لا يملك المرء إلا أن يبكي من شدة التأثر، حينما يبصر الطفلة “مسك” ابنة العامين التي حرمها الاحتلال الصهيوني حضن والدها المهندس إسماعيل أبو شنب الذي اغتالته طائرات الأباتشي بقصف سيارته قبل عدة أشهر، كلما سمعت رنين الهاتف تجري مسرعة وتقول: “بابا، بابا، ردوا على التلفون.. بابا على التلفون” إذ لا تستطيع بعقلها البريء أن تدرك بعد أن الشهيد لا يمكن أن يعود أو يتصل بالهاتف، وهي لا زالت تنتظر عودة والدها الذي تأخر عليها هذه المرة.
هكذا وصفت زوجة الشهيد إسماعيل أبو شنب “أم حسن” حال صغرى بناتها وقالت: كانت مسك متعلقة بوالدها جدا وبشكل غير عادي، فقد كان رحمه الله يعطيها حق طفولتها ولم يكن يخجله أن يحملها ويقبلها ويخرج ليشتري لها حلواها المفضلة ولو ليلا. اعتادت دوما أن تنام في حضنه، لكنها اليوم لا تجده بيننا.
الطفلة “مسك” صاحبة العيون الجميلة البريئة والتي تحمل قسمات وجهها أجمل معاني الطفولة، كلما سألت عن والدها تجيب “إنه في الجنة الآن”، ظانة أنه في زيارة سيعود منها، الطفلة حديثة العهد بالكلام تتحدث بكلمات متكسرة جدا فتقول: إن الطائرات قصفت سيارة والدها بالصواريخ، لكنها لا تدرك معنى ذلك.
تقول أمها: إن مسك أكثر من يفتقده من المنزل نظرا لصغر سنها وعطفه عليها واعتيادها أن تجري بمجرد وصوله ليحملها ويقبلها، بالأمس فقط رأته في منامها بنفس المشهد حيث حلمت أنها تجري إليه مسرعة واستقبلها بضحكاته ثم حملها وقبلها وقال لها “لا تتعبي ماما!”.
ثم بثت بعض الدفء والشوق في حديثها وهي تقول: كلنا في البيت نفتقده وكلما مرت الأيام أكثر نفتقده أكثر، خاصة ونحن الآن في العيد، لقد مرت علينا أول أيام شهر رمضان صعبة قاسية، فهو أول رمضان نقضيه بدونه، لكننا آثرنا تذكره بالخير والرحمة وإعداد الطعام الذي كان يحبه وحاولنا أن نتصرف وكأنه موجود بيننا.
وتابعت: اعتاد رحمه الله زيارة الأرحام خاصة في رمضان، وفي هذا العام قام ابني حمزة (19 عاما) وشقيقتاه الكبريان بزيارة الأرحام على درب والدهم، نسأل الله أن يتابعوا دربه طيلة حياتهم.
وأضافت وقد لاح على وجهها ظل ابتسامة: لقد قضى العام الأخير من حياته في تجهيز منزلنا الجديد هذا، وأبدى في الأيام الأخيرة استعجالا غير عادي للسكن فيه حتى قبل أن تجهز أثاثه، لكنه لم يسكنه سوى أسبوع واحد واستشهد بعدها، أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته.
أم حسن بدت بابتسامتها الهادئة التي لم تفارق وجهها طوال الحديث معها نموذجا للمرأة الفلسطينية الصابرة المرابطة، أم لثمانية أبناء أكبرهم يدرس الماجستير في الهندسة في جامعات الولايات المتحدة، تحدثت عن زوجها بشوق وهي تستعيد ذكرياته: كان رحمه الله نموذجا يحتذى.. فمنذ بداية زواجنا جمعتنا المودة والرحمة، كلانا كان يعي دوره جيدا ويؤديه على أكمل وجه، وكنا نتشاور في كل صغيرة وكبيرة ونتبادل الآراء في كل الأمور.
ثم ابتسمت بشوق وتابعت: حتى مع أبنائه كان صديقا وناصحا للكبار، حنونا وعطوفا على الصغار، وقد كان بطبعه رحمه الله يعشق الأطفال بشكل غير عادي، وكان يستمع إلى آراء أبنائه في كل ما يتعلق بشؤون البيت وحين يكون رأيه مختلفا كان يسعى لإقناعهم ودوما كان أبناؤه في النهاية يقتنعون برأيه.
