معمر الخليل – المسلم
أسامة كامل – بغداد
صعقت الصور التي تم تسريبها من المعتقلات العراقية معظم الذين شاهدوها، فيما اعتبر آخرون أنها لم تكن لتضيف شيئاً لما يتوقعون حدوثه ويسمعون به من داخل تلك المعتقلات على يد الهمجية الأمريكية.
وربما كان هذا لسان حال الرئيس الأمريكية جورج بوش الذي ادعى أن تلك الصور لا تمثل كافة جميع الجنود الأمريكيين، في وقت أمر جيوشه أن تدك مدينة الفلوجة على مدى عشرين يوماً بالصواريخ والطائرات والمدفعيات، ما أدى لسقوط نحو ألف عراقي بريء، فقط لأن مجموعة صغيرة من المجاهدين قامت بقتل أربعة مدنيين أمريكيين.
معظم الدول والمنظمات العالمية أدانت ما تم كشفه من طريقة السادية التي يتعامل بها الجنود الأمريكيين مع معتقلين عراقيين مقيدين، في الوقت الذي تفضحه فيه صور أخرى، القتلى الأمريكيين على أيدي ذات العراقيين الأحرار في العراق، وهو ربما يعكس درجة الجبن والإحساس بالنقص والتشفي لدى الجنود الأمريكيين الذين يعلمون العراقيين في المعتقلات الديموقراطية وحقوق الإنسان الأمريكية.!!!
ولم تخرج ردود الأفعال العربية والعالمية عن المعهود، إذ أنها لم تتعدى سياسة التنديد والاستنكار والنقد.
الصور تتصدر الصحف:
وكانت الصور التي تم تسريبها من المعتقلات الأمريكية للأسرى العراقيين قد انتشرت في معظم وسائل الإعلام العالمية، حيث تصدر صور التعذيب الوحشي التي تعرض لها معتقلون عراقيون في سجن أبو غريب القريب من بغداد تليفزيونات ونشرات القنوات الإخبارية في العالم كما شغلت الصفحات الأولى للصحف الصادرة حول العالم.
وأولت العديد من الشبكات التليفزيونية اهتماماً كبيراً بهذه الصور التي عكست مدى القهر والهوان الذي يتعرض له الأسرى العراقيون في السجون التي تشرف عليها القوات الأمريكية، والتي أثارت حالة من الاستياء والتنديد بالقوات الأمريكية والاحتلال الأمريكي للعراق.
الصحافة المصرية:
طالبت صحيفة (الأهرام) المصرية بضرورة تشكيل محكمة دولية لمعاقبة مرتكبي جرائم الحرب ضد أبناء الشعب العراقي مؤكدة أن الممارسات العدوانية التي ترتكبها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق تشكل خرقا لقواعد القانون الدولي وجميع المواثيق والأعراف الانسانية0
وشددت (الأهرام) في تعليقها الرئيسي اليوم الأحد على أن صور التعذيب التي نشرتها وسائل الإعلام العالمية تكشف بوضوح زيف الدعاوى الأمريكية التي روجت لتبرير العدوان على العراق وتثبت استمرار النهج العدواني للمحتل داعية إلى ضرورة انسحاب قوات الاحتلال من العراق وتمكين الشعب العراقي من إدارة شؤون بلاده والسيطرة على مقدراته وإعطاء الأمم المتحدة دورها الفاعل لحل الأزمة العراقية بالطرق السياسية.
كما أكدت صحيفة (الجمهورية) المصرية أن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال في العراق يندى لها جبين الإنسانية مؤكدة أن كلمة فضيحة هي أقل بكثير مما تعبر عنه انتهاكات قوات الاحتلال الأمريكي لحقوق الإنسان العراقي0
وشددت الصحيفة على أن ما ارتكبته قوات الاحتلال في العراق تكشف الوجه الحقيقي لهذه القوات وزيف ادعاءات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تروجها واشنطن زورا وبهتانا
وانتقدت صحيفة (الخليج) الإماراتية بشدة الممارسات الأميركية في العراق، مؤكدة على أن ما يتعرض له السجناء العراقيون من سوء معاملة وامتهان للكرامة يفضح جانبا من ادعاءات الإدارة الأميركية حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان0
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها يوم أمس: ” إن ممارسات قوات الاحتلال الأميركي ضد الشعب العراقي من قهر وإذلال وتقتيل وتدمير يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العراق وقع تحت رحمة اللا نظام والفوضى وإهدار حرية الوطن والمواطن”0
ولفتت إلى أن ما كشفت عنه الشبكة التلفزيونية الأميركية (سى بى اس) من صور يندى لها الجبين حول ما يتعرض له السجناء العراقيون في العراق يعتبر أم الفضائح لدولة عظمى تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان0
وطالبت الصحيفة المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري لوقف هذه الممارسات التي ترتكبها قوات الاحتلال الأميركي وإنهاء هذا الاحتلال وإعادة السيادة للشعب العراقي0
ونددت صحيفة (الشرق) القطرية بممارسات قوات الاحتلال في العراق ضد الشعب العراقي مطالبة المجتمع الدولي بالعمل لوقف الجرائم التي ترتكب على ارض الرافدين 0
وسخرت الصحيفة في مقال لها يوم أمس من الوعود الكاذبة التي كانت تطلقها الإدارتان الأمريكية والبريطانية لتبرير غزوهما للعراق مشيرة إلى التعذيب الذي يمارسه الجنود الأمريكيون ضد المعتقلين العراقيين وهم في أوضاع مخلة بكل القيم والشرائع والقوانين الدولية 0
وأكدت أن مشاهد التعذيب الوحشي لعراقيين داخل المعتقلات وما يجرى من قتل وذبح للعراقيين في المدن هو ابلغ شهادة حية على وحشية هذه الثقافة ونزعتها إلى العنف والإجرام موضحة أنه لا فرق بين ممارسات جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وممارسات قوات الاحتلال الأمريكي ضد العراقيين0
العراق ..مواقف متباينة:
وفي العراق، أعلنت هيئة علماء المسلمين السنة يوم أمس أن عمليات التعذيب التي يتعرض لها العراقيون تشكل جريمة حرب.
ودعت الهيئة في بيان لها “المنظمات العالمية لحقوق الإنسان للقيام بوجباتها في إجراء تحقيقات حيادية ومستقلة وعلنية في قضايا المعتقلين في كل السجون العراقية واعتبار هذه الانتهاكات جرائم حرب”.
وأكدت “أن هذه الجرائم التي تمس حرية الشعب العراقي وكرامته” ليست محصورة في سجن أبي غريب “إنما لها نظائر في مدن الموصل وتكريت والحبانية وغيرها”.
