في أحد المجالس النسائية، وبينما كان الجميع يتجاذب أطراف الحديث..
جالت أسماعنا هنا وهناك، فإذا بنا نرى ونسمع العَجَب العُجاب..
حيث لاحظنا تناقضاً عجيباً في ردّات فعل بعض الحاضرات تجاه ما يُقدّم لهن من نصائح وعظات..
وإليكِ بعضاً منها:
أحد الزوايا:
سعاد: مالي أراك مرتدية هذا ا لفستان؟!
رجاء: ما به؟!
سعاد: ألا ترين أن (موديله) قديم، وأنّ الدهر قد أكل عليه وشرب..
صدّقيني من يراكِ ترتدينه يقول عنكِ: مُتخلّفة، وليس عندكِ (ذوق).
ردّة الفعل المتوقعة!!!
رجاء: بصراحة أشكرك من كل قلبي على هذه النصيحة..
هل تصدقين كنت سأرتديه لحضور حفل الخميس المقبل، لكن
الحمد لله أنك أخبرتيني بذلك قبل أن ألبسه…
زاوية أخرى:
هند: لِمَ يا هدى لَم تغيّري لون عدساتك، فهي لم تناسب لون بشرتك إطلاقاً؟!
بصراحة كنت مترددة في إخبارك لكن وجدت واجبي كصديقة يُحتّم عليّ ذلك.. حتى لو كان في الأمر ما يضايقك..
ردّة الفعل المتوقعة!!!
هدى: بل العكس هو الصحيح، لو لم تخبريني لعتبت عليك أشدّ العتب، و إلا فما فائدة الصداقة إذان؟!
زاوية أخرى:
حصة: تعلمين يا منى كم أُكِنّ لك من الحُب والاحترام..
كيف لا وأنت الصديقة وابنة العم الغالية…
منى: حتى أنا – يعلم الله – أني أبادلك هذا الشعور بمثله…
حصة: ولكن هذا كله لا يمنعني من إخبارك بأمرٍ جال في صدري ، ولولا فرط حبي لك وخوفي عليك لما أخبرتك به.
منى: تفضّلي.. فكلّي آذانٌ صاغية.
حصة: من المؤكّد يا أخيّة أنك سمعت حديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم -: “لعن الله النامصة والمتنمصة…”.
منى: نعم.. لقد تناولناه بالدراسة في المرحلة المتوسطة.
حصة: إذاً.. فأنت تعرفين النمص، وتعرفين حكمه!..
أتعرفين أن من تقع فيه تعرّض نفسها للطرد والإبعاد عن رحمة الله؟
أخيتي ارفعي يديك عن حاجبيك، فلا أظنك مستغنية عن رحمة ربك، ولا أظن جسدك يقوى على النار..
منى – محاولة إنهاء الحوار -: حسناً.. حسناً…. ثمّ انصرفت.
أحد الزوايا!!!
منى: أرأيت يا سعاد ماذا فعلت حصة؟
سعاد: ماذا فعلت؟
منى: أخذت تمطرني بوابلٍ من النصائح.. كل هذا لأنني أخذت جزءاً من شعر حاجباي، ولا أدري أهي حاجباي أم حاجباها؟
سعاد: غير معقول، تصرّفٌ غير لائق.
لا أدري لماذا بعض الناس لا يفهمون أن هذه مسائل شخصية، وينبغي عدم التدخل بها! (انتهى).
لا بد أن العجب والدهشة قد أخذت منكم كل مأخذ!!!!
لكن و_للأسف الشديد_ هذه وقائع متكررة في مجالسنا..
تصرفات متناقضة.. ردود فعل متاضدة.. إن دلت على شيء فإنما تدل على ضعف الإيمان، ونقص التقوى ، حتى أصبح المنكر معروفاً، والمعروف منكراً، ونسوا أن الإصلاح من أهم مستلزمات الصلاح، وأنه من أسباب دفع العقوبات، قال _تعالى_: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود:117).
ثم إن ترك التناهي عن المنكر من أسباب الوقوع في اللعن – والعياذ بالله – حيث ذكر الله ذلك في معرض ذمه لبني إسرائيل.. قال _تعالى_: “لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” (المائدة:78، 79).
فالمجتمع الذي لا تُرفع فيه راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجتمع يُخشى عليه من الهلاك، ويا ليتنا نحرص على التناصح في أمور ديننا الذي هو عصمة أمرنا كحرصنا على التناصح في أمور دنيانا…
فيا معشر النساء.. أفِقْن من سُباتكن، واتقين الله فيما استخلفكن عليه، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته..
