من الظواهر اللافتة في تطورات القضية الفلسطينية مؤخراً أن الأطراف المشاركين في الصراع يتشكلون على مستويات متباينة من التأثير والتأثر ، والأمر أشبه بمسرح للعرائس مكون من عدة طوابق بعضها فوق بعض ، فمن يدير الأحداث على المسرح الأول هو بدوره يتحرك على مسرح ثان يُحرك عرائسه أطراف أخرى ، وهكذا…
وفي الأحداث الأخيرة كان أبرز اللاعبين : عرفات ، قيادات أمنية ، عناصر مسلحة من شهداء الأقصى ، وهناك الوسيط المصري المتمثل في اللواء عمر سليمان ، كما هناك أحمد قريع، ومحمد دحلان، وغيرهم ، وبينما تركزت الأحداث الرئيسة في المناوشات بين المسؤولين الأمنيين الذين تم اختطافهم وبين عناصر فتح ، فإنه كان واضحاً أن جناح محمد دحلان داخل فتح يحرك هذه الأحداث ، لكن دحلان لا يتحرك من تلقاء نفسه ، فمن ورائه تقف جهات عربية وأمريكية وإسرائيلية داعمة تصدر له تعليمات إدارة الصراع ، أما عرفات الذي يحرك القيادات الأمنية ، فيبدو من ورائه الضغط المصري عن طريق اللواء سليمان الذي أمهل عرفات مهلة شهرين – أوشكت على الانتهاء – لتنفيذ الإصلاحات، وهو ما دفع عرفات لإصدار قرارته المتخبطة ، ومن وراء الدور المصري تقف الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية يمارسان ضغوطهما على مصر لتكثيف جهودها ..
ومن يريد أن يفهم حقيقة ما يجري في غزة الآن ، أمامه ثلاثة مستويات للتحليل ، أولها : ما يجري على أرض الواقع من اشتباك دموي بين الأطراف التنفيذية المتمثلة في عناصر شهداء الأقصى والقيادات الأمنية ، وثانيها : ما يحدث داخل حركة فتح من صراع وتدافع بين مراكز القوى، والتي يختلف توافقها من عدمه مع عرفات بحسب قدرتها على لملمة الأمور والنفوذ والأموال بعد غيابه عن الساحة ، وثالثها : التدافع والتوافق المصلحي بين جهات عربية وبين الطرفين الأمريكي والإسرائيلي ..
ولمزيد من الإيضاح، نقول: إن آرئيل شارون رسم سيناريو لتنفيذ خطته بالانسحاب أحادي الجانب من غزة، والتي وضع لها موعداً بعيداً في عام 2005م لأسباب غامضة ، وذلك حتى يتسنى تحقيق عدة أمور : أولها : مجيء إدارة أمريكية جديدة تكون متفرغة لممارسة ضغوط أكثر قوة على الأطراف العربية والفلسطينية. وثانيها : حتى يتم إنهاء مرحلة السلطة الفلسطينية عن طريق تفكيكها تدريجياً مع الضغط على عرفات لإصدار نوعية معينة من القرارات يمكن تسميتها ” قرارات الرصاصة الأخيرة “. وثالثها : حتى يتم الوصول إلى آلية لاستيعاب حماس سياسياً مع ضمان عدم حصولها على مكاسب ملموسة من ذلك ، وأهم الوسائل في هذا المجال تصفية القيادات البارزة في الداخل لإضعاف قرار الحركة السياسي. رابعها : فسح المجال لتصفية الصراع داخل فتح لصالح مراكز القوى الموالية لإسرائيل ، أو على الأقل فتح باب التنافس في هذا المجال ، وهو ما تجري أحداثه حالياً في الضفة وغزة ، والصراع ليس فقط من أجل سحب الصلاحيات والسلطات من عرفات ، بل هناك صراع أشد خطورة يدور بين مراكز القوى داخل فتح حول من يخلف عرفات في نفوذه وسلطاته بعد موته ..
ومن اللافت أيضاً أن التطورات الأخيرة تكشف عن اتجاهين متعاكسين، فالسلطة وفتح يتم تفكيكهما بنجاح كبير ، بينما فشلت كل جهود تفكيك حركتي حماس والجهاد، بل جمعت تلك التطورات بينهما على نحو غير مسبوق ، وهذا يعني أن الأحداث الحالية تقدم خلاصتها في كلمات قصيرة للشعب الفلسطيني : طريق الحرية يمر فقط على فصائل المقاومة الإسلامية ..