وأضافت “ما زال شهود العيان أحياء يروون ما يشيب لهوله الولدان. والأمريكيون -كما يروي لنا المعتقلون- قد قسموا التحقيق إلى درجات وهذه الصور تعبر عن سياق معمول به في إحدى هذه الدرجات”.
غير أن بعض أعضاء مجلس الحكم العراقي بدا كأنهم يسوغون تلك الممارسات بتصريحات مثل قول بعضهم إن ما كان يمارس في عهد صدام كان أكثر وحشية من ذلك .
أما الشارع العراقي فقد عبر عن صدمته بتلك الصور . وذكر بعض المعتلقين السابقين حوادث تشبه أو تفوق ما تم نشره قام جنود الاحتلال بتعريضهم لها بصور منتظمة ومستمرة طوال فترة الاعتقال .
واثارنشر صور التعذيب الجسدي الوحشي الذي قامت به قوات الاحتلال ضد المعتقلين العراقيين غضب واستياء الشارع العراقي ، واجمعت الصحف العراقية الصادرة يوم السبت على ان هذه الجريمة البشعة تعكس حجم السقوط الأخلاقي لقوات الاحتلال
ورغم ان العراقيين يعرفون عن كثب الممارسات اللاإنسانية التي تمارسها قوات الغزو من خلال الاستفزاز اليومي والاعتداءات المتواصلة في الشارع العراقي ضد المواطنين ، الا ان نشر هذه الصور الفظيعة جاء ليشكل الصدمة القوية التي هزت نفوس العراقيين ، وكشفت زيف العملاء والمطبلين للوعود الامريكية الكاذبة بتحويل العراق الى نموذج للديمقراطية ،وواحة للرفاهية في الشرق الاوسط .
وقد دعت ” حركة المثقفين العراقيين المستقلة “في بيان اصدرته اليوم السبت وحصل مراسل ” المسلم ” على نسخة منه كل ادباء وصحفيي العراق الى ضرورة تحمل مسؤولياتهم لفضح المزيد من جرائم القوات الامريكية والبريطانية في العراق ، وتسليط الضوء على فضائع وبشاعة تلك الممارسات ، ودعت الاتحادات والنقابات المهنية والشعبية الى الخروج بتظاهرات ضخمة استنكارا لتلك الجرائم المريعة .
وطالب البيان الأحزاب والهيئات الدينية والوطنية الى توحيد طاقاتها ورص صفوفها للعمل من اجل طرد الاحتلال ، وتطهير العراق من دنسه ورجسه .
وقال الكاتب والمؤرخ العراقي المعروف ” حميد المطبعي ” في حديث للمسلم : ان هذه الجرائم الأمريكية والبريطانية هي غيض من فيض ، وهي صورة مصغرة للوحشية والانحدار الأخلاقي الذي عرفت به قوات الاحتلال منذ الأيام الأولى لدخولها الى العراق ، وان ما شاهدناه من قسوة ووحشية ضد أطفال ونساء وشيوخ الفلوجة وبقية مدن العراق تفصح عن تدني وانعدام أي خلق إنساني لدى هذه القوات التي جاءت كما يتضح لتدمير ركائز العراق ، وإنهاء دوره العربي والإسلامي ، وتحويله الى قاعدة عسكرية استعمارية هدفها ضمان امن إسرائيل ، وتأمين سيطرة الإمبريالية الأمريكية على دول المنطقة والعالم .
ويؤكد الشيخ ” عبد الواحد الهيتي ” إمام وخطيب جامع ” الصديق ” : ان الإدانة الأولى ينبغي ان توجه الى مجلس الحكم الانتقالي الذي ارتضى لنفسه موقع الذلة والعار ، واصبح مدلسا وموافقا على كل جرائم الاحتلال ،بل واصبح البوق الصدئ الذي يردد ما تأمره به سلطات الاحتلال .. والا كيف لنا ان نتصور ان عراقيا شريفا ينتمي لهذا الوطن يمكن ان يسكت على مثل هذه الجرائم ؟ ولماذا راح أعضاء مجلس الحكم العقيم ” مجلس الصم والبكم ” يتسابقون للتصريح ضد أهالي الفلوجة الأبطال الذين رفعوا رأس العرب والمسلمين عاليا ، من خلال وقفة العز وهم يلقنون ضباط الاحتلال وجنوده اقسى دروس التحدي ، ويذيقونهم كأس المنون في اعنف معارك الشرف حتى تمكنوا في النهاية من إرغامهم على مغادرة ارض الفلوجة الباسلة وهم يجرون أذيال الخيبة والخذلان .
وذكر البعض بالممارسات الوحشية التي تتعرض لها النساء السجينات في سجون الاحتلال الامريكي في العراق . وكانت وكالة القدس برس قد نشرت في 30-1-2004 بيانا قالت إنه صدر عن سجينات عراقيات أفرج عنهن مؤخرا من سجن أبو غريب ببغداد، جاء فيه أنّ عدداً من المعتقلات تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل جنود الاحتلال الأمريكي وأن بعضهن اغتصبن، خلال اعتقالهن في سجن أبو غريب.
وأكد البيان الذي حمل نداء استغاثة أنّ بعض المعتقلات قد فقدن عذريتهن، وأن بعضهن “يحملن في أحشائهن أجنة من جراء عمليات الاغتصاب” التي نسبها البيان إلى الجنود الأمريكيين بالسجن.
وحث البيان “المسلمين والغيارى والعلماء والمشايخ ورجال العشائر إلى الإسراع لنجدة المعتقلات العراقيات في سجن أبو غريب”.
الدكتور ” سلمان عبد الجبار ” وهو أستاذ في القانون / الجامعة المستنصرية : سبق ان اعتقلته القوات الأمريكية لمدة شهرين وخرج دون محاكمة،وقد اعتقل في سجن المطار لمجرد الاشتباه بتهمة التحريض ضد الاحتلال ،قال لمراسل ” المسلم ” : لقد مارسوا معنا شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي ، وكانوا يرمون الينا الطعام رميا كالكلاب السائبة ، ويكيلون لنا أقذع الشتائم ،ويتهموننا بالوهابية تارة وبفلول صدام او الزرقاوي تارة أخرى
وأضاف الأستاذ الجامعي قائلا: “عرفنا في السجن كيف يكون القهر وسلب الإنسان أبسط حقوقه، ومن يجرؤ أو يتكلم يكمم الجنود الأمريكيون فمه بقطعة قماش قذرة ويتفننون في تعذيبه “.
