المقاومة الفلسطينية لها أعين على الأرض، ولها مجاهدون داخل أراضي بيت حانون وجباليا، وهناك وحدة تسمى بالوحدة الصاروخية، والتي تطلق الصواريخ عند تلقيها أي أمر عسكري من القيادة العسكرية، وإطلاق الصواريخ هو ردنا على الاحتلال الغاشم وعلى الاغتيالات.
ولكن كيف تفسر قدرتكم على إطلاق الصواريخ رغم الاجتياح؟ هل ما زال رجال المقاومة في مواقع متقدمة؟
بالفعل الوحدة الصاروخية لا تتبع الوحدة الميدانية أو وحدة الاقتحام أو وحدة الرد.. هناك مجموعات عسكرية منفصلة عن بعضها البعض، وتأخذ قراراتها من قيادة المقاومة وقتما تراه مناسباً رداً على أي عملية اغتيال، إحدى هذه المجموعات استهدفت قبل عدة أيام من طائرة استطلاع صهيونية، إذ إنهم لا يستخدمون طائرات الأباتشي بسب الضجيج الذي تسمعه، وحقيقة استخدام طائرات الاستطلاع للاغتيالات كانت غائبة عن المقاومة، لكن المقاومة تمكنت من الحصول على معلومات دقيقة عن طائرة الاستطلاع وماهيتها، وكيف تطلق الصواريخ ونوعيتها، ومخيم جباليا تحول إلى مصيدة لجيش الاحتلال، حيث تمكنت المقاومة من زرع العبوات، وهناك صواريخ (أرض_ أرض) تطلقها المقاومة الفلسطينية على الدبابات، ونؤكد أن هذه الحملة ستكون فاشلة كالحملة التي سبقتها في بيت حانون، ونجحت المقاومة بإطلاق 60 صاروخاً خلال 40 يوماً.
هل تريد القول إن هذه المجموعات تتخندق تحت الأرض الآن وراء صفوف جيش الاحتلال، وتتمكن من إطلاق الصواريخ؟
نعم هذا هو قدرهم.. العدو من أمامهم وبلدة سديروت من خلفهم والخيار الوحيد هو قصف سديروت حتى يعود العدو خائباً، وأقول: إن هناك خنادق تحت الأرض وفوق الأرض، هناك بيوت لا يعرفها خاصة بالمجاهدين الذين يتخندقون بها، ويستطيعون إطلاق الصواريخ في أي وقت حتى لو احتلت بيت حانون وبيت لاهيا بالكامل، وأؤكد أن المنطقة الشمالية لقطاع غزة مليئة بصواريخ القسام والناصر 3 ، وهي على أهبة الاستعداد لإطلاقها، وستطلق فعلاً في الأيام القليلة القادمة في محاولة للرد المتواصل على عنجهية الاحتلال، ولا شك في أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن توجد توازناً للرعب ما بيننا وبين العدو الذي بات يقر بهزيمته. ونحن نطور مدى هذه الصواريخ إلى أبعد من 12 كيلو متراً، وحتى لو احتلت غزة ستطلق الصواريخ من المنطقة الوسطى، وستكون موجهة إلى العمق الصهيوني.
كيف تستطيعون تصنيع الصواريخ على الرغم من القصف المستمر لورش الحدادة التي تدعي إسرائيل أنها تستخدم لتصنيع الصواريخ؟ هل لديكم مختبرات سرية تحت الأرض تستخدم لهذا الغرض؟
المقاومة الفلسطينية قادرة على اختراق التكنولوجيا الصهيونية مهما بلغت من تطور، والدليل عل ذلك تمكن المقاومة من تفجير دبابة “الميركافا” التي تعد الدبابة الأكثر تحصيناً في العالم، من واجب المقاومة الحفاظ على حياة أبناء شعبنا الفلسطيني، لذلك لا نزج بهم، ونحن لسنا بأغبياء لكي نتخذ من المحال التجارية العامة مكاناً لتصنيع هذه الصواريخ، هناك العشرات من المحال الخاصة بالمقاومة تحت الأرض وفوق الأرض التي ليس بالإمكان رصدها من قبل العدو لا من الطائرات ولا من الدبابات أو حتى من عملاء الاحتلال.