ثم بدأ التأثر على قسمات وجهها وخفت ابتسامتها وهي تقول: لطالما قام بدور من يحل مشاكل العائلة ويمثلها في أفراحها وأحزانها. لقد ترك فراغا كبيرا في العائلة وداخل بيته خصوصا.. لا زلت أفتقد شريك العمر حتى اليوم، أشعر أن حياتي كلها انقلبت، ليس سهلا علي أبدا اعتياد نموذج آخر من الحياة، لقد كنت أوقظه من نومه كل صباح، أحضر له ملابسه وطعام إفطاره، كنت أصل معه حتى باب المنزل عند خروجه.. واستدركت: تمنى الشهادة طيلة حياته ونالها، نسأل الله أن يتقبله فيمن عنده من الشهداء.
وتابعت بلهجة حازمة: رغم ذلك إلا أنني مطالبة بإظهار القوة والصبر أمام أبنائي، فجميعهم يفتقده، لكن الأم هي مصدر قوة الأبناء، ولو انهارات سينهار الأبناء جميعهم.
ثم بدأت تستذكر الماضي القريب قبيل استشهاده فقالت: منذ قصف الاحتلال سيارة الدكتور إبراهيم المقادمة شعرت بخوف شديد عليه وقد صرحت له بذلك فسعى إلى طمأنتي وقال “ليس لهم بي حاجة”.. وعقبت: ربما كان يدرك في قرارة نفسه، أنه ضمن المطلوبين لكنه لم يكن يرغب في أن نعيش بخوف، خاصة وقد كانت لديه قناعة أن الأعمار بيد الله، وأن الشهادة شرف لا يعادلها شرف.
وتابعت وقد اختفت ابتسامتها: نفتقده كثيرا.. يوميا نذكر اسمه مرارا، لا نجلس إلا في المكان الذي كنا نجتمع فيه مع أبنائنا، وأركز على إعداد المأكولات التي كان يحبها وكأنه سيأتي ليشاركنا كل أمور حياتنا، حتى طفلتي الصغيرتين لا تنامان إلا بعد أن أحكي لهما قصة عن والدهما وكأنها حكاية قبل النوم التي يطرب الأطفال بسماعها
هكذا وصفت زوجة الشهيد إسماعيل أبو شنب “أم حسن” حال صغرى بناتها وقالت: كانت مسك متعلقة بوالدها جدا وبشكل غير عادي، فقد كان رحمه الله يعطيها حق طفولتها ولم يكن يخجله أن يحملها ويقبلها ويخرج ليشتري لها حلواها المفضلة ولو ليلا. اعتادت دوما أن تنام في حضنه، لكنها اليوم لا تجده بيننا.
الطفلة “مسك” صاحبة العيون الجميلة البريئة والتي تحمل قسمات وجهها أجمل معاني الطفولة، كلما سألت عن والدها تجيب “إنه في الجنة الآن”، ظانة أنه في زيارة سيعود منها، الطفلة حديثة العهد بالكلام تتحدث بكلمات متكسرة جدا فتقول: إن الطائرات قصفت سيارة والدها بالصواريخ، لكنها لا تدرك معنى ذلك.
تقول أمها: إن مسك أكثر من يفتقده من المنزل نظرا لصغر سنها وعطفه عليها واعتيادها أن تجري بمجرد وصوله ليحملها ويقبلها، بالأمس فقط رأته في منامها بنفس المشهد حيث حلمت أنها تجري إليه مسرعة واستقبلها بضحكاته ثم حملها وقبلها وقال لها “لا تتعبي ماما!”.
ثم بثت بعض الدفء والشوق في حديثها وهي تقول: كلنا في البيت نفتقده وكلما مرت الأيام أكثر نفتقده أكثر، خاصة ونحن الآن في العيد، لقد مرت علينا أول أيام شهر رمضان صعبة قاسية، فهو أول رمضان نقضيه بدونه، لكننا آثرنا تذكره بالخير والرحمة وإعداد الطعام الذي كان يحبه وحاولنا أن نتصرف وكأنه موجود بيننا.