وذكر المهندس ” ليث الدليمي ” من أمانة بغداد ،ان بعض الضباط الأمريكان كانوا يتلذذون بتعذيب السجناء المرضى ، ويعرضونهم الى الشمس الحارقة بعد إرغامهم على خلع ملابسهم ،ويسكبون المياه القذرة على النائمين أحيانا ، ناهيكم عن إصدار أصوات مزعجة في ساعات متأخرة من الليل .
ويبدو ان الفضيحة الجديدة لقوات الاحتلال الأمريكي بتعذيب سجناء ابي غريب ، وما أحدثته من ضجة إعلامية واسعة في العالم ، أثارت قلق حكومة بلير ، مما دفعها للتصريح بانها ستجري تحقيقا مع ضباطها في ضوء ما نشرته صحيفة ” الديلي ميرر ” عن جرائم لا تقل بشاعة عن تلك التي قامت بها القوات الأمريكية في العراق .
وكانت صحيفة “صن “البريطانية قد ذكرت في الاول من حزيران عام 2003
أن “فضيحة” قيام القوات البريطانية بتعذيب الأسرى العراقيين التي كشفت عنها أصبحت مثار اهتمام واسع بعد أن خرجت عن صمتها السيدة “كيلي تيلفورد” التي أعدت “نيجاتيف” فيلم الصور الذي أحضره إلى معملها جندي بريطاني عقب مشاركته في الحرب على العراق، وأبدت فزعها لما شاهدته في الصور.
وقالت الصحيفة في موقعها على الإنترنت في حينها : إن تيلفورد -22 عامًا- التي فزعت من الصور سارعت إلى إبلاغ الشرطة أن الجندي “جاري بارتلام” -18 عامًا- أحضر فيلمًا يتضمن صورًا تُظهر ارتكاب القوات البريطانية في العراق لأنواع مختلفة من التعذيب في حق الأسرى العراقيين، خاصة ممارسة اللواط معهم.
ونقلت الصحيفة عن السيدة تيلفورد صاحبة محل التصوير، وهي أم لطفلين، أنها شعرت بآلام في معدتها فور مشاهدتها الأربعاء 28-5-2003 صور تعذيب الأسرى العراقيين، ومنها صور يظهر فيها جنود بريطانيون وهم “يمارسون اللواط مع أسرى عراقيين، وصورة أخرى يظهر فيها أسير عراقي مكتوف الأيدي ومعلقا في رافعة آلية يقودها جندي بريطاني يبدو مبتهجا بممارسته التعذيب في الأسير العراقي”.
وقالت تيلفورد: إنها لا تشعر بالندم على استدعاء الشرطة التي بدأت التحقيق مع الجندي بارتلام الذي كان ضمن القوات البريطانية في العراق، وهو حاليا يقضي إجازة في بريطانيا.
وأضافت أنها في الوقت الذي تفخر فيه بجيش بلادها فإنها “تأسف لعدم التزامه بقواعد القانون الدولي بشأن معاملة الأسرى”.
والبقية تأتي
وفي مقال بصحيفة “صن” قال الكاتب “جون كاي”: “إن هذه الفضيحة المتعلقة بممارسات تعذيب الأسرى التي ارتكبتها القوات البريطانية في العراق ستدمر سمعة القوات البريطانية ككل، رغم أنها صادرة عن بعض جنود إحدى فرقها في العراق”.
ونقل الكاتب في مقاله بعنوان “البقية تأتي” عن مصدر مقرب من الشرطة العسكرية الملكية التي تتولى التحقيق مع الجندي قوله: “إننا متخوفون من احتمال الكشف عن مزيد من الفضائح، إنها قد تكون بمثابة عش الدبابير الذي سيكشف عن أشياء مفزعة”.
وأضاف المصدر قائلا: “أيًّا كانت الظروف فليس هناك عذر للجنود البريطانيين لإساءة معاملة أسرى الحرب العراقيين، ومهمتنا الآن هي معرفة عدد الجنود المتورطين
الأردن وتركيا .. ردود فعل غير رسمية :
قال الدكتور هاشم غرايبة نقيب أطباء الأسنان في الأردن: ” إن ما تقوم به أمريكا من ممارسات ضد الأسرى والمعتقلين العراقيين يعتبر إثباتا جديدا عن كذب وزيف الادعاء الأمريكي بشأن الديمقراطية مؤكدا انهم جاءوا إلى العراق مستعمرين وليس محررين”0
بدوره أكد الدكتور فوزي المهوري الناشط في حقوق الإنسان في الأردن أن أمريكا اخترقت كل الأعراف والاتفاقيات الدولية نتيجة ممارساتها شتى أنواع التعذيب ضد المعتقلين العراقيين موضحا أن عدم صون كرامة هؤلاء المعتقلين يعتبر انتهاكا صارخا لكل هذه الاتفاقيات وخاصة اتفاقية جنيف التي تدعو إلى احترام الأسرى وصون حقوقهم وإطلاق سراحهم حال انتهاء العمليات العسكرية 0
وفي تركيا، استنكر محمد غومز (نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وعضو لجنة الصداقة البرلمانية التركية الأمريكية) بشدة تصرفات الجنود الأمريكيين مع السجناء والمعتقلين العراقيين كما أظهرتها الصور.
وقال غومز في تصريح له يوم أمس السبت: ” إن هذه التصرفات المنافية لأبسط القيم الإنسانية آلمت ضمائر البشرية وأصبحت مصدر غضب سوف يلهب مشاعر الرأي العام العالمي فترة طويلة”0
وأضاف ” إنه من المؤسف جدا أن نشاهد هذه المناظر محذرا من أن تكرار هذه التصرفات المنافية لحقوق الإنسان والضمير والقانون الدولي سيولد نتائج عكسية للسياسة التي تدعى الولايات المتحدة الأمريكية انتهاجها ضد الإرهاب الدولي”.
داعياً البرلمان التركي إلى فتح تحقيقات قضائية بحق جميع العسكريين الأمريكيين المتورطين في هذه الأفعال الشنيعة وإنزال اشد العقوبات بحقهم كما حث كافة منظمات حقوق الإنسان في العالم على القيام بالمهام الملقاة على عاتقها0
سوريا ..المفتي يستنكر :
وفى دمشق، دان احمد كفتارو مفتي سورية أمس السبت طريقة تعامل الجنود الأميركيين مع السجناء العراقيين ، معتبرا أن هذه الممارسات هي جريمة وحشية ضد الإنسانية.