إسرائيل تتهم حزب الله بالوقوف وراء تزويد المقاومة الفلسطينية بتكنولوجيا تصنيع الصواريخ المحلية.. ما صحة هذه الادعاءات؟
هذه ادعاءات كاذبة، وعلى العدو أن يعلم أن الشعب الفلسطيني كان قبل الاحتلال من أكثر الشعوب تطوراً وتعليماً، والعقل الفلسطيني متطور باستطاعته أن يسحق أي هندسة أو آلة تقابله، هذا محض افتراء فقط حزب الله لا يدعم الانتفاضة الفلسطينية إلا معنوياً عبر شاشات التلفاز، والدعم المادي والمعنوي لتصنيع هذه الصواريخ يأتي من أبناء شعبنا الفلسطيني، ومن رواتب الناس ومن حلي ومجوهرات النساء الفلسطينيات.
فيما يتعلق بتطوير هذه الصواريخ أنتم نشرتم شريط فيديو يظهر تمكنكم من إطلاق ستة صواريخ دفعة واحدة، ومن راجم صواريخ واحد، ماذا يعني هذا التطوير بالنسبة لكم؟
هذا التطوير خاص بالوحدة الصاروخية، هناك صواريخ قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى، هذه الصواريخ التي أطلقت مؤخراً هي عبارة عن ستة صواريخ تطلق براجمة واحدة، وتطلق عبر ساعة موقوتة أو حسب بطارية خاصة، وهذا التحديث جاء ليقلل من عدد الخسائر في صفوف المقاومين الفلسطينيين، ونحن نتوعدهم بالمزيد الذي لم يروه من قبل.
هناك حديث عن إمكانية تطوير صواريخ بعيدة المدى قد تطال اشكلون واسدود، وتصل إلى العمق الإسرائيلي؟
لن يهدأ لنا بال حتى نرى العدو مهزوماً لا أمن له ما دام الشعب الفلسطيني لا يعيش بأمان، وجميع البلدات الصهيونية شمال شرق قطاع غزة غير آمنة، سواء اشكلون أو عسقلان أو ما شابه ذلك فستطالها الصواريخ، وكما يرحل أهالي بلدة سديروت على الجميع أن يجهزوا أنفسهم للرحيل؛ لأن الغضب الفلسطيني قادم إليهم لا محالة؛ لأن هذا هو السلام والأمن الذي وعدهم به شارون.
هل لك أن تعطينا فكرة عن طبيعة صاروخ الناصر 3 والناصر4.
الناصر 3 يبلغ طوله 180 سنتيمتراً، ولكن الناصر 4 يبلغ مترين و30 سنتميتراً، منها 180 سنتميتر عبارة عن جسد الصاروخ، الذي يحمل المواد المشتعلة ومواد الدفع التي تدفع بجسد الصاروخ إلى أعلى و50 سنتميتراً الرأس المتفجر، وهو عبارة عن نصفين تقوم المقاومة الفلسطينية بملئه بالعديد من البراغي والمسامير والحديد الصغير المبسط، ثم نقوم بوضع المواد المتفجرة، ونقوم باقفال الرأس بواسطة غراء خاص، ثم نقوم بتثبت الرأس المتفجر بجسد الصاروخ عبر ماسورة وإطلاق الصاروخ يتم عبر بطاريات أو أسلاك معينة أو ساعة موقوتة، والتطوير الذي أدخلناه على الصاروخ هو أن الصاعق أصبح من داخل جسد الصاروخ وليس من الرأس، وهذا يضمن حتمية انفجاره عندما يلامس أي شيء حتى لو لامس قطعة قماش، ولهذا أصبحت فاعلية الصاروخ أكبر خاصة أنه يحمل رأساً فتاكاً، ويزن الرأس المتفجر نحو 18 كيلو غراماً.
هل هناك خبراء في مجال الكيمياء يساعدونكم على إيجاد المعادلات الصحيحة؟
وحدة الهندسة الصاروخية لم تدخر أي جهد لتطوير الصاروخ، وهي من تصنيع أناس يفهمون بالكيمياء، ولكن هم من رجال المقاومة هم لم يدرسوا في الخارج ولكن من يبحث عن شيء يجده.