جالت أسماعنا هنا وهناك، فإذا بنا نرى ونسمع العَجَب العُجاب..
حيث لاحظنا تناقضاً عجيباً في ردّات فعل بعض الحاضرات تجاه ما يُقدّم لهن من نصائح وعظات..
وإليكِ بعضاً منها:
أحد الزوايا:
سعاد: مالي أراك مرتدية هذا ا لفستان؟!
رجاء: ما به؟!
سعاد: ألا ترين أن (موديله) قديم، وأنّ الدهر قد أكل عليه وشرب..
صدّقيني من يراكِ ترتدينه يقول عنكِ: مُتخلّفة، وليس عندكِ (ذوق).
ردّة الفعل المتوقعة!!!
رجاء: بصراحة أشكرك من كل قلبي على هذه النصيحة..
هل تصدقين كنت سأرتديه لحضور حفل الخميس المقبل، لكن
الحمد لله أنك أخبرتيني بذلك قبل أن ألبسه…
زاوية أخرى:
هند: لِمَ يا هدى لَم تغيّري لون عدساتك، فهي لم تناسب لون بشرتك إطلاقاً؟!
بصراحة كنت مترددة في إخبارك لكن وجدت واجبي كصديقة يُحتّم عليّ ذلك.. حتى لو كان في الأمر ما يضايقك..
ردّة الفعل المتوقعة!!!
هدى: بل العكس هو الصحيح، لو لم تخبريني لعتبت عليك أشدّ العتب، و إلا فما فائدة الصداقة إذان؟!
زاوية أخرى:
حصة: تعلمين يا منى كم أُكِنّ لك من الحُب والاحترام..
كيف لا وأنت الصديقة وابنة العم الغالية…
منى: حتى أنا – يعلم الله – أني أبادلك هذا الشعور بمثله…
حصة: ولكن هذا كله لا يمنعني من إخبارك بأمرٍ جال في صدري ، ولولا فرط حبي لك وخوفي عليك لما أخبرتك به.
منى: تفضّلي.. فكلّي آذانٌ صاغية.
حصة: من المؤكّد يا أخيّة أنك سمعت حديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم -: “لعن الله النامصة والمتنمصة…”.
منى: نعم.. لقد تناولناه بالدراسة في المرحلة المتوسطة.
حصة: إذاً.. فأنت تعرفين النمص، وتعرفين حكمه!..
أتعرفين أن من تقع فيه تعرّض نفسها للطرد والإبعاد عن رحمة الله؟
أخيتي ارفعي يديك عن حاجبيك، فلا أظنك مستغنية عن رحمة ربك، ولا أظن جسدك يقوى على النار..
منى – محاولة إنهاء الحوار -: حسناً.. حسناً…. ثمّ انصرفت.
أحد الزوايا!!!
منى: أرأيت يا سعاد ماذا فعلت حصة؟
سعاد: ماذا فعلت؟
منى: أخذت تمطرني بوابلٍ من النصائح.. كل هذا لأنني أخذت جزءاً من شعر حاجباي، ولا أدري أهي حاجباي أم حاجباها؟
سعاد: غير معقول، تصرّفٌ غير لائق.
لا أدري لماذا بعض الناس لا يفهمون أن هذه مسائل شخصية، وينبغي عدم التدخل بها! (انتهى).
لا بد أن العجب والدهشة قد أخذت منكم كل مأخذ!!!!
لكن و_للأسف الشديد_ هذه وقائع متكررة في مجالسنا..
تصرفات متناقضة.. ردود فعل متاضدة.. إن دلت على شيء فإنما تدل على ضعف الإيمان، ونقص التقوى ، حتى أصبح المنكر معروفاً، والمعروف منكراً، ونسوا أن الإصلاح من أهم مستلزمات الصلاح، وأنه من أسباب دفع العقوبات، قال _تعالى_: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود:117).
ثم إن ترك التناهي عن المنكر من أسباب الوقوع في اللعن – والعياذ بالله – حيث ذكر الله ذلك في معرض ذمه لبني إسرائيل.. قال _تعالى_: “لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” (المائدة:78، 79).
فالمجتمع الذي لا تُرفع فيه راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجتمع يُخشى عليه من الهلاك، ويا ليتنا نحرص على التناصح في أمور ديننا الذي هو عصمة أمرنا كحرصنا على التناصح في أمور دنيانا…
فيا معشر النساء.. أفِقْن من سُباتكن، واتقين الله فيما استخلفكن عليه، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته..
Hijri Date Correction:
1