وفي بيان له؛ قال كفتارو: ” إن تعذيب السجناء العراقيين جريمة وحشية ضد الإنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان ما يتعارض مع كل ما تدعيه الولايات المتحدة حول الدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية”.
واستنكر كفتارو الممارسات الوحشية للقوات الأميركية في حق المعتقلين في سجن أبو غريب واعتبرها انتهاكا صارخا لكل القيم الإنسانية والأعراف الدولية ضاربة بعرض الحائط بكل المبادئ الأخلاقية والقانونية لضمان حق الأسير بعيدا عن العنف والأذى والامتهان.
وأكد كفتارو أن العمل الذي قامت به الإدارة الأميركية مع السجناء العراقيين ستكون وصمة عار في جبينها.
دول الخليج ..استنكار جماعي :
كما أعربت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن عميق صدمتها لإساءة معاملة المعتقلين العراقيين من قبل قوات الاحتلال الأمريكية.
واستنكرت الأمانة العامة في بيان أصدرته يوم أمس؛ العملية التي تتنافى مع الشرائع السماوية والقوانين الدولية وخاصة مع اتفاقية جنيف الرابعة لعام /1949/المتعلقة بحماية المدنيين تحت الاحتلال التي تنص بوضوح على حظر استخدام الضغوط الجسدية أو انتزاع المعلومات بالقوة وحظر المعاملة المهينة0
وطالبت الأمانة العامة لمجلس التعاون سلطات الاحتلال بمعاقبة مرتكبي تلك الأعمال التي لا تمت للإنسانية بصلة والعمل بالسرعة الممكنة للحيلولة دون تكرارها0
صحيفة الشرق القطري:
كوفي عنان والأمم المتحدة:
دولياً أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن استياءه الشديد من الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام.
وقال المتحدث باسم انان في بيان له: ” إنه في كل الظروف وفي كل الأماكن يعارض الأمين العام إساءة معاملة المعتقلين”، مضيفاً أن أنان “يؤكد أن كافة المعتقلين يجب أن يتمتعوا بالحماية التامة وفقا لأحكام قانون حقوق الإنسان الدولي”.!!
من جهتها قالت منظمة العفو الدولية: ” إنها حذرت سلطات الاحتلال في العراق من أن الأسرى والمعتقلين لديها يتعرضون لمعاملة سيئة”.
وقال نيل دوركين من منظمة العفو: “تحدثنا إلى سجناء سابقين قالوا أنه عندما تم احتجازهم وضعت أغطية على رؤوسهم وتعرضوا للضرب في بعض الأحيان لمرات عديدة كما تعرضوا في بعض المناسبات لتعذيب نفسي فضلا عن إرغامهم على القيام بأفعال مهينة”.
ودعت المنظمة إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل ومحايد وعلني حول الصور والمعلومات التي نشرت.
وأوضحت أن أبحاثها تشير إلى أن هذا الحادث ليس معزولا.
وطالبت المنظمة بإجراء تحقيق مستقل ومحايد وشامل وعلني ودعت إلى عدم تساهل سلطة الاحتلال مع عمليات التعذيب تحت أي ظرف كان مؤكدة أن حقوق الإنسان أمر أساسي في العراق.
المؤتمر القومي العربي:
من جهته، طالب المؤتمر القومي العربي مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة خاصة لبحث أوضاع المعتقلين العراقيين والفلسطينيين في سجون الاحتلال في العراق وفلسطين وتشكيل لجنة دولية لتقصى الحقائق حول أساليب التعذيب التي يتعرض لها هؤلاء المعتقلون0
وشدد المؤتمر في بيان أصدره أمينه العام معن بشور يوم أمس من بيروت، على ضرورة إسراع الأمم المتحدة بالتحرك لوقف ممارسات القوات الأمريكية خاصة بعد كشف شبكات التلفزة الأمريكية والعالمية جزءا من مشاهد التعذيب الوحشي الذي تمارسه هذه القوات ضد الأسرى والمعتقلين العراقيين في معسكرات الاعتقال الانفرادية والجماعية مؤكدا أن هذه الممارسات تشكل انتهاكا فاضحا لحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية واتفاقيات جنيف الرابعة 0
ودعا البيان الأمم المتحدة إلى التدخل والإفراج عن المعتقلين والسجناء العرب في سجون العراق وفلسطين .
ودعا المنتدى القومي العربي في لبنان بالتعاون مع اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال إلى المشاركة في لقاء يعقد بعد غد في بيروت لإطلاق حملة عربية ودولية مناهضة للتعذيب الذي تمارسه قوات الاحتلال في فلسطين والعراق0
كما ندد مركز (الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب) بعملية تعذيب الأسرى العراقيين في سجن أبو غريب الذي ينفذه جنود الاحتلال الأمريكي مشيرا إلى أن هذه الممارسات تضاف إلى السجل الأسود لممارسات قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب العراقي.
فيما انتقد الدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان السابق السياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية تجاه الشرق الأوسط وتغاضيها عن أعمال العنف والتعذيب التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني 0
وقارن الحص في تصريح اليوم بين ممارسات التعذيب التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وتلك التي تقوم بها قوات الاحتلال الأميركي في العراق متسائلا عن حقوق الإنسان التي تتحدث عنها الدولة العظمى خصوصا في ظل أعمال القصف والتدمير والقتل العشوائي التي تمارسها القوات الأميركية على أرض العراق.
الجامعة العربية:
من جهتها، أدانت الجامعة العربية بشدة يوم أمس الإساءة البالغة والامتهان المخجل لكرامة المعتقلين العراقيين من جانب قوات التحالف الأمريكية والبريطانية على النحو الذي وضح من الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية عن شعور الأمين العام للجامعة بالاشمئزاز والصدمة إزاء ما عكسته هذه الصور المشينة من امتهان لكرامة الإنسان ولابسط حقوق المعتقلين المكفولة بموجب القانون الدولي وبشكل خاص اتفاقيات جنيف المتعلقة بمعاملة المدنيين والأسرى تحت الاحتلال.
وقال: ” إن ما يعمق من ذلك الشعور هو أن تلك الأفعال قام بها أفراد تابعين للقوى ذاتها التي تدعى التزامها بالدفاع عن الحريات وعن كرامة الإنسان بينما يشير الواقع إلى انتهاكات مخجلة من النوع الذي برز للرأي العام العالمي في الصور المتداولة”.
وذكر أن هذه الممارسات تكشف الغياب الكامل لأبسط قواعد المحاسبة والمساءلة وتعكس إطلاق العنان لسلوك إجرامي لا يسعى إلا إلى إذلال الأسرى والمعتقلين.