ينشر بالتزامن مع المحايد
وفي الأحداث الأخيرة كان أبرز اللاعبين : عرفات ، قيادات أمنية ، عناصر مسلحة من شهداء الأقصى ، وهناك الوسيط المصري المتمثل في اللواء عمر سليمان ، كما هناك أحمد قريع، ومحمد دحلان، وغيرهم ، وبينما تركزت الأحداث الرئيسة في المناوشات بين المسؤولين الأمنيين الذين تم اختطافهم وبين عناصر فتح ، فإنه كان واضحاً أن جناح محمد دحلان داخل فتح يحرك هذه الأحداث ، لكن دحلان لا يتحرك من تلقاء نفسه ، فمن ورائه تقف جهات عربية وأمريكية وإسرائيلية داعمة تصدر له تعليمات إدارة الصراع ، أما عرفات الذي يحرك القيادات الأمنية ، فيبدو من ورائه الضغط المصري عن طريق اللواء سليمان الذي أمهل عرفات مهلة شهرين – أوشكت على الانتهاء – لتنفيذ الإصلاحات، وهو ما دفع عرفات لإصدار قرارته المتخبطة ، ومن وراء الدور المصري تقف الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية يمارسان ضغوطهما على مصر لتكثيف جهودها ..
ومن يريد أن يفهم حقيقة ما يجري في غزة الآن ، أمامه ثلاثة مستويات للتحليل ، أولها : ما يجري على أرض الواقع من اشتباك دموي بين الأطراف التنفيذية المتمثلة في عناصر شهداء الأقصى والقيادات الأمنية ، وثانيها : ما يحدث داخل حركة فتح من صراع وتدافع بين مراكز القوى، والتي يختلف توافقها من عدمه مع عرفات بحسب قدرتها على لملمة الأمور والنفوذ والأموال بعد غيابه عن الساحة ، وثالثها : التدافع والتوافق المصلحي بين جهات عربية وبين الطرفين الأمريكي والإسرائيلي ..
ولمزيد من الإيضاح، نقول: إن آرئيل شارون رسم سيناريو لتنفيذ خطته بالانسحاب أحادي الجانب من غزة، والتي وضع لها موعداً بعيداً في عام 2005م لأسباب غامضة ، وذلك حتى يتسنى تحقيق عدة أمور : أولها : مجيء إدارة أمريكية جديدة تكون متفرغة لممارسة ضغوط أكثر قوة على الأطراف العربية والفلسطينية. وثانيها : حتى يتم إنهاء مرحلة السلطة الفلسطينية عن طريق تفكيكها تدريجياً مع الضغط على عرفات لإصدار نوعية معينة من القرارات يمكن تسميتها ” قرارات الرصاصة الأخيرة “. وثالثها : حتى يتم الوصول إلى آلية لاستيعاب حماس سياسياً مع ضمان عدم حصولها على مكاسب ملموسة من ذلك ، وأهم الوسائل في هذا المجال تصفية القيادات البارزة في الداخل لإضعاف قرار الحركة السياسي. رابعها : فسح المجال لتصفية الصراع داخل فتح لصالح مراكز القوى الموالية لإسرائيل ، أو على الأقل فتح باب التنافس في هذا المجال ، وهو ما تجري أحداثه حالياً في الضفة وغزة ، والصراع ليس فقط من أجل سحب الصلاحيات والسلطات من عرفات ، بل هناك صراع أشد خطورة يدور بين مراكز القوى داخل فتح حول من يخلف عرفات في نفوذه وسلطاته بعد موته ..
ومن اللافت أيضاً أن التطورات الأخيرة تكشف عن اتجاهين متعاكسين، فالسلطة وفتح يتم تفكيكهما بنجاح كبير ، بينما فشلت كل جهود تفكيك حركتي حماس والجهاد، بل جمعت تلك التطورات بينهما على نحو غير مسبوق ، وهذا يعني أن الأحداث الحالية تقدم خلاصتها في كلمات قصيرة للشعب الفلسطيني : طريق الحرية يمر فقط على فصائل المقاومة الإسلامية ..
ينشر بالتزامن مع المحايد