هل تستخدمون مواقع على شبكة الإنترنت لهذا الغرض؟
هناك معلومات داخلية وأخرى خارجية، ولكن لا أحد يمن علينا بهذه المعلومات، نأخذ بعض المعلومات عن شبكة الإنترنت العامة، ونحن استطعنا أن نخترق المواقع الأمريكية والصهيونية وتأخذ المقاومة هذه المعلومات وتقوم بتحليلها والإضافة عليها لمضاعفة فاعلية الصاروخ المدمرة، وجعلها أكثر تدميراً.
هل أطلقتم صواريخ من طراز الناصر 4؟
أطلقنا صاروخاً واحداً للتجربة، وسنجري بعض الإضافات المعينة على هذا الصاروخ، وسيطلق في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وإلى أي مدى سيصل الصاروخ؟
الناصر 3 يصل إلى مدى 11 كيلو متراً، والناصر 4 سيصل إلى 15 كيلومترا على الأقل.
هل أخطأت إسرائيل عندما كانت تعلن عن موقع سقوط الصواريخ في سديروت، وبالتالي استطعتم تطوير الصواريخ؟
العدو غبي والإعلام خدمنا كثيراً في ذلك، ونريد أن نؤكد أننا نمتلك خرائط خاصة ومفصلة استطعنا الحصول عليها لتحديد مسافة الصاروخ وأماكن سقوط الصواريخ، والدليل على ذلك أن الصواريخ في المدة الأخيرة قتلت وجرحت عدداً من الصهاينة، وهذا ليس بمحض الصدفة، فقد استطعنا تحديد المواقع التي تطلق منها الصواريخ وأي أهداف تصيب.
متى سيصل صاروخ القسام إلى الضفة الغربية المحتلة؟
هذا سؤال منوط بالجناح العسكري للفصائل الفلسطينية.
هل الصاروخ موجود في الضفة الغربية، ولكن لا يستخدم لأسباب إستراتيجية؟
لا أستطيع أن أقول أي شيء عن ذلك، ولكن أؤكد أن غالبية القرى اليهودية ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية التي سترعبهم _بإذن الله تعالى_ كما يزرعون الرعب في قلب الشعب الفلسطيني.
بعد تمكنكم من تفجير دبابة “الميركافا”، هل لديكم القدرة على تصنيع صواريخ قادرة على إسقاط الطائرات الحربية؟
المقاومة الفلسطينية تطور باستمرار كافة الوسائل لاستهداف الدبابات والطائرات، إذا امتلكت المقاومة صواريخ للطائرات فلن تتوانى لحظة عن إسقاطها؛ لأن المقاومة تعد العدة لمثل هذه الانتصارات القادمة _بإذن الله_.
هناك حديث عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لصواريخ “الفلاشت” المحرمة دولياً؟
العدو الصهيوني عودنا دائماً بتجريب كافة الأسلحة المصنعة أمريكياً ومحلياً لديه ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وسط صمت عربي وإسلامي ودولي إزاء استخدام طائرات الأباتشي ضدنا، وجرى استخدام قذائف مسمارية محرمة دولياً من دباباته التي تقصف المواطنيين العزل من التلال العالية.
يقال إنكم تكثفون إطلاق الصواريخ من أجل السيطرة على قطاع غزة فور انسحاب جيش الاحتلال منها وفق خطة شارون لفك الارتباط ، كيف تردون على ذلك؟
نحن لم نستغل أي موقف لنقول: إن شارون سينسحب تحت ضربات المقاومة هذا هو الواقع، المقاومة أرهقت شارون بالفعل لذلك يبحث في كيفية الانسحاب من قطاع غزة، ونحن نقول: إن انسحاب شارون سيأتي من إطلاق صواريخ القسام على بلدة سديروت وليس عن طريق المفاوضات، وشارون يواصل اجتياحاته ليثبت عكس ذلك، لكن لو احتل كل القطاع ودمر المخيمات سيخرج شبل من أشبال الإسلام ليرفع الراية ليثبت أنه دحر شارون.