أسامة كامل – بغداد
صعقت الصور التي تم تسريبها من المعتقلات العراقية معظم الذين شاهدوها، فيما اعتبر آخرون أنها لم تكن لتضيف شيئاً لما يتوقعون حدوثه ويسمعون به من داخل تلك المعتقلات على يد الهمجية الأمريكية.
وربما كان هذا لسان حال الرئيس الأمريكية جورج بوش الذي ادعى أن تلك الصور لا تمثل كافة جميع الجنود الأمريكيين، في وقت أمر جيوشه أن تدك مدينة الفلوجة على مدى عشرين يوماً بالصواريخ والطائرات والمدفعيات، ما أدى لسقوط نحو ألف عراقي بريء، فقط لأن مجموعة صغيرة من المجاهدين قامت بقتل أربعة مدنيين أمريكيين.
معظم الدول والمنظمات العالمية أدانت ما تم كشفه من طريقة السادية التي يتعامل بها الجنود الأمريكيين مع معتقلين عراقيين مقيدين، في الوقت الذي تفضحه فيه صور أخرى، القتلى الأمريكيين على أيدي ذات العراقيين الأحرار في العراق، وهو ربما يعكس درجة الجبن والإحساس بالنقص والتشفي لدى الجنود الأمريكيين الذين يعلمون العراقيين في المعتقلات الديموقراطية وحقوق الإنسان الأمريكية.!!!
ولم تخرج ردود الأفعال العربية والعالمية عن المعهود، إذ أنها لم تتعدى سياسة التنديد والاستنكار والنقد.
الصور تتصدر الصحف:
وكانت الصور التي تم تسريبها من المعتقلات الأمريكية للأسرى العراقيين قد انتشرت في معظم وسائل الإعلام العالمية، حيث تصدر صور التعذيب الوحشي التي تعرض لها معتقلون عراقيون في سجن أبو غريب القريب من بغداد تليفزيونات ونشرات القنوات الإخبارية في العالم كما شغلت الصفحات الأولى للصحف الصادرة حول العالم.
وأولت العديد من الشبكات التليفزيونية اهتماماً كبيراً بهذه الصور التي عكست مدى القهر والهوان الذي يتعرض له الأسرى العراقيون في السجون التي تشرف عليها القوات الأمريكية، والتي أثارت حالة من الاستياء والتنديد بالقوات الأمريكية والاحتلال الأمريكي للعراق.
الصحافة المصرية:
طالبت صحيفة (الأهرام) المصرية بضرورة تشكيل محكمة دولية لمعاقبة مرتكبي جرائم الحرب ضد أبناء الشعب العراقي مؤكدة أن الممارسات العدوانية التي ترتكبها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق تشكل خرقا لقواعد القانون الدولي وجميع المواثيق والأعراف الانسانية0
وشددت (الأهرام) في تعليقها الرئيسي اليوم الأحد على أن صور التعذيب التي نشرتها وسائل الإعلام العالمية تكشف بوضوح زيف الدعاوى الأمريكية التي روجت لتبرير العدوان على العراق وتثبت استمرار النهج العدواني للمحتل داعية إلى ضرورة انسحاب قوات الاحتلال من العراق وتمكين الشعب العراقي من إدارة شؤون بلاده والسيطرة على مقدراته وإعطاء الأمم المتحدة دورها الفاعل لحل الأزمة العراقية بالطرق السياسية.
كما أكدت صحيفة (الجمهورية) المصرية أن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال في العراق يندى لها جبين الإنسانية مؤكدة أن كلمة فضيحة هي أقل بكثير مما تعبر عنه انتهاكات قوات الاحتلال الأمريكي لحقوق الإنسان العراقي0
وشددت الصحيفة على أن ما ارتكبته قوات الاحتلال في العراق تكشف الوجه الحقيقي لهذه القوات وزيف ادعاءات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تروجها واشنطن زورا وبهتانا
وانتقدت صحيفة (الخليج) الإماراتية بشدة الممارسات الأميركية في العراق، مؤكدة على أن ما يتعرض له السجناء العراقيون من سوء معاملة وامتهان للكرامة يفضح جانبا من ادعاءات الإدارة الأميركية حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان0
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها يوم أمس: ” إن ممارسات قوات الاحتلال الأميركي ضد الشعب العراقي من قهر وإذلال وتقتيل وتدمير يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العراق وقع تحت رحمة اللا نظام والفوضى وإهدار حرية الوطن والمواطن”0
ولفتت إلى أن ما كشفت عنه الشبكة التلفزيونية الأميركية (سى بى اس) من صور يندى لها الجبين حول ما يتعرض له السجناء العراقيون في العراق يعتبر أم الفضائح لدولة عظمى تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان0
وطالبت الصحيفة المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري لوقف هذه الممارسات التي ترتكبها قوات الاحتلال الأميركي وإنهاء هذا الاحتلال وإعادة السيادة للشعب العراقي0
ونددت صحيفة (الشرق) القطرية بممارسات قوات الاحتلال في العراق ضد الشعب العراقي مطالبة المجتمع الدولي بالعمل لوقف الجرائم التي ترتكب على ارض الرافدين 0
وسخرت الصحيفة في مقال لها يوم أمس من الوعود الكاذبة التي كانت تطلقها الإدارتان الأمريكية والبريطانية لتبرير غزوهما للعراق مشيرة إلى التعذيب الذي يمارسه الجنود الأمريكيون ضد المعتقلين العراقيين وهم في أوضاع مخلة بكل القيم والشرائع والقوانين الدولية 0
وأكدت أن مشاهد التعذيب الوحشي لعراقيين داخل المعتقلات وما يجرى من قتل وذبح للعراقيين في المدن هو ابلغ شهادة حية على وحشية هذه الثقافة ونزعتها إلى العنف والإجرام موضحة أنه لا فرق بين ممارسات جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وممارسات قوات الاحتلال الأمريكي ضد العراقيين0
العراق ..مواقف متباينة:
وفي العراق، أعلنت هيئة علماء المسلمين السنة يوم أمس أن عمليات التعذيب التي يتعرض لها العراقيون تشكل جريمة حرب.
ودعت الهيئة في بيان لها “المنظمات العالمية لحقوق الإنسان للقيام بوجباتها في إجراء تحقيقات حيادية ومستقلة وعلنية في قضايا المعتقلين في كل السجون العراقية واعتبار هذه الانتهاكات جرائم حرب”.
وأكدت “أن هذه الجرائم التي تمس حرية الشعب العراقي وكرامته” ليست محصورة في سجن أبي غريب “إنما لها نظائر في مدن الموصل وتكريت والحبانية وغيرها”.