وتابعت: اعتاد رحمه الله زيارة الأرحام خاصة في رمضان، وفي هذا العام قام ابني حمزة (19 عاما) وشقيقتاه الكبريان بزيارة الأرحام على درب والدهم، نسأل الله أن يتابعوا دربه طيلة حياتهم.
وأضافت وقد لاح على وجهها ظل ابتسامة: لقد قضى العام الأخير من حياته في تجهيز منزلنا الجديد هذا، وأبدى في الأيام الأخيرة استعجالا غير عادي للسكن فيه حتى قبل أن تجهز أثاثه، لكنه لم يسكنه سوى أسبوع واحد واستشهد بعدها، أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته.
أم حسن بدت بابتسامتها الهادئة التي لم تفارق وجهها طوال الحديث معها نموذجا للمرأة الفلسطينية الصابرة المرابطة، أم لثمانية أبناء أكبرهم يدرس الماجستير في الهندسة في جامعات الولايات المتحدة، تحدثت عن زوجها بشوق وهي تستعيد ذكرياته: كان رحمه الله نموذجا يحتذى.. فمنذ بداية زواجنا جمعتنا المودة والرحمة، كلانا كان يعي دوره جيدا ويؤديه على أكمل وجه، وكنا نتشاور في كل صغيرة وكبيرة ونتبادل الآراء في كل الأمور.
ثم ابتسمت بشوق وتابعت: حتى مع أبنائه كان صديقا وناصحا للكبار، حنونا وعطوفا على الصغار، وقد كان بطبعه رحمه الله يعشق الأطفال بشكل غير عادي، وكان يستمع إلى آراء أبنائه في كل ما يتعلق بشؤون البيت وحين يكون رأيه مختلفا كان يسعى لإقناعهم ودوما كان أبناؤه في النهاية يقتنعون برأيه.
ثم بدأ التأثر على قسمات وجهها وخفت ابتسامتها وهي تقول: لطالما قام بدور من يحل مشاكل العائلة ويمثلها في أفراحها وأحزانها. لقد ترك فراغا كبيرا في العائلة وداخل بيته خصوصا.. لا زلت أفتقد شريك العمر حتى اليوم، أشعر أن حياتي كلها انقلبت، ليس سهلا علي أبدا اعتياد نموذج آخر من الحياة، لقد كنت أوقظه من نومه كل صباح، أحضر له ملابسه وطعام إفطاره، كنت أصل معه حتى باب المنزل عند خروجه.. واستدركت: تمنى الشهادة طيلة حياته ونالها، نسأل الله أن يتقبله فيمن عنده من الشهداء.
وتابعت بلهجة حازمة: رغم ذلك إلا أنني مطالبة بإظهار القوة والصبر أمام أبنائي، فجميعهم يفتقده، لكن الأم هي مصدر قوة الأبناء، ولو انهارات سينهار الأبناء جميعهم.
ثم بدأت تستذكر الماضي القريب قبيل استشهاده فقالت: منذ قصف الاحتلال سيارة الدكتور إبراهيم المقادمة شعرت بخوف شديد عليه وقد صرحت له بذلك فسعى إلى طمأنتي وقال “ليس لهم بي حاجة”.. وعقبت: ربما كان يدرك في قرارة نفسه، أنه ضمن المطلوبين لكنه لم يكن يرغب في أن نعيش بخوف، خاصة وقد كانت لديه قناعة أن الأعمار بيد الله، وأن الشهادة شرف لا يعادلها شرف.
وتابعت وقد اختفت ابتسامتها: نفتقده كثيرا.. يوميا نذكر اسمه مرارا، لا نجلس إلا في المكان الذي كنا نجتمع فيه مع أبنائنا، وأركز على إعداد المأكولات التي كان يحبها وكأنه سيأتي ليشاركنا كل أمور حياتنا، حتى طفلتي الصغيرتين لا تنامان إلا بعد أن أحكي لهما قصة عن والدهما وكأنها حكاية قبل النوم التي يطرب الأطفال بسماعها
Hijri Date Correction:
1