هل من كلمة أخيرة توجهها عبر “المسلم”؟
أقول عبر “المسلم” لكل العرب والمسلمين أن يتقوا الله في أبناء الشعب الفلسطيني، في دموع الثكالى وأمهات الشهداء، ونسألهم أن لا يتخلوا عن الشعب الفلسطيني، ونقول: أن هذا الصمت من الأمتين العربية والإسلامية هو الذي فتح عيون شارون، وأؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يدافع عن فلسطين إنما عن المقدسات ويدافع عن شرف الأمة العربية والإسلامية التي يستبيحها العدو الصهيوني والأمريكي في العراق وباقي أرجاء المعمورة، وأريد أن أشير إلى أمر هام، وهو أن العدو الصهيوني يستعين باللقطاء وعناصر أنطوان لحد، الذين لا أهل لهم لاجتياح البلدات الفلسطينية حتى وإن قتلوا بفعل المقاومة لا يوجد من يطالب بجثثهم والعدو يقوم بدفنهم في مقبرة خاصة ولا يعلن عن مقتلهم كي لا يحدث ضجيجاً داخل المجتمع الإسرائيلي.
وما إثباتكم على ذلك؟
لقد قمنا بقتل عدد من هؤلاء في الأيام الأخيرة وشهود العيان في المنطقة أكدوا أنهم عثروا على أشلاء بعض الجنود المرتزقة، ومع هذا لم يعترف الاحتلال بوقوع قتلى في صفوفه.
موقع “المسلم” أجرى هذا الحوار مع “أبي عبير”، وهو أحد القادة الميدانيين لألوية الناصر صلاح الدين المسؤولة عن إطلاق صواريخ “ناصر 3” المصنعة محلياً. “أبو عبير” تحدث بصراحة عن الحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، وعن تطوير صاروخ آخر من نوع ” ناصر 4″، وعن تركيبة هذه الصواريخ، وعن المختبرات المقامة تحت الأرض، وعن المواد المستعملة في تركيبة الصاروخ، وعن إمكانية تطوير صاروخ قادر على إسقاط الطائرات الإسرائيلية، وعن من أسماهم “اللقطاء” من جنود الجيش الإسرائيلي، الذين يقتلون ويدفنون دون الإعلان عن ذلك… والمزيد المزيد.
كيف تفسر نجاح المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ باتجاه بلدة “سديروت” على الرغم من اجتياح جيش الاحتلال لقطاع غزة؟
شارون يشعر بالهزيمة من مخيم جباليا منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة، لذلك هو يتوعد بسحق المقاومة؛ لأنها شوكة في حلقه منذ ذلك الحين، ولكن رغم الاجتياح المتواصل المقاومة الفلسطينية لها أعين على الأرض، ولها مجاهدون داخل أراضي بيت حانون وجباليا، وهناك وحدة تسمى بالوحدة الصاروخية، والتي تطلق الصواريخ عند تلقيها أي أمر عسكري من القيادة العسكرية، وإطلاق الصواريخ هو ردنا على الاحتلال الغاشم وعلى الاغتيالات.
ولكن كيف تفسر قدرتكم على إطلاق الصواريخ رغم الاجتياح؟ هل ما زال رجال المقاومة في مواقع متقدمة؟
بالفعل الوحدة الصاروخية لا تتبع الوحدة الميدانية أو وحدة الاقتحام أو وحدة الرد.. هناك مجموعات عسكرية منفصلة عن بعضها البعض، وتأخذ قراراتها من قيادة المقاومة وقتما تراه مناسباً رداً على أي عملية اغتيال، إحدى هذه المجموعات استهدفت قبل عدة أيام من طائرة استطلاع صهيونية، إذ إنهم لا يستخدمون طائرات الأباتشي بسب الضجيج الذي تسمعه، وحقيقة استخدام طائرات الاستطلاع للاغتيالات كانت غائبة عن المقاومة، لكن المقاومة تمكنت من الحصول على معلومات دقيقة عن طائرة الاستطلاع وماهيتها، وكيف تطلق الصواريخ ونوعيتها، ومخيم جباليا تحول إلى مصيدة لجيش الاحتلال، حيث تمكنت المقاومة من زرع العبوات، وهناك صواريخ (أرض_ أرض) تطلقها المقاومة الفلسطينية على الدبابات، ونؤكد أن هذه الحملة ستكون فاشلة كالحملة التي سبقتها في بيت حانون، ونجحت المقاومة بإطلاق 60 صاروخاً خلال 40 يوماً.