وأضافت “ما زال شهود العيان أحياء يروون ما يشيب لهوله الولدان. والأمريكيون -كما يروي لنا المعتقلون- قد قسموا التحقيق إلى درجات وهذه الصور تعبر عن سياق معمول به في إحدى هذه الدرجات”.
غير أن بعض أعضاء مجلس الحكم العراقي بدا كأنهم يسوغون تلك الممارسات بتصريحات مثل قول بعضهم إن ما كان يمارس في عهد صدام كان أكثر وحشية من ذلك .
أما الشارع العراقي فقد عبر عن صدمته بتلك الصور . وذكر بعض المعتلقين السابقين حوادث تشبه أو تفوق ما تم نشره قام جنود الاحتلال بتعريضهم لها بصور منتظمة ومستمرة طوال فترة الاعتقال .
واثارنشر صور التعذيب الجسدي الوحشي الذي قامت به قوات الاحتلال ضد المعتقلين العراقيين غضب واستياء الشارع العراقي ، واجمعت الصحف العراقية الصادرة يوم السبت على ان هذه الجريمة البشعة تعكس حجم السقوط الأخلاقي لقوات الاحتلال
ورغم ان العراقيين يعرفون عن كثب الممارسات اللاإنسانية التي تمارسها قوات الغزو من خلال الاستفزاز اليومي والاعتداءات المتواصلة في الشارع العراقي ضد المواطنين ، الا ان نشر هذه الصور الفظيعة جاء ليشكل الصدمة القوية التي هزت نفوس العراقيين ، وكشفت زيف العملاء والمطبلين للوعود الامريكية الكاذبة بتحويل العراق الى نموذج للديمقراطية ،وواحة للرفاهية في الشرق الاوسط .
وقد دعت ” حركة المثقفين العراقيين المستقلة “في بيان اصدرته اليوم السبت وحصل مراسل ” المسلم ” على نسخة منه كل ادباء وصحفيي العراق الى ضرورة تحمل مسؤولياتهم لفضح المزيد من جرائم القوات الامريكية والبريطانية في العراق ، وتسليط الضوء على فضائع وبشاعة تلك الممارسات ، ودعت الاتحادات والنقابات المهنية والشعبية الى الخروج بتظاهرات ضخمة استنكارا لتلك الجرائم المريعة .
وطالب البيان الأحزاب والهيئات الدينية والوطنية الى توحيد طاقاتها ورص صفوفها للعمل من اجل طرد الاحتلال ، وتطهير العراق من دنسه ورجسه .
وقال الكاتب والمؤرخ العراقي المعروف ” حميد المطبعي ” في حديث للمسلم : ان هذه الجرائم الأمريكية والبريطانية هي غيض من فيض ، وهي صورة مصغرة للوحشية والانحدار الأخلاقي الذي عرفت به قوات الاحتلال منذ الأيام الأولى لدخولها الى العراق ، وان ما شاهدناه من قسوة ووحشية ضد أطفال ونساء وشيوخ الفلوجة وبقية مدن العراق تفصح عن تدني وانعدام أي خلق إنساني لدى هذه القوات التي جاءت كما يتضح لتدمير ركائز العراق ، وإنهاء دوره العربي والإسلامي ، وتحويله الى قاعدة عسكرية استعمارية هدفها ضمان امن إسرائيل ، وتأمين سيطرة الإمبريالية الأمريكية على دول المنطقة والعالم .
ويؤكد الشيخ ” عبد الواحد الهيتي ” إمام وخطيب جامع ” الصديق ” : ان الإدانة الأولى ينبغي ان توجه الى مجلس الحكم الانتقالي الذي ارتضى لنفسه موقع الذلة والعار ، واصبح مدلسا وموافقا على كل جرائم الاحتلال ،بل واصبح البوق الصدئ الذي يردد ما تأمره به سلطات الاحتلال .. والا كيف لنا ان نتصور ان عراقيا شريفا ينتمي لهذا الوطن يمكن ان يسكت على مثل هذه الجرائم ؟ ولماذا راح أعضاء مجلس الحكم العقيم ” مجلس الصم والبكم ” يتسابقون للتصريح ضد أهالي الفلوجة الأبطال الذين رفعوا رأس العرب والمسلمين عاليا ، من خلال وقفة العز وهم يلقنون ضباط الاحتلال وجنوده اقسى دروس التحدي ، ويذيقونهم كأس المنون في اعنف معارك الشرف حتى تمكنوا في النهاية من إرغامهم على مغادرة ارض الفلوجة الباسلة وهم يجرون أذيال الخيبة والخذلان .
وذكر البعض بالممارسات الوحشية التي تتعرض لها النساء السجينات في سجون الاحتلال الامريكي في العراق . وكانت وكالة القدس برس قد نشرت في 30-1-2004 بيانا قالت إنه صدر عن سجينات عراقيات أفرج عنهن مؤخرا من سجن أبو غريب ببغداد، جاء فيه أنّ عدداً من المعتقلات تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل جنود الاحتلال الأمريكي وأن بعضهن اغتصبن، خلال اعتقالهن في سجن أبو غريب.
وأكد البيان الذي حمل نداء استغاثة أنّ بعض المعتقلات قد فقدن عذريتهن، وأن بعضهن “يحملن في أحشائهن أجنة من جراء عمليات الاغتصاب” التي نسبها البيان إلى الجنود الأمريكيين بالسجن.
وحث البيان “المسلمين والغيارى والعلماء والمشايخ ورجال العشائر إلى الإسراع لنجدة المعتقلات العراقيات في سجن أبو غريب”.
الدكتور ” سلمان عبد الجبار ” وهو أستاذ في القانون / الجامعة المستنصرية : سبق ان اعتقلته القوات الأمريكية لمدة شهرين وخرج دون محاكمة،وقد اعتقل في سجن المطار لمجرد الاشتباه بتهمة التحريض ضد الاحتلال ،قال لمراسل ” المسلم ” : لقد مارسوا معنا شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي ، وكانوا يرمون الينا الطعام رميا كالكلاب السائبة ، ويكيلون لنا أقذع الشتائم ،ويتهموننا بالوهابية تارة وبفلول صدام او الزرقاوي تارة أخرى
وأضاف الأستاذ الجامعي قائلا: “عرفنا في السجن كيف يكون القهر وسلب الإنسان أبسط حقوقه، ومن يجرؤ أو يتكلم يكمم الجنود الأمريكيون فمه بقطعة قماش قذرة ويتفننون في تعذيبه “.
وذكر المهندس ” ليث الدليمي ” من أمانة بغداد ،ان بعض الضباط الأمريكان كانوا يتلذذون بتعذيب السجناء المرضى ، ويعرضونهم الى الشمس الحارقة بعد إرغامهم على خلع ملابسهم ،ويسكبون المياه القذرة على النائمين أحيانا ، ناهيكم عن إصدار أصوات مزعجة في ساعات متأخرة من الليل .
ويبدو ان الفضيحة الجديدة لقوات الاحتلال الأمريكي بتعذيب سجناء ابي غريب ، وما أحدثته من ضجة إعلامية واسعة في العالم ، أثارت قلق حكومة بلير ، مما دفعها للتصريح بانها ستجري تحقيقا مع ضباطها في ضوء ما نشرته صحيفة ” الديلي ميرر ” عن جرائم لا تقل بشاعة عن تلك التي قامت بها القوات الأمريكية في العراق .
وكانت صحيفة “صن “البريطانية قد ذكرت في الاول من حزيران عام 2003
أن “فضيحة” قيام القوات البريطانية بتعذيب الأسرى العراقيين التي كشفت عنها أصبحت مثار اهتمام واسع بعد أن خرجت عن صمتها السيدة “كيلي تيلفورد” التي أعدت “نيجاتيف” فيلم الصور الذي أحضره إلى معملها جندي بريطاني عقب مشاركته في الحرب على العراق، وأبدت فزعها لما شاهدته في الصور.
وقالت الصحيفة في موقعها على الإنترنت في حينها : إن تيلفورد -22 عامًا- التي فزعت من الصور سارعت إلى إبلاغ الشرطة أن الجندي “جاري بارتلام” -18 عامًا- أحضر فيلمًا يتضمن صورًا تُظهر ارتكاب القوات البريطانية في العراق لأنواع مختلفة من التعذيب في حق الأسرى العراقيين، خاصة ممارسة اللواط معهم.
ونقلت الصحيفة عن السيدة تيلفورد صاحبة محل التصوير، وهي أم لطفلين، أنها شعرت بآلام في معدتها فور مشاهدتها الأربعاء 28-5-2003 صور تعذيب الأسرى العراقيين، ومنها صور يظهر فيها جنود بريطانيون وهم “يمارسون اللواط مع أسرى عراقيين، وصورة أخرى يظهر فيها أسير عراقي مكتوف الأيدي ومعلقا في رافعة آلية يقودها جندي بريطاني يبدو مبتهجا بممارسته التعذيب في الأسير العراقي”.
وقالت تيلفورد: إنها لا تشعر بالندم على استدعاء الشرطة التي بدأت التحقيق مع الجندي بارتلام الذي كان ضمن القوات البريطانية في العراق، وهو حاليا يقضي إجازة في بريطانيا.
وأضافت أنها في الوقت الذي تفخر فيه بجيش بلادها فإنها “تأسف لعدم التزامه بقواعد القانون الدولي بشأن معاملة الأسرى”.
والبقية تأتي
وفي مقال بصحيفة “صن” قال الكاتب “جون كاي”: “إن هذه الفضيحة المتعلقة بممارسات تعذيب الأسرى التي ارتكبتها القوات البريطانية في العراق ستدمر سمعة القوات البريطانية ككل، رغم أنها صادرة عن بعض جنود إحدى فرقها في العراق”.
ونقل الكاتب في مقاله بعنوان “البقية تأتي” عن مصدر مقرب من الشرطة العسكرية الملكية التي تتولى التحقيق مع الجندي قوله: “إننا متخوفون من احتمال الكشف عن مزيد من الفضائح، إنها قد تكون بمثابة عش الدبابير الذي سيكشف عن أشياء مفزعة”.
وأضاف المصدر قائلا: “أيًّا كانت الظروف فليس هناك عذر للجنود البريطانيين لإساءة معاملة أسرى الحرب العراقيين، ومهمتنا الآن هي معرفة عدد الجنود المتورطين
الأردن وتركيا .. ردود فعل غير رسمية :
قال الدكتور هاشم غرايبة نقيب أطباء الأسنان في الأردن: ” إن ما تقوم به أمريكا من ممارسات ضد الأسرى والمعتقلين العراقيين يعتبر إثباتا جديدا عن كذب وزيف الادعاء الأمريكي بشأن الديمقراطية مؤكدا انهم جاءوا إلى العراق مستعمرين وليس محررين”0
بدوره أكد الدكتور فوزي المهوري الناشط في حقوق الإنسان في الأردن أن أمريكا اخترقت كل الأعراف والاتفاقيات الدولية نتيجة ممارساتها شتى أنواع التعذيب ضد المعتقلين العراقيين موضحا أن عدم صون كرامة هؤلاء المعتقلين يعتبر انتهاكا صارخا لكل هذه الاتفاقيات وخاصة اتفاقية جنيف التي تدعو إلى احترام الأسرى وصون حقوقهم وإطلاق سراحهم حال انتهاء العمليات العسكرية 0
وفي تركيا، استنكر محمد غومز (نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وعضو لجنة الصداقة البرلمانية التركية الأمريكية) بشدة تصرفات الجنود الأمريكيين مع السجناء والمعتقلين العراقيين كما أظهرتها الصور.
وقال غومز في تصريح له يوم أمس السبت: ” إن هذه التصرفات المنافية لأبسط القيم الإنسانية آلمت ضمائر البشرية وأصبحت مصدر غضب سوف يلهب مشاعر الرأي العام العالمي فترة طويلة”0
وأضاف ” إنه من المؤسف جدا أن نشاهد هذه المناظر محذرا من أن تكرار هذه التصرفات المنافية لحقوق الإنسان والضمير والقانون الدولي سيولد نتائج عكسية للسياسة التي تدعى الولايات المتحدة الأمريكية انتهاجها ضد الإرهاب الدولي”.
داعياً البرلمان التركي إلى فتح تحقيقات قضائية بحق جميع العسكريين الأمريكيين المتورطين في هذه الأفعال الشنيعة وإنزال اشد العقوبات بحقهم كما حث كافة منظمات حقوق الإنسان في العالم على القيام بالمهام الملقاة على عاتقها0
سوريا ..المفتي يستنكر :
وفى دمشق، دان احمد كفتارو مفتي سورية أمس السبت طريقة تعامل الجنود الأميركيين مع السجناء العراقيين ، معتبرا أن هذه الممارسات هي جريمة وحشية ضد الإنسانية.
وفي بيان له؛ قال كفتارو: ” إن تعذيب السجناء العراقيين جريمة وحشية ضد الإنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان ما يتعارض مع كل ما تدعيه الولايات المتحدة حول الدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية”.