هل تريد القول إن هذه المجموعات تتخندق تحت الأرض الآن وراء صفوف جيش الاحتلال، وتتمكن من إطلاق الصواريخ؟
نعم هذا هو قدرهم.. العدو من أمامهم وبلدة سديروت من خلفهم والخيار الوحيد هو قصف سديروت حتى يعود العدو خائباً، وأقول: إن هناك خنادق تحت الأرض وفوق الأرض، هناك بيوت لا يعرفها خاصة بالمجاهدين الذين يتخندقون بها، ويستطيعون إطلاق الصواريخ في أي وقت حتى لو احتلت بيت حانون وبيت لاهيا بالكامل، وأؤكد أن المنطقة الشمالية لقطاع غزة مليئة بصواريخ القسام والناصر 3 ، وهي على أهبة الاستعداد لإطلاقها، وستطلق فعلاً في الأيام القليلة القادمة في محاولة للرد المتواصل على عنجهية الاحتلال، ولا شك في أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن توجد توازناً للرعب ما بيننا وبين العدو الذي بات يقر بهزيمته. ونحن نطور مدى هذه الصواريخ إلى أبعد من 12 كيلو متراً، وحتى لو احتلت غزة ستطلق الصواريخ من المنطقة الوسطى، وستكون موجهة إلى العمق الصهيوني.
كيف تستطيعون تصنيع الصواريخ على الرغم من القصف المستمر لورش الحدادة التي تدعي إسرائيل أنها تستخدم لتصنيع الصواريخ؟ هل لديكم مختبرات سرية تحت الأرض تستخدم لهذا الغرض؟
المقاومة الفلسطينية قادرة على اختراق التكنولوجيا الصهيونية مهما بلغت من تطور، والدليل عل ذلك تمكن المقاومة من تفجير دبابة “الميركافا” التي تعد الدبابة الأكثر تحصيناً في العالم، من واجب المقاومة الحفاظ على حياة أبناء شعبنا الفلسطيني، لذلك لا نزج بهم، ونحن لسنا بأغبياء لكي نتخذ من المحال التجارية العامة مكاناً لتصنيع هذه الصواريخ، هناك العشرات من المحال الخاصة بالمقاومة تحت الأرض وفوق الأرض التي ليس بالإمكان رصدها من قبل العدو لا من الطائرات ولا من الدبابات أو حتى من عملاء الاحتلال.
إسرائيل تتهم حزب الله بالوقوف وراء تزويد المقاومة الفلسطينية بتكنولوجيا تصنيع الصواريخ المحلية.. ما صحة هذه الادعاءات؟
هذه ادعاءات كاذبة، وعلى العدو أن يعلم أن الشعب الفلسطيني كان قبل الاحتلال من أكثر الشعوب تطوراً وتعليماً، والعقل الفلسطيني متطور باستطاعته أن يسحق أي هندسة أو آلة تقابله، هذا محض افتراء فقط حزب الله لا يدعم الانتفاضة الفلسطينية إلا معنوياً عبر شاشات التلفاز، والدعم المادي والمعنوي لتصنيع هذه الصواريخ يأتي من أبناء شعبنا الفلسطيني، ومن رواتب الناس ومن حلي ومجوهرات النساء الفلسطينيات.
فيما يتعلق بتطوير هذه الصواريخ أنتم نشرتم شريط فيديو يظهر تمكنكم من إطلاق ستة صواريخ دفعة واحدة، ومن راجم صواريخ واحد، ماذا يعني هذا التطوير بالنسبة لكم؟
هذا التطوير خاص بالوحدة الصاروخية، هناك صواريخ قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى، هذه الصواريخ التي أطلقت مؤخراً هي عبارة عن ستة صواريخ تطلق براجمة واحدة، وتطلق عبر ساعة موقوتة أو حسب بطارية خاصة، وهذا التحديث جاء ليقلل من عدد الخسائر في صفوف المقاومين الفلسطينيين، ونحن نتوعدهم بالمزيد الذي لم يروه من قبل.