واستنكر كفتارو الممارسات الوحشية للقوات الأميركية في حق المعتقلين في سجن أبو غريب واعتبرها انتهاكا صارخا لكل القيم الإنسانية والأعراف الدولية ضاربة بعرض الحائط بكل المبادئ الأخلاقية والقانونية لضمان حق الأسير بعيدا عن العنف والأذى والامتهان.
وأكد كفتارو أن العمل الذي قامت به الإدارة الأميركية مع السجناء العراقيين ستكون وصمة عار في جبينها.
دول الخليج ..استنكار جماعي :
كما أعربت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن عميق صدمتها لإساءة معاملة المعتقلين العراقيين من قبل قوات الاحتلال الأمريكية.
واستنكرت الأمانة العامة في بيان أصدرته يوم أمس؛ العملية التي تتنافى مع الشرائع السماوية والقوانين الدولية وخاصة مع اتفاقية جنيف الرابعة لعام /1949/المتعلقة بحماية المدنيين تحت الاحتلال التي تنص بوضوح على حظر استخدام الضغوط الجسدية أو انتزاع المعلومات بالقوة وحظر المعاملة المهينة0
وطالبت الأمانة العامة لمجلس التعاون سلطات الاحتلال بمعاقبة مرتكبي تلك الأعمال التي لا تمت للإنسانية بصلة والعمل بالسرعة الممكنة للحيلولة دون تكرارها0
صحيفة الشرق القطري:
كوفي عنان والأمم المتحدة:
دولياً أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن استياءه الشديد من الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام.
وقال المتحدث باسم انان في بيان له: ” إنه في كل الظروف وفي كل الأماكن يعارض الأمين العام إساءة معاملة المعتقلين”، مضيفاً أن أنان “يؤكد أن كافة المعتقلين يجب أن يتمتعوا بالحماية التامة وفقا لأحكام قانون حقوق الإنسان الدولي”.!!
من جهتها قالت منظمة العفو الدولية: ” إنها حذرت سلطات الاحتلال في العراق من أن الأسرى والمعتقلين لديها يتعرضون لمعاملة سيئة”.
وقال نيل دوركين من منظمة العفو: “تحدثنا إلى سجناء سابقين قالوا أنه عندما تم احتجازهم وضعت أغطية على رؤوسهم وتعرضوا للضرب في بعض الأحيان لمرات عديدة كما تعرضوا في بعض المناسبات لتعذيب نفسي فضلا عن إرغامهم على القيام بأفعال مهينة”.
ودعت المنظمة إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل ومحايد وعلني حول الصور والمعلومات التي نشرت.
وأوضحت أن أبحاثها تشير إلى أن هذا الحادث ليس معزولا.
وطالبت المنظمة بإجراء تحقيق مستقل ومحايد وشامل وعلني ودعت إلى عدم تساهل سلطة الاحتلال مع عمليات التعذيب تحت أي ظرف كان مؤكدة أن حقوق الإنسان أمر أساسي في العراق.
المؤتمر القومي العربي:
من جهته، طالب المؤتمر القومي العربي مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة خاصة لبحث أوضاع المعتقلين العراقيين والفلسطينيين في سجون الاحتلال في العراق وفلسطين وتشكيل لجنة دولية لتقصى الحقائق حول أساليب التعذيب التي يتعرض لها هؤلاء المعتقلون0
وشدد المؤتمر في بيان أصدره أمينه العام معن بشور يوم أمس من بيروت، على ضرورة إسراع الأمم المتحدة بالتحرك لوقف ممارسات القوات الأمريكية خاصة بعد كشف شبكات التلفزة الأمريكية والعالمية جزءا من مشاهد التعذيب الوحشي الذي تمارسه هذه القوات ضد الأسرى والمعتقلين العراقيين في معسكرات الاعتقال الانفرادية والجماعية مؤكدا أن هذه الممارسات تشكل انتهاكا فاضحا لحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية واتفاقيات جنيف الرابعة 0
ودعا البيان الأمم المتحدة إلى التدخل والإفراج عن المعتقلين والسجناء العرب في سجون العراق وفلسطين .
ودعا المنتدى القومي العربي في لبنان بالتعاون مع اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال إلى المشاركة في لقاء يعقد بعد غد في بيروت لإطلاق حملة عربية ودولية مناهضة للتعذيب الذي تمارسه قوات الاحتلال في فلسطين والعراق0
كما ندد مركز (الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب) بعملية تعذيب الأسرى العراقيين في سجن أبو غريب الذي ينفذه جنود الاحتلال الأمريكي مشيرا إلى أن هذه الممارسات تضاف إلى السجل الأسود لممارسات قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب العراقي.
فيما انتقد الدكتور سليم الحص رئيس وزراء لبنان السابق السياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية تجاه الشرق الأوسط وتغاضيها عن أعمال العنف والتعذيب التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني 0
وقارن الحص في تصريح اليوم بين ممارسات التعذيب التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وتلك التي تقوم بها قوات الاحتلال الأميركي في العراق متسائلا عن حقوق الإنسان التي تتحدث عنها الدولة العظمى خصوصا في ظل أعمال القصف والتدمير والقتل العشوائي التي تمارسها القوات الأميركية على أرض العراق.
الجامعة العربية:
من جهتها، أدانت الجامعة العربية بشدة يوم أمس الإساءة البالغة والامتهان المخجل لكرامة المعتقلين العراقيين من جانب قوات التحالف الأمريكية والبريطانية على النحو الذي وضح من الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية عن شعور الأمين العام للجامعة بالاشمئزاز والصدمة إزاء ما عكسته هذه الصور المشينة من امتهان لكرامة الإنسان ولابسط حقوق المعتقلين المكفولة بموجب القانون الدولي وبشكل خاص اتفاقيات جنيف المتعلقة بمعاملة المدنيين والأسرى تحت الاحتلال.
وقال: ” إن ما يعمق من ذلك الشعور هو أن تلك الأفعال قام بها أفراد تابعين للقوى ذاتها التي تدعى التزامها بالدفاع عن الحريات وعن كرامة الإنسان بينما يشير الواقع إلى انتهاكات مخجلة من النوع الذي برز للرأي العام العالمي في الصور المتداولة”.
وذكر أن هذه الممارسات تكشف الغياب الكامل لأبسط قواعد المحاسبة والمساءلة وتعكس إطلاق العنان لسلوك إجرامي لا يسعى إلا إلى إذلال الأسرى والمعتقلين.