هناك حديث عن إمكانية تطوير صواريخ بعيدة المدى قد تطال اشكلون واسدود، وتصل إلى العمق الإسرائيلي؟
لن يهدأ لنا بال حتى نرى العدو مهزوماً لا أمن له ما دام الشعب الفلسطيني لا يعيش بأمان، وجميع البلدات الصهيونية شمال شرق قطاع غزة غير آمنة، سواء اشكلون أو عسقلان أو ما شابه ذلك فستطالها الصواريخ، وكما يرحل أهالي بلدة سديروت على الجميع أن يجهزوا أنفسهم للرحيل؛ لأن الغضب الفلسطيني قادم إليهم لا محالة؛ لأن هذا هو السلام والأمن الذي وعدهم به شارون.
هل لك أن تعطينا فكرة عن طبيعة صاروخ الناصر 3 والناصر4.
الناصر 3 يبلغ طوله 180 سنتيمتراً، ولكن الناصر 4 يبلغ مترين و30 سنتميتراً، منها 180 سنتميتر عبارة عن جسد الصاروخ، الذي يحمل المواد المشتعلة ومواد الدفع التي تدفع بجسد الصاروخ إلى أعلى و50 سنتميتراً الرأس المتفجر، وهو عبارة عن نصفين تقوم المقاومة الفلسطينية بملئه بالعديد من البراغي والمسامير والحديد الصغير المبسط، ثم نقوم بوضع المواد المتفجرة، ونقوم باقفال الرأس بواسطة غراء خاص، ثم نقوم بتثبت الرأس المتفجر بجسد الصاروخ عبر ماسورة وإطلاق الصاروخ يتم عبر بطاريات أو أسلاك معينة أو ساعة موقوتة، والتطوير الذي أدخلناه على الصاروخ هو أن الصاعق أصبح من داخل جسد الصاروخ وليس من الرأس، وهذا يضمن حتمية انفجاره عندما يلامس أي شيء حتى لو لامس قطعة قماش، ولهذا أصبحت فاعلية الصاروخ أكبر خاصة أنه يحمل رأساً فتاكاً، ويزن الرأس المتفجر نحو 18 كيلو غراماً.
هل هناك خبراء في مجال الكيمياء يساعدونكم على إيجاد المعادلات الصحيحة؟
وحدة الهندسة الصاروخية لم تدخر أي جهد لتطوير الصاروخ، وهي من تصنيع أناس يفهمون بالكيمياء، ولكن هم من رجال المقاومة هم لم يدرسوا في الخارج ولكن من يبحث عن شيء يجده.
هل تستخدمون مواقع على شبكة الإنترنت لهذا الغرض؟
هناك معلومات داخلية وأخرى خارجية، ولكن لا أحد يمن علينا بهذه المعلومات، نأخذ بعض المعلومات عن شبكة الإنترنت العامة، ونحن استطعنا أن نخترق المواقع الأمريكية والصهيونية وتأخذ المقاومة هذه المعلومات وتقوم بتحليلها والإضافة عليها لمضاعفة فاعلية الصاروخ المدمرة، وجعلها أكثر تدميراً.
هل أطلقتم صواريخ من طراز الناصر 4؟
أطلقنا صاروخاً واحداً للتجربة، وسنجري بعض الإضافات المعينة على هذا الصاروخ، وسيطلق في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وإلى أي مدى سيصل الصاروخ؟
الناصر 3 يصل إلى مدى 11 كيلو متراً، والناصر 4 سيصل إلى 15 كيلومترا على الأقل.
هل أخطأت إسرائيل عندما كانت تعلن عن موقع سقوط الصواريخ في سديروت، وبالتالي استطعتم تطوير الصواريخ؟
العدو غبي والإعلام خدمنا كثيراً في ذلك، ونريد أن نؤكد أننا نمتلك خرائط خاصة ومفصلة استطعنا الحصول عليها لتحديد مسافة الصاروخ وأماكن سقوط الصواريخ، والدليل على ذلك أن الصواريخ في المدة الأخيرة قتلت وجرحت عدداً من الصهاينة، وهذا ليس بمحض الصدفة، فقد استطعنا تحديد المواقع التي تطلق منها الصواريخ وأي أهداف تصيب.
متى سيصل صاروخ القسام إلى الضفة الغربية المحتلة؟
هذا سؤال منوط بالجناح العسكري للفصائل الفلسطينية.
هل الصاروخ موجود في الضفة الغربية، ولكن لا يستخدم لأسباب إستراتيجية؟
لا أستطيع أن أقول أي شيء عن ذلك، ولكن أؤكد أن غالبية القرى اليهودية ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية التي سترعبهم _بإذن الله تعالى_ كما يزرعون الرعب في قلب الشعب الفلسطيني.
بعد تمكنكم من تفجير دبابة “الميركافا”، هل لديكم القدرة على تصنيع صواريخ قادرة على إسقاط الطائرات الحربية؟
المقاومة الفلسطينية تطور باستمرار كافة الوسائل لاستهداف الدبابات والطائرات، إذا امتلكت المقاومة صواريخ للطائرات فلن تتوانى لحظة عن إسقاطها؛ لأن المقاومة تعد العدة لمثل هذه الانتصارات القادمة _بإذن الله_.
هناك حديث عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لصواريخ “الفلاشت” المحرمة دولياً؟
العدو الصهيوني عودنا دائماً بتجريب كافة الأسلحة المصنعة أمريكياً ومحلياً لديه ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وسط صمت عربي وإسلامي ودولي إزاء استخدام طائرات الأباتشي ضدنا، وجرى استخدام قذائف مسمارية محرمة دولياً من دباباته التي تقصف المواطنيين العزل من التلال العالية.
يقال إنكم تكثفون إطلاق الصواريخ من أجل السيطرة على قطاع غزة فور انسحاب جيش الاحتلال منها وفق خطة شارون لفك الارتباط ، كيف تردون على ذلك؟
نحن لم نستغل أي موقف لنقول: إن شارون سينسحب تحت ضربات المقاومة هذا هو الواقع، المقاومة أرهقت شارون بالفعل لذلك يبحث في كيفية الانسحاب من قطاع غزة، ونحن نقول: إن انسحاب شارون سيأتي من إطلاق صواريخ القسام على بلدة سديروت وليس عن طريق المفاوضات، وشارون يواصل اجتياحاته ليثبت عكس ذلك، لكن لو احتل كل القطاع ودمر المخيمات سيخرج شبل من أشبال الإسلام ليرفع الراية ليثبت أنه دحر شارون.
هل من كلمة أخيرة توجهها عبر “المسلم”؟
أقول عبر “المسلم” لكل العرب والمسلمين أن يتقوا الله في أبناء الشعب الفلسطيني، في دموع الثكالى وأمهات الشهداء، ونسألهم أن لا يتخلوا عن الشعب الفلسطيني، ونقول: أن هذا الصمت من الأمتين العربية والإسلامية هو الذي فتح عيون شارون، وأؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يدافع عن فلسطين إنما عن المقدسات ويدافع عن شرف الأمة العربية والإسلامية التي يستبيحها العدو الصهيوني والأمريكي في العراق وباقي أرجاء المعمورة، وأريد أن أشير إلى أمر هام، وهو أن العدو الصهيوني يستعين باللقطاء وعناصر أنطوان لحد، الذين لا أهل لهم لاجتياح البلدات الفلسطينية حتى وإن قتلوا بفعل المقاومة لا يوجد من يطالب بجثثهم والعدو يقوم بدفنهم في مقبرة خاصة ولا يعلن عن مقتلهم كي لا يحدث ضجيجاً داخل المجتمع الإسرائيلي.
وما إثباتكم على ذلك؟
لقد قمنا بقتل عدد من هؤلاء في الأيام الأخيرة وشهود العيان في المنطقة أكدوا أنهم عثروا على أشلاء بعض الجنود المرتزقة، ومع هذا لم يعترف الاحتلال بوقوع قتلى في صفوفه.